في مسرحية عبدالحسين عبد الرضا "باي باي لندن" تتعثر لغة "جمعة" وهو يهم بالحديث إلى إحدى الفتيات، يقلّب يميناً وشمالاً فلا يجد إلا بضع كلماتٍ تعلّمها من "الملا محمد". ضعف اللغة يعود إلى التعليم بشكلٍ أساسي، وغفر الله لتعليمنا خطيئة عدم تدريس اللغات من الصغر حيث يتعلم الطفل في الصغر أكثر من لغة "زي سلام عليكم"، لكن يضطر كل سعودي أن يعلّم نفسه وأن يصرف من جيبه على المعاهد لتعلم اللغات، وهي خطيئة عالجها وبقوة أبو متعب ببرنامجه للابتعاث، حيث يرطن السعوديون في الخارج باللغات الفرنسية والألمانية والصينية والكورية خلافا للإنجليزية وغيرها. اللغة ضرورة وشرط للتعليم، وهذا لا يتعارض مع إتقان اللغة العربية، هذه هي اليابان جمعت بين تعليم اللغة الانجليزية وغيرها والحفاظ على اللغة الأم جمعت اليابان بنهضتها بين أصالتها وعصرها. قرأت حواراً لشاب اسمه هشام عبدالحميد نشر العام الماضي، هذا الشاب يتقن مع العربية اللغات: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية والهيروغليفية! يقول الشاب:" طريقة التعليم عموماً وتعليم اللغات خصوصاً في المدارس الحكومية مملة ولا تصلح بتاتاً، ومن ناحية المناهج وطريقة تدريسها والمدرس الذي يدرس اللغة فأغلب المدرسين لا يعرفون النطق الصحيح للكلمات أصلا وينطقونها بطريقة خاطئة وهذا أمر غاية في الخطورة لأنك حينما تعلم طفلاً نطق كلمة بصورة خاطئة سيكون من الصعب فيما بعد أن تقنعه بالنطق الصحيح، لأن كما هو معروف التعليم في الصغر كالنقش على الحجر وأرى أنه لكي نتغلب على هذه النقطة هي أن تهتم الحكومات بالمناهج، وبتأهيل المدرسين المختصين بتعليم اللغات وأنا أتذكر منذ أكثر من ثمانية أعوام أنني كنت أساعد مدرس أول لغة فرنسية على نطق اللغة الفرنسية نطقاً صحيحاً كما أنني كنت أساعده أيضاً في تصحيح الاختبارات الشهرية التي كان يجريها لطلابه"!! هذه اللغة فيها إدانة لطريقة تعليم الانجليزية التي تعلم على طريقة الببغاوات، أذكر أن المدرسين العرب الذين يعلموننا الانجليزية لا يكادون يبدعون في أداء الدرس، بل تم احتقار هذه اللغة بسبب تعليمها السيىء، ولن أتحدث عن الهجوم على تعليمها بالأساس فهذا يتحمله الخطاب المصاب بالغلو بل إن فتاوى تم تداولها تجيز "الغش" باللغة الانجليزية. بآخر السطر، الملا محمد لم يعلّم جمعة اللغة، بل علمه بضع كلمات، لهذا غضب جمعة في المسرحية متأسفاً على نفسه وهو الذي بالكاد يحفظ:"نو إنقلش".