] كان التصور الأول أن التفجيرات لم تكن بفعل انتحاريين ولكنها كانت عبارة عن عبوات ناسفة وقد بني ذلك الاستنتاج على التوقيت شبه الموحد لتفجيرات القطارات الثلاثة التي لم يتجاوز الفارق بينها ثوانياً إن لم يكن أقل من الثانية. ثم تأكد أن الإرهابيين الأربعة قضوا في التفجيرات حيث نشرت مراحل رحلة الضلال وسوء الخاتمة إن شاء الله. واليوم هناك معطيات جديدة تعطي دلالات قاصمة للفكر التكفيري: 1 - التفجيرات كان اتجاهها من أسفل ولم تكن من مستوى الظهر أو الوسط وهذا يدل على أن العبوات وضعت في مستوى القدم. 2 - الإرهابيون دفعوا أجور المواقف وحجزوا تذاكر العودة - وهذا يدل على نية العودة - فالمنتحر لا يأبه بدفع الإيجار لكافر إن لم يكن ينوي العودة حقا. 3 - بعض الإرهابيين كان على موعد في يوم التفجير مع أصدقاء وأخروها ليوم آخر، وهذا دليل آخر على أنهم كانوا ينوون العودة. 4 - التوقيت الموحد تقريبا لتفجيرات القطارات يوحي بأنها كانت مبرمجة أو فجرت من قبل شخص غير الثلاثة الحاملين لها. 5 - الذي فجر الباص كان على اتصال بالقيادة وعندما تبين أنه غير قادر على الوصول للهدف فجر «بضم الفاء» بمن معه. من هنا نستخلص أنه كان هناك من ينسق معهم وربما يكون أوهمهم بأن ينتظروا إلى أن تتواجد العناصر كاملة في أهدافها ثم يغادروا القطارات بعد أن يزرعوا المتفجرات وبينما هم في انتظار إشارة المغادرة فاجأتهم القيادة المضللة وفجرتهم. ومن هنا نستنتج أن القاعدة غدرت بعناصرها من الإرهابيين وقتلتهم وقد كان الإرهابيون في وهم زراعة المتفجرات والعودة. وهذا يذكرني بمجموعة من «مايسمى المجاهدين» وكانوا قد تسللوا إلى العراق لل «جهاد» فلما بلغوا بعد جهد جهيد استقبلهم القائد وحياهم وقدموا أنفسهم إليه ك«مجاهدين» فرحب بهم وقال لدينا مجموعة من السيارات المفخخة فهل أنتم جاهزون، فردوا إننا لم نأت للانتحار ولكن للجهاد فقال هذا مالدينا إن رضيتم به وإلا فعودوا من حيث أتيتم وهذا ماحدث إذ عادوا وقد أدركوا ضلال القاعدة الذين بدأوا بقتل العسكريين الأجانب ثم الأجانب المدنيين ثم المسلمين، والآن أصبحوا يقتلون أعضاءهم، وليس ذلك بغريب ألم يقتلوا من كانوا يسمونه «أسد جنشير وأمير الجهاد» أحمد شاه مسعود، وبعد أن أدرك العالم ثم عامة المسلمين وعلماؤهم ضلال القاعدة هل سيدرك المنتسبون إلى القاعدة من الشباب أنهم مجرد أدوات سياسية يعبث بها لأهداف ليست من الإسلام في شيء؟!