اختتم المؤتمر العربي الأول (الرقابة على الدواء والغذاء والأجهزة الطبية.. التحديات والطموحات) فعالياته بمدينة شرم الشيخ المصرية، برعاية الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية. وانتهى المؤتمر بعدد من التوصيات أبرزها إنشاء هيئة عربية موحدة تعنى بالدواء والغذاء والأجهزة الطبية تحت مظلة جامعة الدول العربية، كما أوصى البيان الختامي بإصدار قانون موحد للغذاء بالدول العربية وإنشاء مركز عربي لتقويم المخاطر الغذائية فضلاً عن الاستفادة من تجربة الاتحاد الأوروبي في إنشاء هيئة سلامة الغذاء الأوروبية EFSA علاوة على العمل على إنشاء شبكة الإنذار المبكر بين الدول العربية والعمل على توحيد التشريعات والمواصفات بما يتوافق مع المعايير الدولية، لتكون عملية التفتيش للأغذية المحلية والمستوردة مبنية على المفاهيم الحديثة التي تتضمن (تحليل المخاطر، أنظمة إدارة سلامة الغذاء وأساليب ونماذج إجراءات قياسية موحدة). كما أوصى البيان الختامي للمؤتمر على ضرورة تعزيز تبادل المعلومات بين الهيئات الرقابية الدوائية في الدول العربية، وتعزيز الجهود مع إدارات الجمارك لمحاربة الأدوية المغشوشة وتغليظ العقوبات على مسوقي ومهربي الأدوية المغشوشة، وحث الهيئات الرقابية الدوائية بالعالم العربي على تفعيل برامج مراقبة الأدوية بعد التسويق من خلال إنشاء مراكز التيقظ الدوائي وتأهيلها بالصيادلة والأطباء المدربين فضلاً عن ضرورة اعتماد وإقرار وإجراء دراسات التكافؤ الحيوي والتحقق من التزامها بالمتطلبات الفنية للدراسات السريرية. ودعا البيان الختامي للمؤتمر إلى ضرورة إنشاء مجموعة التجانس العربية للأجهزة والمنتجات الطبية على غرار ما هو معمول به في مجموعة التجانس العالمي والآسيوي وتعزيز التعاون بين الجهات الرقابية عن الأجهزة والمنتجات الطبية بالعالم العربي والإبلاغ عن حوادث ومشاكل الأجهزة وذلك من خلال إنشاء مركز يعنى ببلاغات الأجهزة والمنتجات الطبية بين الدول العربية ناهيك عن إنشاء اتحاد للمهندسين الطبيين بالعالم العربي أسوة باتحاد الصيادلة العرب وكذلك إنشاء لجنة علمية للهندسة الطبية بالعالم العربي، بجانب قيام الهيئات الرقابية بتعزيز الوعي لدى المجتمع فيما يخص الاستخدام الأمثل والآمن للأجهزة والمنتجات الطبية. وقد شارك في المؤتمر 450 خبيراً ومسؤولاً يمثلون 36 دولة من بينها 19 دولة عربية، 17 دولة أجنبية، حيث شارك ضمن فعاليات المؤتمر عدد من الخبراء والمتحدثين وممثلين لوزارات الصحة ووزارات التجارة والصناعة والزراعة، والهيئات الرقابية في الوطن العربي ورعاة داعمين ومشاركين في المعرض المصاحب للمؤتمر، ومن أصحاب أكبر الشركات العربية والأجنبية في مجال الغذاء والدواء والأجهزة الطبية. وعلى مدار ثلاثة أيام، تم عقد ثلاث وعشرين جلسة موزعة بالتوازي على القطاعات الثلاثة وهي: الغذاء والدواء والأجهزة الطبية بخلاف جلستي الافتتاح والختام. ومن جهة اخرى اكد الدكتور صالح بن سليمان الطيار، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأجهزة والمنتجات الطبية بالهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية، على أن هذا المؤتمر العربي الأول للرقابة على الغذاء والدواء والأجهزة والمنتجات الطبية يعد خطوة تاريخية ومهمة في العالم العربي، لا سيما أن المؤتمر يهدف إلى رفع مستوى معيشة المواطن العربي في ثلاثة قطاعات هي الأهم في حياة أي مواطن ليس في العالم العربي فقط بل على مستوى العالم، مشيراً إلى أن المؤتمر قد شهد إقبالا كبيراً من مختلف الدول العربية، وتم طرح أكثر من 35 بحثاً من قبل باحثين وخبراء وعلماء في مجالات الغذاء والدواء والأجهزة الطبية وذلك بغية الوصول إلى أفضل مستوى من الخدمة في هذه القطاعات المهمة في حياة المواطن العربي وأضاف الطيار إلى أن هناك قانونا موحدا سوف يعد لجميع دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما سيكون بداية لتعميم القانون على مستوى جميع البلدان العربية.