ذكرت صحيفة (الديار) اللبنانية امس ان المحادثات الاخيرة التي جرت بين مسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية المختصين بالشؤون الديبلوماسية في الشرق الاوسط ووفد لبناني على صلة وثيقة بحزب الله تأتي في سياق استكمال المناقشات التي شهدتها بيروت نهاية شهر مارس الماضي بين مجموعة من الخبراء الأميركيين وممثلي بعض التيارات والاحزاب الإسلامية في المنطقة. وكشف مصدر ديبلوماسي اوروبي معني بالملف اللبناني للصحيفة عن ان الوفد الاميركي ضم اليستر كروك و جراهام بولار من المسؤولين السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي. اي. ايه وفريد هوف احد الذين صاغوا تقرير ميتشيل الذي شكل المحاولة الاولى لوضع حد للانتفاضة الفلسطينية ومارك بيري وجيف اهرونسون من الخبراء القدامى بالنزاع في الشرق الأوسط. واوضح المصدر الاوروبي للصحيفة بأن الجامع المشترك بين اعضاء البعثة الاميركية هو انهم لا يتحركون الا بمعرفة الادارة الاميركية وبتنسيق مباشر مع الدوائر الرسمية المعنية. واشارت المعلومات الاوروبية الى ان ممثل حزب الله أكد للجانب الاميركي ما سبق وان اعلنه المسؤول عن العلاقات الخارجية في الحزب نواف الموسوي خلال محادثاته السابقة مع الخبراء الاميركيين في بيروت من ان قيادة حزب الله ستعتبر انسحاب الجيش الاسرائيلي من مزارع شبعا هو الفصل الاخير لاحتلال لبنان مما سيفسح له في المجال ليتحول الى جزء اساسي من الجيش اللبناني النظامي وسيشكل طرفا اساسيا في الحياة الديموقراطية ويسهم في عملية الاصلاح. واكدت المعلومات الاوروبية ان اصرار باريس على رفضها ادراج اسم حزب الله على لائحة الارهاب دفع واشنطن الى تفهم هذا الموقف الاوروبي من سلاح المقاومة وشجعها على فتح باب الحوار وان بصورة غير مباشرة بالرغم من الضغوط الاسرائيلية المستمرة على الادارة الاميركية من اجل ادراجه كبند عاجل في الاجندة الاميركية الخاصة بلبنان. وتوقعت المصادر الاوروبية المطلعة ايجاد مخرج للانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا على ثلاث مراحل يتخللها نشر الجيش اللبناني على طول الخط الازرق على ان يلي ذلك سحب سلاح حزب الله وتمركز عناصره في المناطق الخلفية للحدود. ومن جهتها أوضحت صحيفة المستقبل ان ما كشفته المصادر الأميركية عن اللقاءات التي عقدها مسؤولون في الادارة الأميركية مع وزيرالعمل والزراعة اللبناني طراد حمادة المقرب من حزب الله خلال زيارته الأخيرة الى واشنطن لم تكن سوى أحد وجوه التواصل بين الأميركيين وحزب الله خلال السنوات الأخيرة والتي تشارك فيها شخصيات وقيادات من الحزب أو قريبة منه اضافة لشخصيات إسلامية أخرى. وذكرت الصحيفة ان الوزير طراد حمادة كان قد بدأ المشاركة منذ عدة سنوات في سلسلة لقاءات حوارية مع شخصيات أوروبية وأميركية حول مختلف القضايا الفكرية والسياسية التي تهم الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة والحركات الإسلامية وكانت هذه المشاركة تتم بطلب ومعرفة من قيادة حزب الله وذلك نظرا لحساسية مشاركة شخصية مباشرة من الحزب في هكذا لقاءات. وأوضحت المستقبل ان هذه الحوارات كانت تهدف للبحث بالاشكالات التي تعيق الحوار الإسلامي - الأوروبي - الأميركي وقد عقدت في بيروت وأمستردام والرباط وجنيف وعمان وشارك فيها اضافة لحمادة شخصيات قيادية من الأخوان المسلمين بالاضافة لشخصيات ايرانية ولبنانية وكان هناك اتفاق على عدم الاعلان عن هذه اللقاءات الحوارية والاكتفاء باعداد تقارير ودراسات حول ما يتم التوصل اليه وذلك حرصا على نجاح الحوار والاستفادة العملية منه. وأشارت الصحيفة اللبنانية الى انه بموازاة هذه اللقاءات فإن معهد حل النزاعات الذي تأسس في لندن قبل عامين بمشاركة شخصيات أوروبية وأميركية من بينها الستر كوك وجراهم فولر بدأ أيضا عقد سلسلة لقاءات حوارية مع مسؤولين في حزب الله وحركة حماس والجماعة الإسلامية وقيادات من الأخوان المسلمين وكان احد أبرز هذه اللقاءات الاجتماع الذي عقد في مارس الماضي في بيروت بحضور مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي وممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان ووفد من قيادة الجماعة الإسلامية. وقالت انه تم اعداد تقرير مفصل حول نتائج هذا اللقاء وتم توزيعه في الولاياتالمتحدة على العديد من المسؤولين في الادارة الأميركية حيث اعتبر أنه تمهيد غير رسمي للحوار بين الأميركيين وحزب الله خصوصا أن الحوارات التي جرت خلال هذا اللقاء تضمنت مواقف محددة حول دور حزب الله ومستقبله ونظرته لأوضاع المنطقة.وأكدت ان الخطوة الأبرز التي ساعدت في ايجاد التواصل غير المباشر بين حزب الله والادارة الأميركية كانت بعد مشاركة الدكتور طراد حمادة الوزير في حكومة نجيب ميقاتي بطلب من حزب الله. وعلى الرغم من أن حمادة ليس عضوا تنظيميا في الحزب لكنه يعتبر من أقرب المقربين للحزب فكريا وسياسيا ويتعاون مع العديد من المؤسسات الفكرية والاعلامية التابعة للحزب وقد يشكل تسريب المعلومات عن الحوار غير المباشر بين الأميركيين وحزب الله عبر الوزير طراد حمادة اشارة أميركية مهمة حول المناخ الايجابي المستقبلي بين الأميركيين والحزب.