تولي حكومة خادم الحرمين الشريفين أهمية بالغة لمناطق ومحافظات الوطن والمواطنين، ويتجلى هذا الأمر في توجيهات الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين للأمراء والوزراء والسفراء في تلمس حاجات المواطنين وحل مشاكلهم وتقديم كل مامن شأنه تسهيل سبل حياتهم وتحقيق سعادتهم وراحتهم. ومن هنا تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز التفقدية لمحافظات المنطقة، تأتي هذه الزيارة بعد أيام قليلة من تعيين سموه أميرا لمنطقة الرياض لتؤكد بوضوح حرص سموه الكريم على الوقوف بنفسه على واقع محافظات المنطقة وتلمس احتياجات المواطنين ياسمو الأمير يتطلع الأهالي أن تكون هذه الجولة نواة ومقدمة لزيارات لاحقة وأن تحدث هذه الزيارة نقلة نوعية في أداء أجهزة الدولة وذلك بأن تشهد محافظات المنطقة تطورا نوعيا في تحول هذه المحافظات إلى مدن عصرية في بنائها المعماري، في شوارعها وأسواقها وحدائقها ومراكز الترفيه وأن تكتمل بها الخدمات الضرورية من قطاعات الدولة التي ترتبط بها حاجات المواطنين كالمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والجامعات وباقي الدوائر الحكومية التي يحتاجها المواطن بشكل مستمر وهذا سوف يؤدي بشكل مباشر إلى تقليل الهجرة من المحافظات والأرياف إلى المدن الكبيرة ولا سيما العاصمة الرياض والتي تعاني من الإزدحام والإختناقات المرورية، والهجرة العكسية التي يرغب الكثير في تحقيقها لن تكون مالم تتوفر لهذه المحافظات سبل وإمكانيات المدن الكبرى وفق معايير علميه وعملية مدروسه. فسموكم الكريم يعلم أن التطور والنهضة والانفتاح الذي شهدته المملكه خلال العشرين سنة الماضية تمخض عنه وجود جيل كامل منفتح ومطلع على جوانب كثيرة من الحياة ومتفاعلا معها أثرا وتأثرا ومن هنا فلم يعد هناك فارق كبير بين من يعيش في المدن الكبيرة ومن يسكن المحافظات بل ولا حتى في الأرياف في الحاجات والاحتياجات فشبكات التواصل الاجتماعي والانفتاح الإعلامي ساهم بجهد كبير في بناء ثقافة الجيل ومتطلباته ونظرته للحياة وهذا بدوره يتطلب من الجهات الخدمية استيعاب هذا التحول والتغير الاجتماعي والتفاعل معه بإيجابيه وتناغم لما يخدم الوطن والمواطنين، فوجود مثلا شوارع فسيحة مضاءة ومشجرة وجميلة وممرات مشاة وحدائق متميزة متوفر بها وسائل الراحة والألعاب للأطفال، وأندية رياضية، ومطاعم راقية ومقاهي خدمات الإنترنت وجلسات خضراء وكراسي مريحة وأماكن للتسوق متنوعة وحضارية لم تعد حصرا على المدن الكبيرة، وأصبحت الحاجة لها في كل محافظة وهي وإن كانت مشاريع استثمارية ناجحة ومربحة إلا أنها بحاجة إلى جهات مسؤولة متمثلة في البلديات لتتولى تخطيطها بشكل حضاري وعصري والإشراف عليها وتشجيع المستثمرين للبدء بها، وهنا لا بد من الإشارة إلى الحاجة الملحة لتطوير المجالس البلدية وتطوير إدائها لتتحمل المسؤوليه كاملة في رسالة التطوير والبناء وهذه الأفكار وغيرها كفيلة بأن تجعل من هذه المحافظات أماكن عمل واستجمام بعيدا عن ضوضاء المدن الكبرى وصخبها، الآمال كبيرة والتطلعات والطموحات لا حد لها فوطن لم يبخل على أبنائه يوما يستحق من كل فرد منا المساهمة في التطور والبناء وسمو أمير منطقة الرياض -حفظه الله- بسيرته العطرة وإخلاصه واجتهاده المعروف عنه، وحبه لوطنه ومواطنيه يحمل هذه الأفكار وغيرها، وقادر على تحقيقها بإذن الله تعالى، نسأل الله عز وجل أن يعينه وأن يوفقه.