حل المشكلات هو أحد المهارات التي تحظى باهتمام كبير منذ القدم، وهي من أكثر المهارات التي يتم التركيز عليها من النواحي التربوية. وقد تم تطوير العديد من البرامج لتعليم مهارة حل المشكلات، وخاصة عند الطلاب. ويرى أحد الباحثين أن مهارات حل المشكلات هي امتداد للتنظيم الذاتي والثقة بالنفس. فعندما يجد الطالب نفسه في مشكلة تولد لديه ضغطاً نفسياً، فانه يحتاج إلى اتخاذ قرار بشأن ما سيفعله حيال هذه المشكلة. وتتضمن استراتيجية حل المشكلات القدرة على اتخاذ عدد من الخطوات. وتتمثل الخطوة الأولى في تحديد المشكلة ومصدرها، أما الخطوة الثانية فهي تحديد المخرجات المطلوبة. ثم يقوم الطالب باختيار الحل الأفضل من بين الحلول المتعددة والممكنة، ثم وضع خطة لذلك الحل وتنفيذها. وفي الخطوة الأخيرة فان على الطالب تقويم فاعلية الحل الذي تم اختياره وتجريبه. فإذا تحقق الهدف، فإن ذلك يعني أن الحل كان ناجحاً، أما إذا لم يتحقق الهدف، فعلى الطالب ان يختار ويجرب حلاً آخر. ان تدريب الطلاب منذ نعومة أظفارهم على التعرف على المشكلات الاجتماعية ليس سهلاً على المعلمين الذين يتوقعون حلولاً سريعة لمشكلات طلابهم، ويهتمون كثيراً بالتعليم فقط. ولاشك ان تعليم الطلاب استراتيجية حل المشكلات وتشجيعهم على استخدامها عند الضرورة سوف يطور لدى الطلاب إحساساً كبيراً بالثقة بالنفس والقدرة على حل مشكلاتهم، بل ويجعلهم مستقبلاً أكثر قابلية واستعداداً للتعامل مع مشكلات الحياة بسهولة ويسر. ولعل أحد أهم أساليب حل المشكلات الاجتماعية واتخاذ القرارات هو أسلوب العصف الذهني. ويستخدم أسلوب العصف الذهني على مستوى المجموعة، لكنه يمكن ان يستخدم أيضاً على مستوى فردي. ويتضمن العصف الذهني تحديد المشكلة بدقة، ومن ثم تبادل الآراء والأفكار. وينبغي ان يقوم الطالب أو مجموعة من الطلاب بما يلي:- عدم التركيز على نوعية الحل على حساب الكم، فالهدف هو اقتراح والتعرف على أكبر عدد ممكن من الأفكار والآراء. تشجيع التفكير الإبداعي وغير التقليدي . تجنب إصدار الأحكام أو النقد للأفكار والآراء المطروحة. دمج الأفكار وتعديلها وتحسينها. ولابد من أن يكون هناك تعاون بين الطلاب أو بينهم وبين المعلمين، وطلب المساعدة من الآخرين عند الضرورة، والتنازل أحياناً عن بعض الحلول والقبول بالحلول الوسط. ولاشك أن حل المشكلات يتطلب استخدام مهارات التفكير العلمي، واتخاذ القرارات الجيدة من أجل الوصول إلى حلول جيدة للمشكلات التي يواجهها الطلاب في مراحل دراستهم، والتي ربما تؤثر على تحصيلهم العلمي....