احبتي كثرهم الله غمروني بسيل رسائلهم عبر الايميل والبريد والاتصالات والرسائل الهاتفية يسألون عن انقطاعي خلال الفترة الماضية بعدما بدأت الكتابة الى جانب الاجابة عن اسئلتهم كل يوم جمعة، وللأمانة لم يعيدني لهذه المساحة الا مبادلتهم الشعور وتقديرهم، ولم يعلموا ان مناشدتهم لي بالاستمرار في الكتابة لنقد الحال الرياضي المائل منذ «الدبغة الالمانية» الشهيرة اشبه ب»الفيتامين» الذي يساعد الجسم، ولكن غاب عنهم أن مئات الصحف وعشرات البرامج وآلاف المواقع ووسائل الاتصال الحديثة الغيورة على سمعة رياضة الوطن لم تنفع، فما تم الحديث عنه قبل عشرات الاعوام يعاد اجتراره ويطرح الآن مرات ومرات من دون ان يكون هناك تحسن في الاوضاع وشعور بالمسؤولية وترشيد في الوعود وتقنين للتصريحات ومعالجة للأخطاء وضبط للبرامج ودراسة للقرارات ومحاكاة للدول المتقدمة. مع الاسف حضر معوكس كاتبا وغاب ثم عاد، ولم يتغير شيء باستثناء ان السيطرة اصبحت بيد اطراف بدأت تعبث وتجر «القرص» الى نارها بطريقة مفضوحة وتحركات تتم على طريقة (عيني عينك) من دون ان يكون هناك مسؤول يغير الصورة ويضخ اوكسجين الحياة في جسد الرياضة وقيادتها نحو التطوير وروح التعاون واسلوب الادارة الحديثة وطموح الشباب والتطلع الى المستقبل بارادة لا تعرف التوقف عند عاطفة الميول وضعف العزيمة والخوف من هذا وخشية ذاك. ترى ما الذي سيضيفه معوكس وغيره من الكتاب الغيورين على رياضة الوطن والمجالات الاخرى مادام ان سياسة «حب الخشوم» هي سيدة الموقف والطاولة التي تتخذ عليها القرارات وتصدر منها التعليمات وتتوزع من خلالها الادوار؟، ماذا يضيف كاتب بيده قلم وامامه ورقة وليس صاحب قرار؟ وما الذي يقدمه ناقد لكثرة نقده أعُتبر محسوبا على جهة ضد الجهة المقابلة؟ كيف نطور العمل والاتحادات المعنية ورعاية الشباب هم اساس المشكلة ومصدر الاستمرار في الاخفاقات؟ هم يطالبون مع الاسف بالنقد وتوضيح الصورة وان حدث ذلك وضعوا الناقد ضمن القائمة غير المرغوب فيها، باختصار ياتطبل لهم وتسبغ عليهم من عبارات الثناء وجمل التبجيل ومقالات الاشادة حتى تكون عندهم بمرتبة الكاتب الوطني الوفي الغيور المتمكن، او ان تنتقدهم وفق قناعاتك الشخصية من دون املاءات ومجاملات وخشية من فلان وخوف من علان فتكون من الفئة التي لاتجد اي قبول وترحيب وربما يسوقون ضدك ابشع الاتهامات ومحاولات التقزيم وتكميم الافواه. لهذه الاسباب اصبح الوسط الرياضي اشبه المجموعات وكل مجموعة تتبع لشخص معين، ومن هنا نمت الحواجز و»الصبيات» والحفريات -مثل ما مانشاهده في مدننا العزيزة-، واستشرت المحسوبيات واصبح الكل لايثق بالآخر وكل يأتي بمجموعته واذنه الثالثة مما جعل حل هذه التعقيدات يبدو صعبا على الجميع، والخوف ان يستمر ذلك فترة طويلة فنجد انفسنا من بعدما احتفلنا بوصول الاتحاد السعودي للمرتبة الثالثة آسيويا تصارع انديتنا ومنتخباتنا على الهروب من آخر الترتيب فلا تستطع، واقولها بكل اختصار فمثلما قرارات اللجان والاتحادات ورعاية الشباب حسب المزاج دعوا «ابو العواكيس» يغيب ويحضر ويكتب حسب المزاج!