(الوقفة الأولى) ما السفارة؟.. السفارة تطلق على الوفد المرافق للعريس. وهذه الكلمة ولدت مع ميلاد حائل الذي الله به عليم. اتصل والد العريس على أنسابه لابنه باللهجة البدوية الغالية على قلوبنا قائلاً كم ستذبحون من خرفان (لسفارتنا) . أجابه والد العروس عشرة من الخرفان هل تريد نزود؟. أجاب والد العروس: أنا سأزود الخرفان. بعد عراك بينهما ذبح والد العريس زيادة عشرة خرفان بما مجموعة عشرين خروفاً. على بال والد العريس أن كل الذين تمت دعوتهم سيحضرون بلا مساس ولا تأخير!!! فلما شبع القوم بقى اثنى عشر صحناً مفطحاً مجهزاً للأكل ليس عليهم أحد البتة (زيادة)!!!! فانفجر أخو العروس الملتزم الاقتصادي بمكياله النقي بالإيمان الورع فنشبت معركة كلامية. أخو العروس يقول كيف سيسعد زواجنا ويوفق ونحن نغضب الله باثني عشر مفطحاً لم يمسهم جائع ولا فقير؟ والجائعون بخرائبهم وعششهم وبيوت شعرهم يبكون من ألم بطونهم وهم كثر من الفقراء المنقطعين عن هذه المفاطيح وغائبين. رد عليه والد العريس. أنا حسبت كلي اللي عزمتهم يبون يجون. ماجا إلا بعضهم!!!! فأسرع أخو العروس إلى الجمعية وأحضر سيارة نقل الطعام إلى مقر الجمعية. وأنقذ زواج أخته بالحسنة. وصيانة النعمة. فهذا نتيجة جهل وقلة وازع ديني والعياذ بالله. ومن لم يشاور لبيب ندم واحتار. ولات حين مندم. (الوقفة الثانية) على ذمة الراوي. بنت أربع سنوات حين رقصت بزواج إختها رمت أمها على رأسها مائتي ريال. تصور طفل جاهل مظلم التمييز وهو يرقص يمارس طرباً وفرحاً!!! والأم الكبيرة العاقل تجاوز وإسراف فرح تضع مائتي ريال على رأس بريئة!!! والبنية لا تحس ولا تقيم ولا تفرق. وإلى أين ذهبت المائتي ريال؟ هل إلى فقير لم يأكل الطعام منذ يومين؟ أم إلى محتاج فاقد الكسوة منذ عام؟. أم إلى ماء زلال بمسجد توجد به الثلاجة والماء مقطوع عنها والعطاشا كثر؟ ولو سألت أم العروس هداها الله ومنهم على شاكلتها بودك نجاح بنتك بزواجها؟ أجابت بكل حرارة ومودة ورقة إى ى ى ى ى والله. من كل قلبها. وهي التي طغت وتجاوزت وأسرفت وأغضبت وهي لا تعلم. ومن أين للأم هذه المائتين؟؟ الأم تجاوزت وأسرفت. وظلمت نفسها وبنتها العريسة وطفلتها البريئة. وجعلت الفقراء من حولها وسط المرقص وحوله يتلمظون ويحمحمون. ولربما على زوج بنتها صاروا حاسدين حاقدين. والتوفيق من الله لمن حرص على أسباب التوفيق. والجهل مظلم لا نور وهداية بطريقه. (الوقفة الثالثة) الدفوف بالأعراس أجازها الشرع. أما غيرها من قطع الموسيقى فبدع كل مؤمن يترفع عن أي شىء يزيد على الدفوف. ولا يسمح قلب رشيد بدخوله. بل يتأزز منه ويمقته. أمثال بعض قطع موسيقية غريبة. وهناك متدينون يقال إن والد البنت حين علم بوجود تلك القطعة الموسيقية أوشك أن يفجر القصر غضباً. وثار بركانه الإيمانى وصار صوته كالصواعق وطلب خروج كل من له به علاقة من صالة الفرح فوراً وبدون تردد وحامت الشبهات على الظالمين حتى أوقفت تلك القطعة الموسيقية عن البث. وتتالت الشفاعات من الحاضرات الراسيات من القواعد والشابات الثقات حتى عاد جو ليلة العرس لهدوئه وسكينته. ونجح العرس بمشيئة الله. وصدح الدعاء المتكرر بتوفيق العريسين. فالوضع بقصور الأفراح فيه من المضايقات المنغصات والمفرقات ما الله به عليم. فاللهم لا شامت ولا مغتاب بل للموعظة مجتهد ومحتسب. والسلام.