قبل فترة اشتريت كتاباً لا أحتاجه (ولا أعتقد أنك ستحتاجه بعد هذا المقال)!! .. أما لماذا اشتريته!؟ فلكي أحدثكم عن فكرته (أولاً) ولأنني لم استطع مقاومة عنوانه (ثانياً)! فالترجمة الحرفية لعنوان الكتاب هي (21 دولة يساوي فيها الدولار ثروة) ... غير أنني استبدلت الدولار ب«الريال» من قبيل تعريب الفكرة - وعلى أمل أن تتضاعف «الثروة» بمعدل 3,75 مرة. وهو من تأليف الرحالة الأمريكي تيم ليفيل، ويستعرض دولاً رخيصة مقارنة بسعر صرف الدولار - وبالتالي يمكن زيارتها بمبلغ قليل نسبياً.. فمن آسياً مثلاً هناك: أندونيسيا وتايلند وماليزيا ولاوس وفيتنام والهند ونيبال. ومن افريقيا: المغرب ومصر ودول جنوب الصحراء الكبرى. أما في أوروبا: فهناك بلغاريا وهنغاريا وتشيكيا وتركيا (التي لم أجدها بذلك الرخص). أما على الطرف الآخر من الأطلسي: فهناك المكسيك وغواتيمالا والهندوراس والسلفادور وبوليفيا والبيرو والأكوادور وفنزويلا (التي زرتها لرؤية أعلى شلالات العالم)... هذه الدول - قد تكون متخلفة نسبياً مقارنة بأوروبا وأمريكا - إلا أنها غنية من حيث الثقافة وتنوع البيئة وجمال الطبيعة. فبدل زيارة دول غنية مثل ألمانيا وفرنسا وكندا يمكن بربع السعر زيارة مجموعة من الدول الآسيوية المتجاورة - مثل الهند ونيبال وأندونيسيا وتايلند.. كما يمكن بسعر ليلة واحدة في فندق خمس نجوم (في باريس أو كان) العيش لمدة أسبوع في فندق بنفس المستوى في الأردن والأكوادور.. والدول المذكورة في الكتاب ليست فقط رخيصة - مقارنة بدخل الفرد في دول الخليج مثلاً - بل تنتشر فيها ثقافة (المساومة) بحيث يمكنك المفاصلة للحصول على أقل سعر ممكن. ويضرب المؤلف مثلاً برحلة سفاري في الهند تكلف عشرين دولاراً في اليوم (متضمنة الطعام والمنامة) استطاع الحصول عليها بعشرة دولارات فقط. وفي حين يمكن بأربعة دولارات زيارة المتحف المصري في القاهرة - أحد أعظم المتاحف في العالم - يمكن للشباب والطلاب الدخول بدولارين فقط.. وبدل البقاء في براغ (عاصمة تشيكيا) حيث الأسعار ثابتة وترتفع باطراد، يمكن المكوث في بلدة قريبة تدعى كيوتنا هورا لا تقل روعة وجمالاً عن العاصمة نفسها!!! - على أي حال؛ أعود وأنصح بعدم شراء الكتاب!!! .. لماذا (!؟) لأنه ينطبق عليه المثل القائل (الكتاب مفهوم من عنوانه) وأهم ما فيه أسماء الدول السابقة.. فأنا شخصياً وجدت أن مادته الداخلية لا ترقى لمستوى الأدلة السياحية (أو الTravel Guides) .. ويؤكد هذه الحقيقة أن الكتاب نفسه صغير نسبياً (113 صفحة فقط) ولا تحتل فيه أي دولة أكثر من خمس صفحات فقط (مقابل 1100 صفحة عن ماليزيا وحدها .. ضمن سلسلة لونلي بلانيت السياحية).. وفي المقابل دعني أخبرك بأربع نصائح (لم يتعرض لها الكتاب) تجعل من سويسرا ولوكسمبورغ أرخص من سوريا والهند: ٭ النصيحة الأولى: ابتعد عن الفنادق المترفة والمنتجعات المشهورة.. فالفرق بين «الخمس نجوم» والثلاث نجوم» يعتمد على كماليات لا تحتاجها فعلياً (كتوفر حمامات ساونا ومواقف سيارات).. وفي المقابل يتجاوز فرق السعر بين الاثنين ثلاثة أضعاف!! ٭ ثانياً: اعقد اتفاق شرف مع زوجتك بعدم تجاوز الميزانية الموضوعة للتسوق (فرب فستان واحد يتجاوز إيجار الفندق)! ٭ ثالثاً: في معظم البلدان الثرية توجد (بطاقة سائح) تتيح لك ركوب الباصات وقطارات الأنفاق لمدة أسبوعين على الأقل؛ وفي المقابل قد يكلف التاكسي نفس السعر للمشوار الواحد! ٭ أما رابعاً فهو ... كما يفترض ... الابتعاد عن ... تلك الأماكن... [email protected]