لم يكن صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض - يرحمه الله- شخصية عادية بل كان ذا رؤية قيادية مخلصة وصاحب سجل حافل بالنجاح، أضاف خلال توليه منصب وكيل إمارة الرياض ثم نائباً لأمير الرياض فأميرا لها الكثير من الإنجازات الملموسة على جميع الصعد، متوجا هذه النجاحات بكم كبير من الخدمات الخيرية الإنسانية التي كانت من أبرز سماته –يرحمه الله-. عرفت الأمير الراحل سنوات طويلة كان-يرحمه الله- نظيف اليد عفيف اللسان محباً لعمل الخير مؤثراً على نفسه، كثير الابتسام يصغي جيدا لكل من يتحدث إليه ولا يكثر في الكلام، كان عمليا ومنظما إلى أبعد الحدود، ومن ثم حفر محبته في قلوب كل من عرفوه عن قرب أو سمعوا عن أياديه الخيرة البيضاء. لقد لمست جهود الأمير الراحل خصوصا تلك المنصبة على تطوير منطقة الرياض في الجانب التحديثي والعمراني والتنموي فقط بل امتدت إلى الاهتمام بالتراث المعماري والتاريخي الضارب في عمق الأصالة والتاريخ بحكم ما تتمتع به بلادنا من آثار ومواقع تاريخية تحظى باهتمام محلي وعالمي أيضاً. لقد كان له مفهومه المتفرد في العمل الخيري الإنساني، كان يسعى إلى غرس العمل المنتج والمفيد بدلا من الإعانات المؤقتة، فقد تبنى إطلاق حملة "حرفة الوطن" التي تستهدف تفعيل الحرف الوطنية وبناء الأسر المنتجة وذلك منتصف عام 2012م، وهذه الحملة كانت تهدف إلى رفع دخل الأسر المنتجة والحرفيات السعوديات عبر تجمع ضخم لجهات حكومية وخاصة.وكانت للأمير الراحل مواقفه الداعمة والمساندة للأسر المحتاجة وتوجيهه بتدريب وتأهيل بنات الأسر المستفيدة وإلحاقهم بالمعاهد والمراكز التدريبية لتوظيفهم في مهن وأعمال يحتاجها سوق العمل ومن ذلك أيضا إلحاقهم بالبرامج التدريبية الصحية والتعليمية والتقنية خاصة المنتهية بالتوظيف. وكان يتطلع إلى أن تتيح هذه الحملة فرص عمل للشباب والشابات الطموحين للتدريب والاعتماد على أنفسهم للوفاء بالمتطلبات الاقتصادية لأسرهم. لقد ضرب الأمير الراحل مثلا منفردا عندما قام قبل وفاته بالتوقيع على بطاقة التبرع بالأعضاء التابعة للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، وقد كتب في بطاقة التبرع بالأعضاء التي وقعها: أقر أنا الموقع أدناه بأنني أخبرت أقربائي بشأن رغبتي في التبرع بأعضائي المبينة أدناه بعد وفاتي، وذلك بغرض زراعتها لمن يحتاج إليها من إخواني المرضى. والله خير الشاهدين، ليقدم بذلك نموذجا يحتذى به في العمل الإنساني لإنقاذ المرضى. وبوفاة الأمير الراحل فقد أيتام منطقة الرياض أحد رجال الخير المخلصين، حيث كان سموه من مؤسسي الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض "إنسان" فقد كان نائباً لرئيس مجلس إدارتها في دورات مجلس إدارة الجمعية الثلاث ثم تولى رئاستها في دورتها الرابعة عام 1433ه، ليرحل عن دنيانا صديق الجميع..صديق الخير..الداعم القوي لرجال الأعمال والمستثمرين، ليرحل من سطّر خلال مدة قليلة نهضة مدينة الرياض وجعلها منطقة جاذبة للغير بفضل الدعم والتسهيلات لهم. رحمك الله يا فقيد الجميع، أحببتنا وأحببناك وأحبتك الرياض وأهلها، أتقدم بصادق التعازي والمواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وإلى أبناء الأمير الراحل الأمير الدكتور عبدالعزيز والأمير فيصل وبقية أبناء الأمير الراحل، وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي كافة.