كشفت سلسلة تقارير نشرت في إسرائيل مؤخراً، استفحال العنصرية الشرسة ضد فلسطينيي 48، والتي وصلت حد الاعتداءات الدموية في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي تغض الطرف فيه وزارة التعليم الاسرائيلية عن هذه الظاهرة ولا تعالجها بالشكل المطلوب. فقد نشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية تقريراً عن استشراء العنصرية في القدسالمحتلة، والتقت طلبة مدارس يجاهرون بعدائهم للعرب، ومنهم طالبة تدعو الى ارتكاب "محرقة ضد العرب". وتقول الصحيفة إن العنصرية لا تقتصر على مدارس معينة، إذ أن معلمين اسرائيليين من مختلف المدارس في القدسالمحتلة يقولون إنها منتشرة في كافة المدارس "الراقية"، ويعبر عنها الطلاب في الحصص المدرسية وخاصة في مواضيع المواطنة والتاريخ، وأيضا في أوقات الفراغ، وبعد اليوم التعليمي وفي المراكز التجارية والساحات والمرافق العامة، في إشارة الى كثرة الاعتداءات على العرب في مختلف أنحاء مناطق 1948، وليس فقط في القدس. وأشارت الصحيفة الى أن وزارة التعليم تعاملت مع هذه الظاهرة بلا مبالاة في السنوات الأربع الأخيرة، وهي الفترة التي كان فيها الليكودي غدعون ساعر على رأس الوزارة، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، وسعيه الى الزج بمفاهيم صهيونية يمينية للطلاب، ودفعهم إلى اجراء جولات في المستوطنات في مدينة الخليل المحتلة. وقالت "هآرتس" أن الوزير ساعر لم ينجح الا تعميم شعور اللامبالاة لدى المعلمين حيال ظاهرة العنصرية، وكانت وزارته سحبت كتاباً تدريسياً لموضوع المواطنة، فيه الكثير من مفاهيم حقوق الانسان ومناهضة التمييز. ونقلت الصحيفة عن معلمي مدارس إسرائيلية، قولهم، إنهم في حالات معينة يتخوفون من صد عنصرية الطلاب، نظرا للأجواء السائدة في الصفوف الدراسية، وتقول إحدى المعلمات، "إنني أخاف من الطلاب، فإذا ما طرحت أمام الطلاب مواضيع مثل حقوق الإنسان وحرية التعبير فسيعتبرونني يسارية، ومن ثم سيتحول النقاش الى نقاش سياسي حزبي، ويشتد صراخ الطلاب، فكيف أجرؤ أن أمنح الأعداء فرصة أن يعبروا عن أنفسهم، حسب مفاهيم الطلاب". وتسعى بعض المدارس الى إجراء لقاءات بين طلاب يهود وعرب، بهدف التخفيف من حدة العنصرية، وفي لقاء جرى قبل أسبوعين، لم يتورع طلاب يهود من حمل لافتات عنصرية ضد العرب. وتكاثرت في الأسابيع الأخيرة الاعتداءات على العرب في عدد من المدن ففي القدس لا يمر اسبوع واحد من دون اعتداء من هذا النوع ، وقبل ايام تعرضت سيدة عربية متقدمة بالسن لاهانات من فتيان يهود في مستعمرة "نتسيرت عيليت" (الناصرة العليا) الجاثمة على أراضي مدينة الناصرة وقراها المجاورة، فقط لكونها عربية، كما وقعت اعتداءات كهذه على عرب في مدن تل أبيب ونتانيا وعكا وغيرها.