دعت هدى الجريسي رئيسة اللجنة الوطنية النسائية بمجلس الغرف السعودية إلى إنشاء صندوق استثماري عقاري نسائي لمواكبة الطفرة الكبيرة التي يتوقع أن يشهدها السوق العقاري خلال الفترة القليلة المقبلة عقب إقرار اللوائح التنفيذية لقانون التمويل العقاري من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما". وأكدت الجريسي أن إقرار منظومة التمويل العقاري التي تتضمن اللوائح التنفيذية لأنظمة (التمويل العقاري، التأجير التمويلي، ومراقبة شركات التمويل) ونشرتها مؤسسة النقد على موقعها الإلكتروني تمثل المرحلة الأولى للتنظيم الفعلي للسوق العقاري، ويتوقع أن تؤدي لطفرة كبيرة بالسوق من خلال تنظيم العلاقة بين كافة الأطراف، وإيجاد صيغ تمويل تلبي احتياجات كافة شرائح المجتمع من طالبي السكن. وأشارت إلى أن هذه الأنظمة سوف تساعد في إيجاد آليات منظمة لتمويل الإسكان في المملكة بأسلوب يحفظ حقوق جميع الأطراف، ويحد من تكلفة التمويل العقاري وذلك من خلال التسهيلات التي ستوفرها هذه الأنظمة للمواطنين للحصول على تمويل متوافق مع الشريعة الإسلامية يلبي احتياجاتهم. وتوقعت الجريسي أن "تسهم شركات التمويل والصناديق العقارية المتخصصة في دعم تلبية الطلب وتوفير الخيارات أمام المواطنين بالاستفادة من قنوات وقدرات المملكة الاقتصادية بتحريك السيولة النقدية نحو المشاريع الإسكانية". ونوهت إلى تقارير دولية صدرت مؤخراً تدعو سيدات الأعمال السعوديات إلى استثمار وضخ أموالهن الراكدة في البنوك السعودية في المجال العقاري بالخارج، وذلك استنادا إلى تقارير مجلس الغرف السعودية التي تؤكد أن الأرصدة المملوكة للنساء السعوديات المودعة لدى المصارف تصل إلى 375 مليار ريال، وهو ما يجعل معظم الشركات تعكف على ابتكار أفكار وخدمات ومنتجات ومشاريع لاستقطاب تلك الأرصدة. وأشارت إلى أنه وبدلا من توجيه هذه الأرصدة للاستثمار العقاري في الخارج كما دعت مسئولة بنك بريطاني خلال زيارتها مؤخرا للمملكة أن يتم تأسيس صندوق استثماري عقاري نسائي تحت مظلة مؤسسة النقد للاستفادة من تلك الأرصدة الراكدة في حل مشكلة الإسكان في الوطن. واعتبرت أن السوق العقارية بحاجة إلى أن تمارس الشركات والصناديق المتخصصة دورها في حلحلة الأزمة الإسكانية، مشيرة إلى الدعم الحكومي الذي تمثل بتأسيس وزارة للإسكان في مارس 2011م ورفع قروض صندوق التنمية العقارية إلى 500 ألف ريال من 300 ألف، وتخصيص نحو 250 مليار ريال لإنشاء 500 ألف وحدة سكنية، مؤكدة أن القطاع الخاص يجب أن يلعب الدور الأكبر مع الحكومة في نفس الوقت لإنهاء أزمة نقص الوحدات السكنية التي تعتبر أزمة اجتماعية في المقام الأول لأنها تهدد الاستقرار الأسري خصوصا للشباب المقبلين على الزواج. كما تسيطر المرأة على حجم إنفاق سنوي يبلغ حوالى 75 بليون ريال، ما يؤكد أهمية وجود مسارات جديدة تستوعب هذه الاستثمارات النسائية في المملكة، وذلك من خلال تحقيق المزيد من التمكين الاقتصادي للمرأة في سوق العمل وفي مجالات الاستثمار.