ينتمي إلى منزل تجاري عريق، أسسه والده منذ زمن مبكر، الأمر الذي جعله يتحمل مسؤوليات في إدارة الأعمال، مما جعله متمرساً في العملية الإدارية والعمل التجاري.. كانت بدايته في محل صغير داخل "شارع الظهيرة" في وسط الرياض؛ لينطلق من خلاله إلى عدة مهمات في "مجموعة الجديعي"، وهو ما أسفر عن عدة توسعات داخلية، وكذلك زيادة حجم الأعمال. "صالح بن عبدالله الجديعي" -مدير عام شركات الجديعي التجارية- استطاع بما يملكه من إمكانات وخبرات أن يقود "مجموعة الجديعي" إلى قفزات كبيرة في عدة مجالات، بدأ في عمل بسيط أثناء فترة الدراسة حتى عام 1984م، بعدها عمل في "شركة الجديعي للأقمشة الرجالية" كمسؤول عن أعمالها في وعي المستهلك واكبه «ثقة في التعامل» و«جودة في المنتج» و«عروض مغرية» و«سعر جذّاب» الرياض، ثم عمل في "شركة الأصيل" كمسؤول عن مبيعاتها في أكثر من مدينة في المملكة، وفي نهاية عام 1984م عاد إلى العمل في "شركة الجديعي لأقمشة المفروشات" وتولى إدارتها، وهنا بدأت تطلعاته تزداد؛ لتتنوع نشاطات المجموعة وتشمل "شركة الجديعي للأثاث المكتبي"، شركة "ديموس" للأثاث المنزلي، "شركة الجديعي تكنولوجي"، "شركة الجديعي للمحركات"، ثم التعاقد مع شركة "جاك موتورز" في الصين لتكون "شركة الجديعي للمحركات" الوكيل الحصري لها، وأخيراً "شركة المستقبل للتقسيط". "الرياض" تستقصي بدايات ونجاحات رجل الأعمال "صالح بن عبدالله الجديعي". محل صغير قال "صالح الجديعي": في بداية الثمانينيات الميلادية كان العمل في أقمشة المفروشات على مستوى المملكة خجولاً وبسيطاً، وكانت الفرصة مواتية من أجل تطوير ذلك المشروع المتمثل في "شركة الجديعي" لأقمشة المفروشات، مضيفاً أنه تم التخطيط والعمل الدؤوب خلال مسيرة استمرت لأكثر من (28) عاماً تقريباً، حيث بدأنا من محل صغير في "شارع الظهيرة" في وسط الرياض إلى عدة معارض منتشرة في مختلف مدن المملكة، وكذلك من مستودعات بسيطة لا تتجاوز الآلاف من الأمتار إلى مستودعات نموذجية ومستوى مخزون يتجاوز ثلاثة ملايين متر من أرقى أنواع أقمشة المفروشات، مؤكداً على أنه مازالت الشركة مع بقية شركات المجموعة تتطور باستمرار. العمل التجاري اليوم معقد مقارنة عن السابق ولكن التقنية سهلت على المستثمرين أعمالهم أقمشة المفروشات وحول تطوير "شركة الجديعي" لأقمشة المفروشات، وإلى أي حد مثلت تلك التجربة نقطة مهمة في مسيرته في قطاع الأعمال، أوضح أنه استناداً على التجربة الأولى في التطوير، فإن تلك المرحلة لم تكن صعبة بقدر ما كان هناك جهد كبير من أجل التطوير والتحول إلى شركة ناهضة ومتميزة، مضيفاً أنه كانت المهمة تتطلب تطوير الخدمة والمنتجات، التي بلغت بعد تلك الجهود أكثر من (20) ألف صنف تحت سقف واحد من حيث الألوان والنقوش والتركيبات ونوعيات الخيوط، لافتاً إلى أنهم كانوا حريصين أن تكون تلك المنتجات تتناسب وأذواق العملاء بدءً من المنتجات البسيطة إلى أعلى الدرجات في هذا الجانب، وكذلك أن تكون متعددة الأنواع سواء الأقمشة المصنعة من خيوط "البوليستر" و"القطن" و"الأكريلك"، إضافةً إلى "الحرير" و"الفيسقس"، وذلك بغية إرضاء أذواق العملاء، وتجديد الذوق وتلك مهمة لم تكن سهلة. الجديعي مُتحدثاً للزميل راكان الدوسري وذكر أنه كانت الصعوبة في أقمشة المفروشات أن تلك النوعية من البضائع لا يمكن تكرارها، فنحن مطالبون أن يكون لدينا جديد باستمرار، وهذا كان أحد التحديات التي واجهتنا وبذلنا جهوداً كبيرة للسيطرة عليها، مضيفاً أنه لاشك مثلت مرحلة تطوير شركة الجديعي لأقمشة المفروشات نقطة مهمة ومؤثرة في اكتساب الخبرة، والمعرفة الحقيقية بأصول ممارسة العمل التجاري. فرق واضح وعن الفرق في مشهد قطاع الأعمال في بداية الثمانينيات الميلادية والآن، أكد على أن الفرق كبير جداً، والمرحلة مختلفة، مبيناً أن العمل في بداية الثمانينيات الميلادية كان أكثر بساطة وأقل استثماراً، أما الأعمال الآن فهي أكثر تعقيداً، وأكبر من حيث حجم الاستثمار، مشيراً إلى أننا نجد الأعمال اليوم أكثر انتشاراً من خلال أرقام كبيرة جداً، وهذا يتطلب أن يواكب التاجر النمو والتوسع العام للأسواق وللاقتصاد، خاصة أن التقنية اليوم خدمت قطاع الأعمال بشكل غير مسبوق. دور التقنية وبيّن أنه على الرغم من التوسع الهائل للاستثمارات، وتشعب المسؤوليات في إدارتها، إلاّ أن التقنية اليوم تتحمل جزءاً كبيراً من مهام تلك الإدارة، ففي السابق كان التوسع في الأعمال ليس أمراً سهلاً من حيث الإدارة والمخزون وإدارة الفروع والأمور المحاسبية، وكذلك التدقيق وغيرها، حيث كانت الأمور تتم يدوياً، مما دراسة السوق وتقدير احتياجاته أولى خطوات النجاح نحو المنافسة على تقديم الأفضل للعميل يتطلب جهداً ووقتاً أكثر، وتوظيف عمالة أكثر، موضحاً أن اليوم التقنية تمكن رجل الأعمال أن يحصل على تقرير يومي موجز عن جميع العمليات التي تتم في جميع فروعه، بل وفي مختلف المناطق من حيث المبيعات والمخزون والعمليات المالية بشكل بسيط. وأشار إلى أنه في السابق حينما تضع خططاً تسويقية يسهل عليك ذلك، لكن كانت الصعوبة في مسألة مراقبة تلك الخطط والتحقق من أنها تسير كما رُسم لها، خاصةً في الفروع وأثناء عمليات التوسع، مؤكداً على أن ما يحدث اليوم مختلف، من خلال الاطلاع على إنتاجية أي فرع أو أي شركة أو قسم من أعمالك بيسر وسهولة، مما يمنحك فرصة التقييم المستمر لتلك الأعمال. ثقافة شراء وفيما يتعلق بالمستهلك منذ تلك الفترة إلى اليوم من حيث ثقافة الشراء والقوة الشرائية، ذكر أن القوة الشرائية في سوق المملكة موجودة منذ تلك الفترة، وزادت عبر العقود الأخيرة نتيجة عوامل اقتصادية، وكذلك زيادة عدد السكان وغيرها، لكن الفرق الذي حدث في مسألة ثقافة الشراء لدى المستهلك في المملكة هو تنامي الوعي، مضيفاً أن المستهلك قديماً كان يفتقد للمعلومة عن المنتج الذي يشتريه بحكم ظروف ذلك الوقت، بينما اليوم لديه من الدراية والمعرفة ببعض المنتجات ما قد يفوق البائع الذي يعرض له تلك البضاعة، بحكم نوافذ الإطلاع المتاحة أمامه من "الإنترنت"، وكذلك التواصل الثقافي والاجتماعي الذي توفره التقنية اليوم. وذكر أن هذا الوعي في السلوك الشرائي للمستهلك واكبه تطور في أدوات البيع لدى قطاع الأعمال والمتاجر، من خلال التطوير المستمر للجودة في تلك المنتجات، وكذا تقديم العروض المغرية، إضافةً إلى التواصل مع المستهلك من خلال الحملات التسويقية والإعلانية الذكية، التي تستهدف إقناع العميل من خلال جودة عالية وسعر جذّاب. صالح الجديعي مع رئيس شركة جاك موتورز أثاث مكتبي وقال: إن تطور السوق ونمو الاقتصاد كانا دافعاً للتوسع وتأسيس شركات جديدة ومتخصصة في أنشطة معينة، كما أن النضج الإداري لرجال الأعمال، ومواكبة السوق وتحولاته، وكذلك العوامل المساعدة من التقنية وخلافه، كل ذلك أدى إلى دراسة التوسع في مجالات من خلال إنشاء منظومة تجارية متكاملة، مضيفاً أن ازدهار الاقتصاد وانعكاس ذلك على القطاع التجاري والنمو الكبير للأسواق والتوسع الهائل في العمل التجاري، كل ذلك فرض على رجال الأعمال أن يوسعوا نشاطاتهم، بل وافتتاح سلسلة متاجر، مع تأسيس شركات مختلفة، لافتاً إلى أنه تماشياً مع هذا التطور أسسنا شركات مختلفة الأنشطة، ففي عام 2002م أسسنا شركة الجديعي للأثاث المكتبي، وجاء تأسيسها كخطوة جريئة لتواكب التوسع في تلبية احتياجات قطاع الأعمال والقطاع الحكومي من الأثاث المكتبي بمختلف أنواعه. وأضاف: كانت دراساتنا آنذاك أشارت إلى نمو الطلب على الأثاث المكتبي لدى كافة القطاعات، مما حدا بنا لتأسيس هذه الشركة. البحث عن الجديد مرهق في تجارة الأقمشة و«الأثاث المودرن».. وتجارة السيارات واعدة أثاث منزلي وأوضح أنه في عام 2002م أسسنا شركة "ديموس" للأثاث المنزلي، وهي أول شركة سعودية تصنع "الأثاث المودرن"، حيث كانت أغلب شركات الأثاث في المملكة تعتمد على الأثاث الكلاسيكي، لذلك كانت هذه الخطوة للاتجاه الحديث بعد دراسة مستفيضة، وهو ما جعلهم يُقررون تأسيس الشركة التي خطت خطوات كبيرة في السوق المحلي، مبيناً أنهم بدأوا في تأسيس "شركة الجديعي تكنولوجي"، وهي شركة متخصصة في المعدات الطبية الخاصة بالمستشفيات، وكان ذلك عام 2005م، وقد حققت الشركة نجاحات كبيرة بالتزامن مع التوسع في الخدمات الطبية في المملكة. شركة المحركات وأضاف أنه في عام 2008م تأسست شركة الجديعي للمحركات وذلك بعد دراسة مستفيضة لسوق السيارات في المملكة، ووجدنا بعد تلك الدراسات أن سوق السيارات واعد جداً، على الرغم من أنه ليس بالسوق السهل، مؤكداً على أنه بناء على ذلك تم التعاقد مع شركة "جاك موتورز" في الصين لتكون "شركة الجديعي" للمحركات الوكيل الحصري لسيارات جاك موتورز في المملكة، والشركة اليوم والحمد لله أخذت مكانتها في السوق، وأصبحت واقعاً في مجال السيارات في المملكة. المستقبل للتقسيط وأشار إلى أنه في عام 2010م أنشأوا شركة المستقبل للتقسيط، وهي شركة متخصصة في تقسيط السيارات في المملكة، وقد كانت بداياتها في المنطقة الوسطى، وهي الآن تخدم عملاءها في مدن مختلفة في المملكة، مضيفاً أنهم أسسوا في العام نفسه الشركة الخليجية للمحركات، وهي شركة متخصصة في المحركات الثقيلة، حصلت على عدة وكالات في هذا المجال، وهي تخدم قطاع المقاولين، ذاكراً أنه حققت الشركة نتائج كبيرة في السوق المحلي. وأوضح أنه نظراً لصعوبة إدارة الأعمال التجارية في السابق، ولكون التوسع في ظل تلك الإمكانات السابقة يمثل ضغطاً كبيراً على رجال الأعمال وفريق عملهم، فقد كانوا حذرين بشكل كبير في مسألة التوسع في الفروع، لذلك كان في السابق تجار الرياض في منطقة الرياض، وتجار جدة في جدة، وتجار الشرقية في ذات المنطقة، وتجار القصيم كذلك؛ والسبب يعود إلى صعوبة إدارة الفروع والسيطرة عليها؛ لأن عملية الإدارة آنذاك تتم بشكل يدوي، والمتابعة بطيئة ومكلفة ومتعبة. إدارة الفروع وبيّن أن سياسة فتح الفروع كانت تعتمد على وجود شخص أمين ومحل ثقة يمكن أن يتولى إدارة ذلك الفرع؛ لأن رجل الأعمال سيكون منقطعاً عنه، خاصةً إذا كان في جدة مثلاً ومقر الشركة الرئيس في الرياض، حيث لا يعلم شيئاً عن ذلك الفرع إلاّ في أوقات متباعدة، مما يجعل افتتاح الفروع يمثل عبئاً ثقيلاً بالنسبة للشركات والمؤسسات، مضيفاً أن هذا يؤكد الصعوبة التي كانت تدار بها الأعمال قبل وجود التقنية الحديثة، التي سهلت بالفعل عملية إدارة الأعمال، مما انبثق عنه هذا التوسع في إعداد الفروع لدى شركات ومؤسسات قطاع الأعمال، موضحاً أن التقنية اليوم مثلت دوراً كبيراً في مساعدة رجال الأعمال والشركات على التوسع والسيطرة على ذلك التوسع ومراقبته بشكل مستمر. خدمة المجتمع واجب وطني لا منّة فيه قال "صالح الجديعي": إن رجال الأعمال أظهروا تحولات كبيرة خلال العشرين عاماً الأخيرة فيما يخص علاقتهم بمجتمعهم ونظرتهم لمفهوم خدمة المجتمع، بل أصبح تفاعلهم في هذا المجال أكثر شمولية، بعكس ما كان قبل (30) عاماً، حيث كان هناك إدارة في الغرفة التجارية للمساهمة في خدمة المجتمع. واعتبر التوطين وتوظيف الشباب ليس ضمن خدمة المجتمع بقدر ما هو -من وجهة نظره- واجب اجتماعي لا منّة لرجال الأعمال على مجتمعهم من خلاله، مُشدداً على أهمية فتح المجال أمام الأبناء ليشاركوا في العملية التنموية، وازدهار العمل التجاري، وأن يأخذوا فرصتهم في الحصول على وظيفة تحقق لهم العيش الكريم، مؤكداً على أن ذلك يُعد أبسط حقوق الشباب على قطاع الأعمال في بلدهم، مشيراً إلى أن "مجموعة الجديعي" وفي شركاتها المختلفة تتراوح نسبة التوطين لدينا من (35%) إلى (70%) حسب نشاط الشركة ومدى ملاءمة ذلك النشاط لميول ورغبات المواطنين للعمل به. الجديعي في حفل تدشين إحدى شركاته .. وهنا يفتتح أحد المعارض معرض الجديعي للمحركات من الداخل