لاشك أن الاحتساب مفهوم شرعي وديني، ومن المندوبات في الشريعة، غير أن المشكلة ليست في المفهوم بتاتاً بل في طريقة تطبيقه. كلما جاءت مناسبة من المناسبات يقوم البعض بالتكسير للمسارح كما في كلية اليمامة، أو الضرب للمحاضرين أو التضييق على المشترين والباعة في معرض الكتاب، المعرض مثله مثل أي سوبر ماركت، ولا يمكن أن تحتسب في هايبر بندة أو جيان أو كارفور، لأن الناس جاءت للتبضع والشراء لا لأغراضٍ أخرى. الاحتساب مقصور فقط على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي مؤسسة رسمية ومعتمدة ورئيسها بمرتبة وزير ولا يمكن أبداً أن يتدخل كل من هبّ ودبّ بشؤون عباد الله. الظنون السيئة لا تحيق إلا بأهلها، فلنكن على براءةٍ فطرية بدلاً من التصعيد السيىء والجنون في الممارسة والخطأ. رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، الشيخ عبداللطيف آل الشيخ قال:"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" لديها ركن داخل المعرض، ويتم من خلاله عرض الكتب المختصة برئاسة الهيئة، ونقوم أيضاً بالإجابة عن أسئلة الزوار وتعريفهم بعمل الهيئة. وأما القسم الآخر فهو مختص بالعمل الميداني داخل المعرض ويتم من خلاله ضبط المخالفين" أي أن الهيئة هي المخولة الوحيدة بالمخالفات إن وجدت، أما المجموعات المتكتلة والمتراكضة في أسياب المعرض من المتشددين فهؤلاء لا يمثلون أي جهة رسمية بل هم مجموعة من الخارجين عن النظام مهما كان الادعاء والتخفي وراء مفهوم الاحتساب العريق. الدكتور ناصر الحجيلان، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، والمشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب قال في حديثٍ صحافي:"هناك اتفاق بيننا وبين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمعالجة أي خطأ أو أي ملاحظة عن طريق الحوار دون اللجوء إلى أي تصرفات فردية هنا وهناك، وقد تفهم رجال الهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تماما وهم متعاونون معنا ولا أرى أي سبب لإبداء انزعاج من هذا الأمر، كما أننا وضعنا كل وسائط الاتصال بما في ذلك الرسائل بالجوال وبالإيميلات وغيرهما من وسائط التقنية الحديثة وستكون رهن الإشارة للإبلاغ عن أي حالة تخرج عن الذوق العام لمعالجتها على الفور ولذلك فإن هذا الأمر مفروغ منه ولا أتوقع أن يحدث ما يثير إزعاج مرتادي المعرض أو المشاركين فيه في هذا الصدد، سواء على صعيد المعروض من الكتب أو ما يقام من محاضرات وفعاليات ثقافية على هامش المعرض، حيث خصص المعرض جهة محددة لاستقبال الشكاوى والملاحظات على كل المستويات والتعامل معها بمهنية عالية، سواء على صعيد الكتب أو الفعاليات والبرامج الثقافية المصاحبة"! المعرض أيها السادة للمعرفة والعلم وليس للضرب والاصطياد في الماء العكر. هذه الفعالية دولية وعالمية ولا يحق لأحدٍ أن يشوهها بهذا الشكل المزعج، لا ذريعة لأحد أن يهاجم المعرض والحجيلان طمأن المتحمسين بأن:" المعرض هذا العام تفادى سلبيات كل معارض الأعوام الماضية ولم يبق هناك ما يدعو لافتعال نوع من الهرج والمرج، فلقد تمت فوترة جميع الكتب المشاركة في المعرض وليس هناك من الكتب ما يخدش الذوق العام وأي كتاب احتوى على شيء من هذا القبيل أو يثير نعرة معينة تم استبعاده وإذا ظهر أو تم اكتشاف كتاب من خلال اللجنة المعنية بمراجعة محتويات الكتب سوف يتم استبعاده فورا وبالتالي لا أرى هنا داعيا لافتعال مشكلة غير موجودة أصلا"! المزيد من التثقف والعلم والقليل من التشدد والمبالغة، هذا المعرض افتتح برعاية خادم الحرمين الشريفين ولن يكون أحد أغير على الدين والمجتمع من أبي متعب، فلا داعي للمزايدات.