لا يزال الخطاب الذي أدلى به وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور في جامعة الدول العربية في القاهرة يثير ردود فعل مستهجنة في لبنان، الذي دعا الدول العربية الى وقف تعليق عضوية سوريا في الجامعة. ولم يحظ موقف منصور بتأييد إلا من "حزب الله" فقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بأن "موقفه يعبر عن الموقف الرسمي". إلا أن الواقع مغاير لذلك، إذ بعث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي برسالة الى منصور لم يكشف عن مضمونها لكن تردّد أنها تحوي تأكيدا من الرئيس ميقاتي على ضرورة التزام منصور بسياسة النأي بالنفس التي تتبعها الحكومة اللبنانية، كذلك عبّر رئيس الجمهورية عن الموقف ذاته. وعلمت "الرياض" من أوساط حكومية رفيعة المستوى الى أن كلام وزير الخارجية صبّ الزيت على النار وخصوصا بعد اجتماع سفراء مجلس التعاون الخليجي مع رئيس الجمهورية وإبلاغه رسميا بالانزعاج الخليجي حيال التدخلات اللبنانية في الصراع السوري. في هذا السياق قال سفير المملكة في بيروت علي عواض عسيري في حديث الى تلفزيون " المستقبل" ان الرسالة التي نقلها وفد دول مجلس التعاون الخليجي الى الرئيس سليمان "تعكس مدى حرص قادة مجلس التعاون على العلاقة المميزة التي تربط لبنان وشعبه بالسعودية ودول الخليج بشكل عام". وأضاف السفير عسيري ان الرسالة "تؤكد مدى أهمية حرص دول المجلس على أن يلتزم لبنان "إعلان بعبدا" والنأي بالنفس تماماً لأن ما يُشاهد على ارض الواقع هو بعكس الاعلان تماماً وأتت الزيارة تالياً لتؤكد العلاقة المميزة وتطلب من الحكومة اللبنانية التزام ما وعدت به". وأكد أن الرئيس سليمان "كان متجاوباً وحريصاً على أن يسمع فحوى الرسالة ولمسنا اهتمامه بتلبية هذا الطلب والتفاهم مع القوى السياسية اللبنانية لتحصين لبنان اولا ولجعل هذه الرسالة تعزز العلاقة ولا تؤثر عليها".