اعربت ماليزيا عن اعتقادها بأنه سيتم انشاء مركز لنظام انذار مبكر لامواج التسونامى وبدء عملياته فى أراضيها بحلول نهاية العام الحالي. وقال محمد نجيب عبدالرزاق نائب رئيس الوزراء الماليزى فى مؤتمر صحافى عقده امس ان التكنولوجيا التى سيتم استخدامها لمثل هذا النظام من المحتمل أن يكون مصدرها من دولتين أو ثلاث دول وان تكاليفها غير مرتفعة للغاية. وأضاف ان كافة هذه الجهود تهدف الى ايجاد نظام انذار مبكر على المستوى الاقليمى والدولى موضحا بأن مجلس الوزراء قد وافق مبدئيا على انشاء المركز المذكور. ويشمل هذا النظام احتمال تنسيق نظام يتضمن طوافى خاصة وأجهزة احساس بواسطة قمر صناعى لكشف أمواج التسونامي. وقد أصبحت هذه التكنولوجيا حاجة بالغة الاهمية عقب وقوع الامواج الضخمة المدمرة التى نجمت عن زلزال حدث فى قاع البحر بالقرب من جزيرة سومطرة باندونيسيا. والى ضحايا تسونامي حيث روى اندونيسي من ضحايا الكارثة مغامرته المريعة طوال اسبوعين يتخبط عائما على عوامة من القصب وسط مياه المحيط الهندي بعد ان جرفته الامواج اثر المد البحري الذي تسبب به الزلزال. عندما رصدت سفينة العوامة الغريبة المصنوعة من القصب الاثنين على بعد مئتي ميل بحري من جزيرة سومطرة، امر قائدها النيوزيلندي جون كينيدي باطلاق صفارة الانذار. وقال مساء الاثنين لدى وصوله الى مرفأ بورت كلانغ الماليزي «اعتقدت ان الفرص ضئيلة جدا بالعثور على احد حياً بعد مرور اسبوعين. لكننا دهشنا لرؤية رجل هزيل يظهر في الافق». وبطل المغامرة يدعى اري افريزال، ويبلغ 22 عاما من العمر وهو من ديسا كابونغ في اقليم اتشيه. وقد روى انه كان يعمل في بناء منزل في كوتا اتشيه جايا قرب العاصمة الاقليمية بندا اتشيه عندما ضرب تسونامي على حين غرة الساحل في 26 كانون الاول/ديسمبر. وقال للصحافيين «تركت كل شيء وبدأت اركض باتجاه احدى التلال. التفت الى الوراء ولم اصدق ما شهدته عيناي. كانت الامواج تبتلع كل شيء في طريقها.. وفي ثوان معدودة وصلت الي». ولم يكن بوسعه سوى الامساك بخشبة قبل ان يجرفه الموج الى عرض البحر ليمر وسط اولئك الذين اصبحوا جثثا يتقاذفها المد الجارف وقبل ان يرى اربعة من اصدقائه يتوارون بدورهم بالرغم من انهم تمكنوا هم ايضا من الامساك بقطع خشبية. وفي اليوم التالي، رأى في البحر شيئا عائما اشبه بزورق صغير منقلب فتمسك به بالرغم من جروح في جنبيه واداره وتمكن من الصعود اليه. وفي اليوم نفسه التقى برجل كان يلوح باشارات بيديه لكنه عجز عن تقديم اي مساعدة لاغاثته. وقال «لم يكن لدي مجذافان ولم استطع السباحة بعيدا.. لم اره مجددا في اليوم الثالث». وبفضل مياه المطر فقط تمكن من البقاء على زورقه الصغير حتى صباح اليوم الخامس حيث رصد مركب صيد على مسافة حوالى عشرة امتار. «اعتقدت ان الفرج قد اتى وسأنجو.. سبحت حتى الزورق وصعدت اليه.. عندها رأيت انه كان خاويا». لكن على متن الزورق كان هناك ثلاثة ليترات من المياه في خزان صغير وحوالى عشرين ليترا من الكيروسين ومصابيح خاصة للعاصفة وبعض الملابس. استقر على متنه مكتفيا بجوز الهند الذي كان عائما على سطح المياه كقوته اليومي. وروى «شاهدت كثيرا من المراكب تمر وكنت اصيح في كل مرة +تولونغ تولونغ+ (النجدة) والوح بيدي كمجنون.. لعلهم لم يروني لان احدا لم يستجب لندائي». عندئذ بدأت تتملكه الاوهام والهذيان وشعر بالاحباط. واكد انه «فقد كل امل بالحياة». لكن في اليوم الخامس عشر في البحر، شاء قدره بان يلتقي سفينة «اليمامة» التي ترفع علم ليبيريا. فقد امر كابتن هذه السفينة التي انطلقت من مرفأ مسقط في سلطنة عمان، الكابتن كينيدي، باطلاق صفارة الانذار لاغاثته. واستفاق من دهشته ليرى السفينة تعود ادراجها وطاقمها ينتشله من وضعه البائس. واكد قبطان السفينة الكابتن كينيدي ان آري كان يبدو في صحة جيدة باستثناء شفتيه المتشققتين، حتى انه تمكن من الصعود الى السفينة بمفرده. وبعد ان تناول الحساء مع البحارة، وصل الشاب الاندونيسي الى بورت كلانغ عند منتصف الليل. وقال «ان الكابتن كان بمثابة الاب وافراد الطاقم كانوا بمثابة اشقاء. اني اصلي الآن من اجل ان تكون عائلتي حالفها الحظ مثلي وان تكون نجت من الكارثة». وآري افريزال هو الاندونيسي الثالث الذي تنقذه سفينة وتعيده الى ماليزيا منذ حلول كارثة العصر في 26 كانون الاول/ديسمبر 2004. والاندونيسيان الآخران وهما --ريزال شاهبوترا البالغ من العمر 20 عاما وملواتي داود وهي حامل في ال23 من العمر، نجوا بفضل جذوع اشجار عائمة. وقد امضى شاهبوترا ثمانية ايام في عرض البحر وملواتي خمسة ايام.