ذكرت وسائل الاعلام الايرانية امس أن الرئيس محمد خاتمي حذر خليفته أحمدي نجاد بعدم تجاهل الديمقراطية في إيران. وقال خاتمي في لقاء وداع مساء الاربعاء مع الصحف المحلية والاجنبية في طهران «أطلب من الحكومة الجديدة التسامح مع منتقديها ومعارضيها وإلا فسيزداد المنتقدون ويخرج الامر عن السيطرة في النهاية». وأضاف خاتمي وهو مهندس الديمقراطية الاسلامية في إيران «رغم التغييرات في الهيكل السياسي للبلاد إلا أنه لن يكون هناك مجال للعودة لعصر ما قبل الاصلاح ولن يستسلم الشعب لاي شيء غير الديمقراطية». وكان الرئيس المنتخب محمود أحمدي نجاد حقق فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي خاصة لتركيزه في حملته الانتخابية على القضايا الاقتصادية أكثر من السياسية. وقال خاتمي «الجانب الاقتصادي مهم بالفعل وربما نتجاهله قليلا لكنه ليس الاهتمام أو الطلب الاساسي للشعب الايراني». وفيما يتعلق بوعود نجاد بتوزيع دخل النفط القومي على الشعب قال خاتمي إن مثل هذا الاجراء سيسبب بالتأكد مزيدا من المشكلات للاقتصاد. وأعرب خاتمي أيضا عن أسفه للاشتباكات التي وقعت الثلاثاء الماضي بين الطلاب وقوات الشرطة خلال تظاهرة في جامعة طهران ضد استمرار اعتقال المنشق أكبر غنجي. وقال خاتمي معبرا عن تأييده لاطلاق سراح غنجي الذي يضرب عن الطعام منذ أكثر من شهر مبكرا «آمل ألا تتسبب مثل هذه الاجراءات في حدوث سابقة من نوعها ولو حدث هذا فإنه سيكون أمرا مؤسفا للغاية». وأضاف خاتمي أنه ربما يفتح مكتبا له بجنيف في فيينا أو زيوريخ دعما للحوار العالمي عندما تنتهي فترة رئاسته الشهر المقبل. في شأن إيراني آخر قالت طهران أمس على لسان المتحدث باسم خارجيتها حميد رضا آصفي رداً على الدعوة التي وجهها الرئيس بوش إلى إيران للافراج عن الصحافي الإيراني أكبر غنجي الذي يستمر في اضرابه عن الطعام منذ 32 يوماً. قالت بأن واشنطن ليست في وضع يخولها انتقاد سجل حقوق الإنسان في المناطق المختلفة من العالم. وقال آصفي ان الإدارة الأمريكية تتكلم عن عدم احترام حقوق الإنسان في إيران، في الوقت الذي يعرب العالم عن استيائه من الانتهاكات الصريحة لحقوق الإنسان من قبل القوات الأمريكية في غوانتانامو وأبوغريب ومناطق أخرى. ونشر البيت الأبيض الثلاثاء الماضي بياناً طالب فيه بوش الحكومة الإيرانية بالافراج الفوري عن أكبر غنجي وتوفير العناية الطبية له. وكان المئات من الطلبة الجامعيين والشخصيات السياسية المحتجين على اعتقال غنجي قد تجمعوا الثلاثاء الماضي أمام جامعة طهران مطالبين باطلاق سراحة قبل أن تتدخل قوات الشرطة الإيرانية لتفريقهم واعتقال عدد منهم. وكانت محكمة إيرانية قد حكمت على المنشق غنجي حكماً بالسجن 10 أعوام في كانون الثاني عام 2001 قبل أن يتم خفض الحكم ست سنوات وذلك بسبب اتهامه لعدد من المسؤولين الإيرانيين بالضلوع في مقتل عدد من المثقفين الإيرانيين أوائل التسعينيات من القرن الماضي. وتقول زوجة غنجي وكذلك محاميته الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي بأن صحته باتت خطيرة بسبب الاضراب عن الطعام من أكثر من شهر وانه قد يتوفى في أي لحظة بسبب تدهور صحته وعدم استعداده لإنهاء اضرابه عن الطعام.