تواصلت فعاليات الايام السعودية المقامة حاليا في مدينة مانشستر البريطانية والتي تنظمها سفارة خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة ببدء برنامج المحاضرات والندوات المقررة. كما شهد اليوم الثالث لمهرجان الايام السعودية حضورا كبيرا من المدعوين والزوار حيث تواصلت زيارات طلبة المدارس في مدينة مانشستر وضواحيها الى المهرجان. ورأى صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا ان من المهم ان يقوم هؤلاء الطلبة بزيارة المهرجان للاطلاع عن قرب على التراث الثقافي والانساني في المملكة من اجل زرع افكار ايجابية في اذهان هؤلاء الصغار عن بلادنا. واوضح سموه خلال احاديثه مع الزوار اننا نحرص ان تزور المهرجان مختلف الفئات الاجتماعية في المدينة فالمهرجان مفتوح امام الجميع وقمنا بحملة للترويج له في مدينة مانشستر. من جهة اخرى أكد وكيل وزارة العمل للتخطيط والتطوير الدكتور عبدالواحد خالد الحميد ان قوانين العمل في المملكة العربية السعودية تحمي العاملين الاجانب بنفس حمايتها للعاملين السعوديين. واوضح الدكتور الحميد خلال المحاضرة التي قدمها ضمن فعاليات مهرجان الايام السعودية بمدينة مانشستر ان بالمملكة اليوم حوالي 6,4 ملايين من العاملين الاجانب وبعائلاتهم يصل عدد الاجانب الى تسعة ملايين او ما يعادل 33 بالمائة من مجموع سكان المملكة البالغ 27 مليون نسمة. وقال الدكتور الحميد من الطبيعي وسط هذا العدد الهائل من العاملين الاجانب ان نتحدث عن مشاكل وصعوبات وربما بعض الانتهاكات مشددا انها حالات نادرة وليس كما حاولت ان تصورها بعض وسائل الاعلام وبعض المنظمات في العالم. وحضر ندوة الدكتور عبدالواحد خالد الحميد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا وعمدة مدينة مانشستر اللورد محمد افضل خان وعدد كبير من الاكاديميين والمختصين والمهتمين بشؤون المملكة من البريطانيين والعرب والاجانب. وقال الدكتور عبدالواحد خالد الحميد في الندوة ان سوق العمل في المملكة ذو طبيعة ثنائية يتعايش فيها عدد كبير من العاملين الاجانب مع العاملين المحليين وقد حدث ذلك منذ فترة الطفرة النفطية في السبعينات من القرن الماضي حيث ساعدت عائدات النفط في بلورة حالة من النمو الاقتصادي غير المسبوق وان ذلك تطلب بدوره بناء البنيات التحتية الحديثة للتنمية الشاملة والمتكاملة التي شهدتها المملكة منذ ذلك الحين. واضاف ان المملكة استفادت كثيرا من هؤلاء العاملين الاجانب وخبراتهم في سد النقص في سوق العمل الداخلي كما ان هؤلاء العاملين الاجانب وبلادهم استفادوا كثيرا من توفير العمالة لهم والعائدات المالية الهائلة التي يتم تحويلها الى بلدانهم وعائلاتهم في كل عام ساعد في دفع عملية التقدم الاقتصادي في تلك البلدان. واوضح الدكتور عبدالواحد خالد الحميد قائلا بما ان حكومة المملكة اختارت ومنذ تلك الفترة ولوج ابواب التنمية السريعة فانها كانت تعلم بما يترتب عن ذلك من ايجابيات وسلبيات من ان تعيش اعداد كبيرة من الاجانب من ثقافات واعراق ومعتنقات مختلفة داخل المملكة. واوضح وكيل وزارة العمل للتخطيط والتطوير الدكتور عبدالواحد خالد الحميد ان هناك اتهامات من وسائل اعلام ومؤسسات اجنبية بسوء معاملة العاملين في المملكة ومنها تغيير شروط عقد الخدمة الاساسي فيما يخص الرواتب او العمل لساعات اطول او تأخير دفع الرواتب وغير ذلك. واستعرض الدكتور عبدالواحد الحميد قوانين العمل في المملكة العربية السعودية موضحا بنودها التي تمنع مثل هذه المعاملات المذكورة مؤكدا ان الذين يخالفونها يتعرضون للعقوبة. واضاف ان بعض التقارير اشارت الى ان العاملين بالمنازل يتعرضون لاعتداءات بدنية موضحا ان قوانين العمل الحالية لا تشمل خدم المنازل الا ان قوانين العمل الجديدة ستشمل هؤلاء أسوة بالعاملين الآخرين. واوضح ان وزارة العمل كونت هيئة جديدة تعنى بمشكلات العاملين فورا مشيرا الى ان هناك تعاوناً بين وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية لايواء العاملين الذين يتم فصلهم عن العمل حتى يتم النظر في شكواهم ومعالجتها وان حكومة المملكة مهتمة جدا بتوعية العاملين بحقوقهم. وأشار الدكتور عبدالواحد الحميد الى ان بعض مشكلات العاملين ناجمة عن وكالات العمل في بلدانهم حيث تقدم لهم صور خاطئة عن شروط وظروف العمل والرواتب.. وان معالجة ذلك يجب ان يتم من خلال التعاون مع سفارات وحكومات البلدان التي يأتي منها هؤلاء العاملون.