في حوار تلفزيوني له في نوفمبر الماضي كرر رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد أكثر من مرة عبارة "عملنا زي ما الكتاب يقول"، وذلك في سياق تبريره لخروج الفريق من دوري أبطال آسيا على يد أولسان الكوري، وذلك في إشارة منه إلى أنهم عملوا وفق تخطيط نموذجي، لكن الأمور جاءت على غير ما رسموا له؛ بدليل أنه يعقب بعد ذلك بالقول: "وش كان يمكن نسوي أكثر"! رئيس الهلال قال من جملة ما قاله في ذلك الحوار: "حينما خرجنا من بطولة آسيا اعتذرت للجمهور، رغم إننا تصرفنا زي ما الكتاب يقول. أتينا بمدرب متميز، وشاورناه في اللاعبين الأجانب، وقد حضر قبل المعسكر حيث أعطيناه كل الفرص، بعد أن صبرنا عليه"، وقبل ذلك كان أشار إلى أنه ارتكب غلطة كبيرة في الموسم الماضي حين أقال المدرب الألماني توماس دول، قبل أن يعترف أن القرار ما كان ليحدث لولا رضوخه للضغط الإعلامي والجماهيري، ثم يعقب: "وهذا خطأ كبير"! هذا الموسم تكرر السيناريو ذاته، فالإعلام الهلالي، وكذلك الجماهير الزرقاء ظلا يضغطان بقوة على الإدارة من أجل إقالة الفرنسي كمبواريه منذ رباعية أولسان، وحتى الهزيمة الدورية من النصر وكان لهما ما أرادا، فكل شيء يمكن قبوله لديهما إلا الخسارة من الجار اللدود، وتلك حقيقة لا مناص منها، وقد أقالته الإدارة بعدما ظلت تدير ظهرها لتلك الضغوطات. شخصياً.. لا أدري هل قرار إقالة كمبوراية جاء "زي ما الكتاب يقول" أم كما في المرة السابقة حين أقيل توماس دول؛ ولكن بحسب المتحدث الرسمي باسم الإدارة عبدالكريم الجاسر فإن قرار إقالة كمبورايه مختلف عن قرار إقالة دول؛ إذ جاء على طريقة "آخر العلاج الكي"، وأن وجود الكرواتي زلاتكو مع الفريق الأولمبي سهّل المهمة، لاسيما من جهة عملية إيجاد البديل المناسب على عكس المرة السابقة، وهو ما يوحي بأن القرار جاء "زي ما الكتاب يقول"! حالياً أرى إدارة الهلال بعد كل ذلك في مأزق كبير؛ وأجدني أتعاطف معها كثيراً فهي عملت كل شيء من أجل الفريق؛ لكن أنصاره يريدون لبن العصفور، وقد اعتادوا على ذلك في سنوات خلت، ويزداد تعاطفي أكثر معها خصوصاً والفريق يستعد لمواجهة النصر يوم الجمعة المقبل، في نهائي كأس ولي العهد فهي ستكون أمام خيار واحد لا غيره وهو الفوز، لأن الخسارة تعني لأنصار الفريق أموراً أكثر من مجرد فقدان بطولة، فالغريم هو النصر.. وأي غريم هو؟!. إنني على ثقة أن الفوز إن تحقق وهو الذي سيجلب اللقب فسيكون مذاقه أشهى في فم كل الهلاليين من ألقاب كثيرة ماضية حققها الفريق على الأقل في السنوات العشر الأخيرة، ومتأكد أكثر بأنهم سيغفرون لهذه الإدارة كل إخفاقاتها الماضية؛ لكنني أيضاً على ثقة أكبر بكثير أن الخسارة إن حدثت فلن يكون المطلوب هذه المرة أقل من رأس الإدارة، حتى وإن كان عملها "زي ما الكتاب يقول"!.