إذا كانت علاقة التنمية بالإنسان متواصلة فإن في عسير تشكلت هذه العلاقة في مواءمة بين حياة الأمير الشاعر خالد الفيصل العملية وبين عسير الإنسان والأرض. وإذا ما استعرضنا عبر هذا الاستطلاع وسلطنا الضوء على كل تفاصيل التنمية في عسير من خلال التنمية التي رسمها وشكل ألوانها بفكره الثاقب وبعد نظره ذاك سمو الأمير خالد الفيصل قد وزع التنمية عبر مراحل أربع بدأها منذ أوائل الثمانينات الميلادي فأسس البنية التحتية ولم يهمل فكرة السياحة التي تغيب عن المناطق فضلاً عن الطائف عاصمة السياحة السعودية وتحول سموه كمراجع يحمل هموم أهالي عسير ويضع أحلامهم، وكأنه يصور أفكار المفكر الفرنسي الفرانديد بوغدل الذي قال إن الناس تضع في الأرض أحلامهم كبذور وينظر من الجيل القادم أن يوقظ البذور ويحييها لا أن يزيلها. وبالفعل تنقل بين الوزارات وقدم عسير أرضاً خصبة تنتظر التخطيط وتنفيذ أوائل الخطة من المرحلة الأولى في ثلاثية ليست كثلاثية نجيب محفوظ وإن كانت فناً وفكراً فهذه عمل وبناء. وكانت السفلتة والإنارة وسد أبها، وكان سموه يقدم السياحة بشكل مفاجئ فتم وضع الأسس للمتنزهات أكبرها متنزه عسير ثم متنزهات السودة والقرعاء ودلغان وربطها مع بداية العقد الثاني بتجهيزات وفنادق كتأسيس أولي لسياحة ينتظر أن تتحول إلى صناعة، ولم يغب عن سمو أمير عسير أن جعل من عسير واجهة سياحية في بدايات المرحلة الأولى من خلال إقامة أكبر مسابقة للجياد الإنجليزي والعربي وكانت (القانه) في مدينة حجلاء مدينة سلطان حديثاً هي مرتع الخيول وميدان الفروسية الشهير فاجأت عشاق هذه الرياضة بأن وصل التنافس والجوائز إلى 4 ملايين ريال في أحد المواسم، وبعد ذلك في بدايات المرحلة الثانية من العقد الثاني كان هناك مركز عالمي للصقور كخطوات جريئة لا سبق لها من قبل من حيث الإمكانات والجوائز والنوعية وكانت كذلك الصالونات الأدبية من خلال النادي الأدبي بقيادة الأستاذ محمد الحميد وجمعية الثقافة والفنون بقيادة الأستاذ أحمد عسير ومع مفكري وشعراء عسير في مقدمتهم علي عسيري وأحمد مطاعن ومحمد الحفظي أبرزوا من خلال المشاركة مع الصحافة والإعلام لنقل صورة عسير بما يلائم طبيعتها من سياحة المجتمع إلى سياحة الفكر. وأصبحت عسير تتخذ في كل مناسبة بعد أخرى وفي ذلك الوقت كان سموه قد وضع ماراثون رياضي شارك فيه مئات الشباب والكبار وقدم عدداً من الجوائز. ولو نظرنا إلى قصائد الأمر المبدع التي كانت من مفاجآت الموسم، حيث كانت عسير أيضاً تصل إلى كل الاتجاهات سياحياً، ولم يلبث سموه أن خطط لتوسعة السياحة مع بداية العقد الثالث من المرحلة الثالثة فأدخل تحسينات ومقومات جديدة تجذب السياح ومن أهمها برامج التنشيط السياحي التي كانت مع بدايات المرحلة الثانية وتطورت مع المرحلة الثانية وأسس معها أكبر مشروع سياحي بلغت تكلفته (300) مليون ريال وهو مشروع البحيرة. ثم أسس سموه بعد أن مارس عمل الرسم على الريشة إلى جانب الشعر، قرية المفتاحة كمنتدى للثقافة والفن ووضع البرامج سياحية تجمع بين المنتديات واللقاءات والأمسيات وادخل أيضاً برنامج احياء الأسواق التقليدية القديمة في كل أنحاء المنطقة ومع بدايات المرحلة الرابعة أوصل السياحة إلى البحر الأحمر بغية تحويل السياحة في عسير طوال العام. وأصبحت تهامة عسير على ضفاف شواطئ البحر الأحمر ولم يغفل سموه مشاركة التنمية لبعض الفئات من الذين لم يجدوا مسكناً فوصلت القرى الخيرية ولا تزال روافد الخير من خلال توجهات سمو ولي العهد تأتي ليتواصل البناء الإنساني في المنطقة. وتأتي المرحلة الرابعة ليواكبها نقلة في السياحة بأبعاد مختلفة تزداد تألقاً.