كانت خطبة سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ التي ألقاها سماحته يوم الجمعة الماضي في جامع الإمام تركي بالرياض .. كانت هذه الخطبة حديث المجتمع المحلي والعالمي خلال الأيام الماضية لما تضمنته من مواضيع تتعلق بالظروف والأحداث المحلية والعالمية والتي جاء فيها مايتعلق بالأموال التي تصرف على اللاعبين وكذلك العمليات الإرهابية التي تحدث في العراق وفي لندن .. ماجاء في هذه الخطبة هو امتداد لما تفضل به سماحته في خطب سابقة والتي تطرق فيها سماحته إلى عدة مواضيع اجتماعية ومنها تحذير الناس من بعض المساهمات التجارية والمالية واستغلال الناس من خلال أساليب توظيف أموالهم في مثل هذه العمليات المخادعة .. حيث أكد سماحته من خلال هذه الخطب وجهة النظر الإسلامية المثالية من هذه الأحداث التي أصبحت تجتاح المجتمعات الإنسانية.. وعندما يتحدث المرجع الديني الأول والأعلى في المجتمع في مثل هذه الأمور التي تهم الناس كافة أينما كان تواجدهم فإن الجميع يتفقون ويثقون في أن ما يتحدث به إنسان في هذه المكانة العالمية الدينية والعلمية إنما هو حديث ونصح وإرشاد واجب السمع والطاعة والقبول والتنفيذ والاحترام من الجميع كل حسب موقعه ومسؤوليته واستطاعته لأنه حديث وتوجيه يصب في مصلحة الدين وفي مصلحة المجتمعات الإسلامية كافة . لذلك تحدث سماحته وهو رجل الدين الأول الذي يقف على رأس الفتوى في هذا المجتمع وقد وفق سماحته في اختيار المكان المناسب والمواضيع والأسلوب المباشر في التطرق إلى مشكلات مهمة يعيشها المجتمع الإسلامي في هذا الزمن وبكل صراحة وبكل شفافية.. لذلك كانت هذه الخطبة مثار حديث واهتمام على المستوى المحلي والعالمي. وعندما يقدم سماحة مفتي البلاد الرؤية الإسلامية الصحيحة والنهج الإسلامي الأمثل تعاملا وسلوكا في الكثير من المسائل التي تواجه المجتمع فإنه من الواجب إذن على بقية المؤسسات الدينية والإعلامية والاجتماعية أن تكمل مسؤوليتها وواجبها في هذه المضامين التي حملتها خطب سماحته حيث كان من المناسب ومن الواجب أن تسجل وتعرض بصور متكررة وتطبع مثل هذه الخطب وتناقش وتحظى بمزيد من النقاش ومزيد من البحث والدراسة في جميع المنتديات الدينية والاجتماعية والإعلامية ومن خلال المنابر الإسلامية والدينية والاجتماعية وأن تكمل هذه الجهات مسؤوليتها للاستفادة من هذه الخطبة التي لاقت اهتماماً عالمياً ولأنها قدمت رؤية إسلامية مثالية صحيحة من اجل تحقيق الاستفادة للأجيال الناشئة من هذه النصائح التي قدمها سماحته.ويجب ألا يتوقف دور المجتمع على الاستماع والإنصات ويجب أن يقوم كل مستمع بدوره وبمسؤوليته في هذا الشأن أكثر من مجرد الاستماع .. إن المجتمع في هذه البلاد في ظل هذه المتغيرات وهذه المشاكل التي أصبحت تحيط به بشتى صورها ودرجاتها وفي ظل تعدد الآراء وتباينها واختلافها أصبح إذن في حاجة ماسة جدا أكثر من ذي قبل إلى اللجوء إلى الرأي الإسلامي المثالي من مصدره الأعلى في المجتمع الذي اختاره ولي الأمر وولاه زعامة الفتوى وقبل به المجتمع ليكون لهم خير معين بعد الله في كل أمور المسلم والمجتمع الدينية خاصة في مثل هذه الظروف التي يواجهها الجميع .. [email protected]