على الرغم من مشاغل الأمير سطام -رحمه الله- في امارة الرياض طوال 47 عاماً مضت، إلاّ أنه لم يغفل الجانب الخيري في حياته، فقد أشرف وتابع بناء جامع والدة الأمير ماجد بن عبدالعزيز -رحمهما الله- بحي الدارالبيضاء، بمساحة تقدر ب(7600م2) على امتداد "طريق الحاير"، وهذا دلالة برّه بوالدته وأخيه، حيث جمعهما في مشروع واحد، راجياً من الله أن ينفعهما بعد وفاتهما. ويعد الجامع أحد أهم مصادر عمل الخير التي يشرف عليها ويتابعها سموه، حيث يعد نقطة تواصل مع الفقراء، وخطاً ساخناً مع المسؤولين فيه لمتابعة المحتاجين، والسؤال عنهم، وتقديم المساعدة لهم، إلى جانب مركز لتعليم القرآن الكريم، وتوجيه وإرشاد وإصلاح في الحي، وتقديم الاستشارات الأسرية، وإفطار للصائمين. سموه حبس أوقافاً للجامع تزيد على ثلاثة ملايين ريال سنوياً وفتح خطاً ساخناً لمساعدة المحتاجين خسارة لا تعوض وقال الشيخ "عبدالله بن عبدالعزيز آل موسى" -إمام وخطيب جامع والدة الأمير ماجد بن عبدالعزيز-: إن رحيل الأمير سطام -رحمه الله- يُعد خسارة للعمل الخيري لما يتمتع به -رحمه الله- من صفات متعددة في فعل الخير، بعيداً عن الإعلام، مضيفاً أن الأمير سطام -رحمه الله- كان مشرفاً ومتابعاً لجامع والدة الأمير ماجد بن عبدالعزيز -رحمهما الله- بحي الدارالبيضاء، وهذا دلالة واضحة على برّه بوالدته وأخيه، مبيناً أن الجامع يقع على مساحة تقدر ب(7600م2) على امتداد "طريق الحاير"، ويتكون من ستة عناصر هي المصلى الرئيس ويتسع لعدد (3000) مصل، وكذلك مصلى النساء ويتسع لعدد (500) مصلية، إضافةً إلى المكتبة، وكذلك مبنى الخدمات الذي يتكون من مدرسة تحفيظ للقرآن الكريم للرجال والنساء، ومغسلة للجنائز للرجال والنساء، ودورات مياه وأماكن وضوء، وغرف الخدمات، إلى جانب سكن للإمام والمؤذن، فضلاً عن الأعمال الخارجية ومواقف السيارات. الشيخ آل موسى مُتحدثاً للزميل علي الحضان خدمة المصلين وأشار الشيخ "آل موسى" إلى أن المسجد وجميع مرافقه قد بني على نفقة ورثة والدة الأمير صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز -رحمهما الله- وبإشراف ومتابعة من الأمير سطام بن عبدالعزيز -رحمه الله-، مضيفاً أن الأمير سطام منذ وفاة والدته وهو يفكّر في معلم جامع يكون وقفاً لها، وكان من بره بوالدته أن بنى منزله بجوار والدته ليكون قريباً منها، مؤكداً أنه وقع الاختيار لبناء هذا الجامع المبارك في حي الدارالبيضاء لخدمة المصلين من السكان والمارة، ذاكراً أن تكلفة بناء الجامع (11) مليون ريال على نفقة الأمير سطام -رحمه الله-، كما حبس أوقافاً للجامع يزيد دخلها على ثلاثة ملايين ريال سنوياً، مبيناً أن جامع والدته بالديرة وجامع المصانع يحظيان بالنفقة وإفطار الصائمين، موضحاً أن الأمير سطام أقام جامعاً كبيراً في تبوك قبل عام ونصف. مشروع إفطار الصائمين في الجامع براً من الأمير سطام بوالدته وأخيه الأمير ماجد إفطار صائم وأوضح الشيخ "آل موسى" أنه منذ افتتاح جامع والدة الأمير ماجد بن عبدالعزيز فقد أقيم فيه مشروع إفطار للصائمين منذ سبع سنوات، حيث تجاوز عددهم (120) ألف صائم يتناولون وجبة الإفطار، إضافةً إلى وجبة السحور التي تجاوز المستفيدون منها (100) ألف من الصائمين، مضيفاً أن جميع هذه الأعمال الخيرية على نفقة الأمير سطام -رحمه الله-، حيث كان يسأل بصفة مستمرة عن الجامع وما يحتاجه من فرش ومكيفات وصيانة، وكذلك الدروس العلمية والحلقات ومركز التنمية، لافتاً إلى أنه على الرغم من مشاغله اليومية إلاّ أنها لم تلهه عن فعل الخير وحب الخير. واجهة جامع والدة الأمير ماجد بن عبدالعزيز -رحمهما الله- وذكر أن الأمير سطام تكفل بمركز التنمية الأسرية بالرياض، وهذا المركز نوعي في عمله حيث يُناقش الاستشارات الأسرية مع تقديم اصلاح ذات البين بين الزوجين، وكذلك حل المشاكل الأسرية التي تمر على المنازل، والمشاكل السلوكية، مشيراً إلى أنه يُشرف عليه نخبة من المتخصصين في العلوم النفسية والاجتماعية، إلى جانب أنه يُقدم الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم. حلقات مستمرة وقال "ياسر بابكير" -نائب المشرف العام على حلقات تحفيظ القرآن الكريم بجامع والدة الأمير ماجد بن عبدالعزيز-: إن الحلقات التي يتلقى فيها الطلاب حفظ القرآن تبلغ عشر حلقات، يدرس فيها (150) طالباً، مضيفاً أنها بدأت بحلقة الايجاز والخاتمين وتدرجت من الثانوي والمتوسط والابتدائي، إضافةً إلى القاعدة النورانية لتدريب الطلاب على نطق الحروف بالشكل الصحيح، موضحاً أن الحلقات مستمرة فترة الدراسة، وفي فترة الإجازة تنقلب الحلقات إلى دورات مكثفة لحفظ القرآن الكريم لاستغلال أوقات الطلاب بما ينفعهم ويفيدهم، مبيناً أن دعم الأمير سطام -رحمه الله- كان كبيراً ومتواصلاً، بل ولا يتوانى في الدعم في كل صغيرة وكبيرة حتى أنه زار الجامع وأطّلع عليه. أثر طيب وأوضح "محمد السعد" -أحد سكان الحي وممن يؤدون الصلوات الخمس بجامع والدة الأمير ماجد بن عبدالعزيز- أن مصابنا جلل بوفاة الأمير سطام -رحمه الله-، حيث يحظى الجامع بمتابعته وإشرافه ودعمه المادي المستمر، مضيفاً أنه كان لوجود هذا الجامع في الحي الأثر الطيب والمنفعة الكبيرة التي انعكست بالخير على أبنائنا، من خلال التحاقهم بحلقات القرآن والدروس والمحاضرات بين الحين والآخر، وهذا عائد إلى فضل الله سبحانه وتعالى ثم إلى الأمير سطام -رحمه الله-، داعياً الله أن يجعل ما أنفق في موازين حسناته. وعبّر طلاب حلقات تحفيظ القرآن بالجامع عن حزنهم الشديد على وفاة الأمير سطام وقالوا: "لقد أنار لنا طريقنا بالخير ونحن نقرأ القرآن ونتدبره، حيث أصبح القرآن معينا لنا في الصلاح وطاعة الوالدين واكتساب التفوق في مدارسنا، والفضل لله ثم لوقفة الأمير سطام ودعمه للقرآن وطلابه، لن ننساه ابداً، وسندعو له في جميع أمورنا، غفر الله له ولوالديه أجمعين".