قال الدكتور طارق بن عبدالعزيز الحمد استشاري القرنية والبصريات الاكلينيكية بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ورئيس قسم البصريات ولجنة التعليم الصحي ان عمليات زراعة الشبكية التعويضية التي اعلن المستشفى مؤخرا عن نجاحه فيها تناسب كثيراً من المرضى الذين يعانون من فقدان حاد أوعميق للنظر نتيجة للإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي او ما يطلق عليه اعتلال الشبكية الوظيفي. ولفت في تصريحات ل "الرياض" أن جهاز الشبكية التعويضية هو جهاز معتمد من قبل المنظمة الاقتصادية الأوروبية ويتكون من كاميرا مثبته على نظارة مصممه خصيصا لهذا النوع من العلاج لترسل الصور التي يتم التقاطها لاسلكيا إلى جهاز استقبال دقيق على جانب العين ) جهاز الاستشعار( , وبدوره يرسل جهاز الاستقبال )جهاز الاستشعار( بيانات مرئية لوحدة معالجة الصور المرئية والحركية وبعد معالجتها يتم إرسالها لاسلكيا إلى مركز الاستشعار ومن ثم إلى شريحة البيانات المزروعة داخل العين. د. طارق الحمد وحول معايير اجراء العملية، قال الدكتور الحمد ان العملية صالحه للأشخاص البالغين من عمر 25 سنة فما فوق ، آخذين بعين الاعتبار أن هذا الإجراء قد يتناسب مع من هم أقل عمرا والأشخاص الذين يعانون من الضمور الخارجي للشبكية الحاد أو العميق , والأشخاص الذين قد تبقى لديهم بعض القدرة على إدراك الضوء أو ممن انعدمت لديهم القدرة على إدراكها يمكن لهم الاستفادة من الجهاز على أن يُشترط استجابة العصب البصري لوميض الفلاش. وأوضح الدكتور الحمد ان الشبكية التعويضية هو عبارة عن جهاز يتكون من قطع خارجية تشمل النظارات، ووحدة معالجة الصور المرئية والحركية، وسلك توصيل، بالإضافة إلى شريحة بيانات يتم زراعتها داخل الشبكية تعتمد على نظام كهربائي لنقل البيانات الضوئية. وأشار الى ان جهاز الشبكية التعويضية يقوم بتجنب مستقبلات الضوء التالفة جميعا، حيث تعمل الكاميرا المصغرة والمثبتة في نظارات المريض الخاصة بالجهاز بالتقاط المشاهد ومن ثم يتم إرسالها إلى حاسوب صغير يحمله المريض دائما ، ومن ثم تتم معالجتها وتحويلها إلى إشارات يعاد إرسالها إلى شريحة البيانات المزروعة داخل الشبكية ، ويتم إرسال الإشارات بعدها إلى النظام الكهربائي الذي يرسل الإشارات الكهربائية الصغرى. مضيفاً أن هذه الإشارات تتجاهل مستقبلات الضوء المتضررة، وتحفز الخلايا المتبقية من الشبكية التي تنقل المعلومات المرئية عبر العصب البصري إلى مركز الإبصار مُشكِّلة القدرة على إدراك الضوء. وشدد الدكتور الحمد على ضرورة إجراء عدة فحوصات للتعرف على مدى إمكانية الاستفادة من عملية زراعة الشبكية التعويضية مثل )فحص المجال البصري ، فحص حدة الإبصار، فحص قاع العين الإكلينيكي، فحص التصوير الدقيق لقاع العين، فحوصات إكلينيكية أخرى لتقييم مدى ملاءمة هذا الإجراء للمريض ( . وبين الدكتور الحمد ان هذا النوع من العمليات يساعد بعد توفيق الله عز وجل على استرداد جزء من البصر ، ولكنه ليس كالبصر الطبيعي الذي يتمتع به المريض قبل فقدانه النظر. وقال : " عادة ما يحتاج المريض وقتا لترجمة الصور التي يلتقطها الجهاز، وتختلف النتائج بين المرضى ، فالبعض يستطيع تمييز الأشكال والتعرف على الحروف الكبيرة، وتحديد مصادر الضوء، بينما لا يستطيع البعض الآخر رؤية الحيز المكاني بالجهاز نفسه .. ومن خلال الدراسة الإكلينيكية التي أجريت حول هذه العملية ، أظهرت النتائج تحسنا متواصلا للمرضى في معرفة الاتجاهات والحركة. وفي سؤال حول الأنشطة التي يمكن لمرضى زراعة الشبكية التعويضية القيام بها في حال الحصول على أفضل النتائج بعد العملية ذكر الدكتور الحمد ان المريض يستطيع تحديد أماكن الأجسام والتعرف عليها وتمييز الأدوات الموجودة على الطاولة مثلا ومعرفة أماكن السيارات الواقفة والمتحركة وتمييز أعمدة محطات الحافلات والأعمدة الحاملة للأعلام .. والاتجاه والحركة وتمييز الأبواب والنوافذ والمصاعد والقدرة على تمييز رصيف المشاة والعوائق الموجودة أمامه والقدرة على العبور من خلال ممرات المشاة في الطرق وتمييز الضوء والقدرة على تمييز إضاءة الأسقف في المداخل والنافذ من خلال النافذة والقدرة على فرز الملابس ذات اللون الفاتح والغامق وتمييز الأحرف والأرقام الكبيرة وقراءة الكلمات المطبوعة بخط كبير وأبان الدكتور الحمد ان الإجراء الجراحي مطلوب لاستخدام جهاز الشبكية التعويضية , وقال في هذا الاطار تتم زراعة الشبكية التعويضية عن طريق إجراء عملية جراحية تحت التخدير العام، وقد تستلزم حالة المريض التنويم بعد العملية لعدة أيام. وحول وجود مخاطر من العملية , قال الدكتور الحمد ان الإجراء الجراحي الخاص بزراعة الشبكية التعويضية يعتبر كأي عملية جراحية أخرى نجاحها بيد رب العالمين لذا يُستحسن مناقشتها مع المختصين مباشرة. وفيما يتعلق بتأهيل المريض بعد العملية .. قال الدكتور الحمد يجب على المريض الحرص على الالتزام بالمتابعة الطبية والتي تستغرق مدة 20 جلسة طبية تأهيلية بعد إجراء الجراحة، وذلك من أجل ضبط الجهاز، والتدرب على استخدامه، وعند الانتهاء من هذه المرحلة يصبح المريض قادرا على استخدام الجهاز بمفرده .. وفي هذه المرحلة، يتوجب على المريض حضور جلسات طبية تأهيلية يقدمها مختصون في مجال علاج ضعف البصر او الاعاقة البصرية.