لكل منّا روتينه اليومي سواء قبل الذهاب للعمل أو المدرسة أو الجامعة، وذلك يعتمد على ما تعوّد عليه مراراً وتكراراً، لكن البعض نجده يمارس عادات خاطئة وآخرون مملة، وهناك عادات سلبية قد تؤثر على المزاج والإنتاجية. ويُفضل بعض الأشخاص الاستحمام بعد الاستيقاظ مُباشرة، وهو ما يبعث على النشاط والحيوية، كما أن هناك من يُفضل شرب "الكوفي" قبل أن يستقل مركبته، حيث تزيد من تركيزه وصحوته، مع أداء العمل على أفضل مايرام، وهناك أشخاص دائماً ما يحرصون على حلق "ذقونهم" مؤكدين على أن ذلك ما يُشعرهم بالحماس والشعور برغبة الذهاب إلى الوظيفة، خاصةً إذا ما تبع ذلك الاهتمام بالمظهر الخارجي، ويلعب صوت المُطربة اللبنانية "فيروز" دوراً على التفاؤل عند البعض، حيث ان ازدحام السيارات في الشوارع يُبرز الحاجة إلى أن يكون الشخص هادئاً وغير مُنفعل. وعلى الرغم من النماذج التي تم ذكرها، إلاّ أن هناك من لا يهتم بالاستعداد في الصباح، فتجده يصحو متأخراً، كما أنه لا يحرص على ترتيب مظهره الخارجي، إلى جانب أن التشاؤم يُسيطر على فكره، فتجد أكثر المتأذين هم من يزامله داخل الدائرة أو المؤسسة، وهنا لابد أن يُركز هذا الشخص على الاستعداد النفسي جيداً، مع أهمية الاستيقاظ مُبكراً لترتيب برنامجه اليومي على أفضل صورة. رائحة البخور وقالت "عائشة عسيري": من أهم طقوسي الاستحمام لأخذ جرعة من النشاط، ثم تجهيز نفسي للذهاب الى العمل، مضيفةً أنها تعودت ارتشاف فنجان قهوة كمنبه هناك، حتى تستطيع أن تكون متحمسة للأداء، مشيرةً إلى أنه تشاركها العديد من صديقاتها في المدرسة هذه الطقوس، مع انتشار البخور الصباحي، حيث نتداوله فيما بيننا ونشعر برائحة المكان. وأوضحت "سلمى الشهراني" أنها لا تُفوّت وقع اقدام الشمس وولادتها وحضورها، كما أنها لا تُفوّت فرصة رؤية الشروق ولا فرصة صلاة الفجر وروحانيتها، مضيفةً أنه بعد إشراق الشمس يبدأ الصخب أفضل سماع صوت "فيروز" في الصباح، وهي ظاهرة يشترك فيها عديد من الناس مع قهوة الصباح، ذاكرةً أنه بعد ذلك تستطيع البدء في يومها بهدوء، مع استيعاب صباح جديد، وقد يأخذها الحنين إلى كتابة بعض الرسائل لصديقاتها المقربات عن جماليات الصبح. غياب الاستمتاع واستغربت "ميساء العمري" من تصرف بعض الناس، ممن لا يحبون التمتع بأجواء الصباح، فيكتفون بالاستيقاظ مسرعاً من النوم في لحظات لا يمنحون أنفسهم فرصة الاستمتاع بالصباح، ثم البدء بالركض والجري دون أي متعة، مما قد يجعلهم في مزاجية سلبية طوال اليوم؛ بسبب السهر والاستيقاظ في عجالة، مع إهمال المنظر الخارجي، ثم الخروج إلى العمل أو الدراسة، مشددةً على أهمية التوعية بثقافة الاستمتاع بالوقت، فالصباح وقت يشترك فيه جميع الناس، وهو مخصص لتبادل الكلمات الرقيقة والابتسامات. وذكرت "فوزية الأحمري " أن نظام الصباح لا يمكن أن تتخطاه، حيث تستيقظ مبكراً لتقرأ القرآن ثم تجهيز الفطور، ومن ثم تحضر أطفالها لمدارسهم، مضيفةً أنها تبدأ بعدها بإعداد وجبة الغداء قبل الذهاب إلى العمل، وعند الانتهاء، تبدأ بتحضير نفسها للعمل من خلال الاستحمام واختيار ما يناسبها من ملابس أو مكياج، مبينةً أن هذا النظام يسهل عليها باقي فترات اليوم. تفقد الجوّال وتَشارك "فيصل مسفر" و"راشد خلف" في عادة الاستيقاظ على منبه الجوال، ثم تفقد الجهاز وتصفح الرسائل والبريد الإلكتروني، ثم التعريج على صفحات التواصل الاجتماعي "تويتر" أو "فيسبوك"، ثم النهوض من فراشهم لغسل الوجه أو الاستحمام السريع، إضافةً إلى لبس ما يوجد أمامهم من ملابس دون التدقيق أو التمحيص في اللون أو الشكل. وقال "سامي يوسف": أنهض مبكراً مع صلاة الفجر، ثم أمارس بعدها رياضة المشي لمدة ساعة تقريباً، بعدها أعود إلى المنزل واستحم، حيث تكون زوجتي قد جهزت القهوة والإفطار، مضيفاً أنه قد يستيقظ أبنائي فنفطر سوياً، بعدها أتصفح الجريدة اليومية، وقد أشاهد التلفاز إذا وجدت خبرا بالصحيفة يحتاج لتفاصيل أكثر، موضحاً أنه بعدها يذهب إلى العمل، ولا يسمح لأي شيء أن يعكر مزاجه. شعور التفاؤل وبيّن "سعيد السلمي" أن كثيرا من الناس يخسرون فرصة الاستمتاع بالصباح بسبب النوم، مع أن الصباح فرصة لولادة يوم جديد يمكن أن يشهده الإنسان ويشعر بالتفاؤل بكل معطياته، مضيفاً أنه يحب في كل صباح سماع البرامج الإذاعية والمشاركة في مسابقات "إف إم"، مع إرسال الإهداءات للأصدقاء، مبيناً أن ثقافة الاستمتاع بفترة الصباح ترتبط بمزاجية الأشخاص، فهناك من يفضل أن يفطر مع أُسرته، وآخرون يسرعون في الخروج دون أي تعبيرات أو مشاعر، وآخرون يفضلون ارتشاف القهوة، موضحاً أن ذلك يختلف من شخص إلى آخر، لكن يجب أن يعرف الانسان كيف يمكن أن يمتع نفسه في كافة الأوقات، وأن لا يسمح لدقيقة أن تعبر حياته بدون الفرح بها، فهي عمر يحسب عليه. إفطار الأبناء وقال "عبد الله القحطاني": إنه يجد متعته في إصلاح سيارته كل صباح وتنظيفها فيقضي فترة الصبح وهو ينظفها ويؤهلها لرحلة العمل، مضيفاً أنه يقضي الصبح في سُقيا حديقته الخاصة، وتنظيف سيارته ثم الافطار مع أطفاله قبل أن يذهبوا إلى المدرسة، مؤكداً على أنه يستيقظ من صلاة الفجر ولا يعود للنوم، مما يطيل فترة الصبح ويجعلها فرصة لممارسة هواياته. وذكر "سلطان بن صالح" أنه اكتسب عادة دائماً ما يُطبقها في كل صباح، ألا وهي "حلق الذقن"، مضيفاً أنه لا يشعر بالتفاؤل والحماس إلاّ بعد فعل تلك العادة ثم الاستحمام، مؤكداً على أن سماع صوت "فيروز" أثناء الذهاب إلى العمل يبعث على الارتياح. وأوضح "فيصل خالد" أنه لا يستمتع بفترات الصباح الأولى إلاّ عندما يُفطر مع أبنائه، مضيفاً أنه يحرص على توصيلهم إلى المدرسة بنفسه، وهو ما يشعرون من خلاله بالأمان. «حلاقة ذقن» و«استحمام» و«كوفي» و«صوت فيروز» في الطريق إلى العمل مساحة للاستعداد وأوضح "عمير العمير" -خبير العلاقات الإنسانية- أن هناك ضروريات إذا تعوّد عليها الفرد منا أصبحت عادات محمودة، وجعلت من كل صباح يوما رائعا، مضيفاً أنه من المهم الاستيقاظ في الوقت المحدد، فمعظمنا يسمع صوت المنبه فيضغط على زر الغفوة ثم العودة إلى النوم لمدة (10) دقائق أو أكثر، ثم ما إن ينبه مرة أخرى، حتى يضربه مراراً وتكراراً، مما يعني أنك تستيقظ في وقت متأخر، مشدداً على أهمية المسارعة إلى العمل أو المدرسة، مبيناً أن الاستيقاظ مبكراً يعطيك مساحة للاستعداد للذهاب للعمل في الوقت المناسب، ذاكراً أن النقطة الثانية التي يجب الحرص عليها إذا كان لديك الكثير من الوقت، هو الذهاب للنزهة أو ممارسة رياضة العدْو، فهذا يسمح لك لإيقاظ حواسك ليوم جيد، كذلك فالاستحمام يقدم بعض الراحة ليومك، مشيراً إلى أنه من ضمن الأولويات كل صباح تناول وجبة الفطور، وتشمل الخيارات تفاحة أو موزة أو كليهما، أو الحبوب والبيض، أو أي وجبة من شأنها أن تعطيك الطاقة لهذا اليوم. أهداف مُحققة وأكد "العمير" على أن شرب القهوة يُعد أمراً جيداً، لأنه يساعد في نفض غبار التعب والكسل، مضيفاً أنه بالإمكان الاستمتاع بقراءة الصحف أو مشاهدة قنوات الأخبار، حيث تمنحك فرصة اللحاق بآخر الأخبار الحالية، ناصحاً بتجاذب الحديث مع الزوجة والأطفال في الصباح وإيصالهم إلى مدارسهم إن سمح لك وقتك، ذاكراً أنه قد تتمكن من سماع صوت القرآن المرتل مما يشرح الصدر، لافتاً إلى أنه من الأفضل وضع قائمة من الليل لسرد كل ما عليك أداؤه لهذا اليوم. وأضاف: يجب أن تكون أهدافك قابلة للتحقيق خلال اليوم، مع تقديم الملاحظات حول كيفية الحصول على هذه المهام، مع أهمية الإعداد النفسي، وحساب الوقت الزمني لكل مهمة، مبيناً أنه من المهم الاطلاع على البريد الإلكتروني، فقد تكون وصلتك خلال الليل، وتحتاج منك إلى رد، فتستغل وجودك بالمنزل بالرد عليها قبل الانشغال بمهام آخرى. اهتمام البعض بمظهره الخارجي يجعله يحلق ذقنه كل يوم خادمة تُنظم مائدة الإفطار للأسرة بداية الصباح لا تكتمل إلاّ بقراءة الرسائل الواردة في الجوال