بشكل هادئ ومتسلسل وغير معهود. غيَّر السوق سلوكه التصاعدي المعتاد ودخل في مرحلة تكوين قمم وقيعان هابطة على المدى القصير لم تلبث أن يكسر في هبوطه دعما مهما جدا ممثلا بقمة صاعدة سابقة بقيمة 12771,31 نقطة متحولا بذلك مساره التنازلي من قصير الأجل إلى متوسط الأجل ومشكلاً أيضا بعد ذلك قاعا هابطا بقيمة 11818,55 نقطة. أعتقد أن الموضوع أكبر مما يمكن تصوره فالاتجاه التصاعدي للمؤشر العام والذي تطور قبل عدة اشهر بعد شهر مايو لم يكن في الحقيقة من ضمن سلوكه المعتاد على مدى السنوات الماضية فسهم شركة سابك والذي يعتبر روح المؤشر العام لم يساهم إلا بقدر ضئيل جدا في هذا الصعود، بل كان ذلك بجهود قطاع الاتصالات والخدمات وبقية السوق. تخلف سابك عن قيادة السوق أظهر نوعا من الضعف في تجاه المؤشر العام التصاعدي حيث كون القمم التصاعدية الثلاث الأخيرة بشكل متقارب وبفارق واضح عما هو معهود عن مسار المؤشر خلال السنوات الأخيرة، مما يشير إلى أن السوق قد استنفد جميع طاقاته في الصعود الأخير إلى حدود 14000 نقطة، والمزعج في المسألة أيضا هو كسره لقمة صاعدة بقيمة 12771,31 نقطة وتحول الاتجاه العام على المدى المتوسط من تصاعدي إلى تنازلي. جميع الأنظار حالياً متجهة للدعم الذي توفره قمة صاعدة سابقة في المؤشر بقيمة 11966,44 نقطة وهو في الحقيقة مستوى دعم مهم وكسره يعني عودة المؤشر العام إلى مستويات متدنية جدا إلى حدود قمة صاعدة سابقة بقيمة 8382 نقطة ولكن هذا السيناريو إن حصل فلن يكون عائدا للمؤشر ذاته، الموضوع مرتبط بشكل أساسي بسهم شركة سابك فهي التي قادت المؤشر صعودا وستقوده هبوطا إن هبطت. سهم شركة سابك لم يعد لديه إلا مستويا دعم فقط، الأول على 1086 ريالاً والآخر على 1012 ريالاً كسر هذين المستويين سيكون مفتاحاً لهبوط لم يسبق وإن حدث مسبقا في سوق الأسهم خاصة مع قلة حجم السيولة المعتاد والذي وصل معدله اليومي قبل فترة إلى أكثر من 20 مليار ريال يوميا. أعتقد أن هناك بعض العوامل السلبية التي أثرت سلبا علي جاذبية سهم سابك في الوقت الحالي مع العلم أنه سهم استثماري من الطراز الأول. هبوط سعر اليورو مقابل الدولار الأمريكي خلال الأسابيع الماضية سيؤثر حتما على أرباح سابك خاصة وأن أرباحها قبل فترة جزء منها نتج بسبب ارتفاع سعر عملة اليورو مقابل الدولار الأمريكي خلال السنة الماضية، وهناك أيضا سياسة رفع سعر الفائدة على الريال والتي تأتي مصاحبة لسياسة البنك الفدرالي الأمريكي بزيادة سعر الفائدة على الدولار الأمريكي بسبب ارتباط الريال السعودي بالدولار الأمريكي« ولا ننسى أن القطاع المالي المحلي لا تهمه مسألة الربا». يمكن القول إن الأمر حالياً مرتبط بوضع سهم سابك مباشرة فكسره لمستوى الدعم على 1012 ريالاً سيفتح المجال ربما لتجربة مستوى القمة الصاعدة السابقة بقيمة 874 ريالاً مع العلم أن هناك مستوى دعم مهماً أيضا وهو يمثل نسبة 61,8٪ من تصحيح فايبوناتشي بقيمة 963 ريالاً تقريبا مع اعتقادي بأنه دعم ضعيف نوعا ما فقد سبق واقترب السعر منه مسبقا وهذا الهبوط المتوقع هو الذي سيؤثر على المؤشر العام بشكل سلبي. نظرا لارتباط المؤشر العام بسابك بهذا الشكل أعتقد أنه من الأفضل للمتداولين تركيز تحليلهم على الأسهم التي يتداولون بها بشكل فردي وعدم ربطها بالمؤشر العام خاصة وأن سلوك هذه الأسهم يختلف من سهم إلى آخر ومن قطاع إلى آخر أيضا. وأضيف أنه خلال قراءتي لتحليلات بعض الأخوة وجدتهم يستخدمون أرقام تصحيح فايبوناتشي مع المؤشر العام بشكل خاطئ غافلين أن المؤشر العام يتشكل من عدة أسهم ولا يتداول به كما في الأسواق الدولية لهذا فمن غير المنطقي أن يتم التعامل معه كالأسهم، أعتقد أن الكثير يحتاج إلى تصحيح معلوماته عن التحليل الفني فلا يعني أن كل من يضع أرقام فايبوناتشي على المؤشر العام يسمي نفسه محللاً فنياً. ٭ مدرب التحليل الفني للأسهم