هذا التعبير اللطيف سمعته من إحدى الصديقات تتحدث به عن طفلها ذي الربيع الخامس.. والحقيقة ان كثيرين من أولياء الأمور يعانون من عناد أطفالهم، وذلك بممارسة السلوك المناقض لما يطلبونه منهم. إن العناد ظاهرة نفسية يتبعها الطفل لتحقيق هدف معين قد لا يكون ظاهرياً أو معلناً.ومن المهم محاولة تحديد الأمور التي يظهر عناد الطفل خلالها، ومع من يعاند الطفل، هل هناك شخص بذاته أم يتبع هذه الطريقة مع الكل.. وقد أثبتت الدراسات النفسية أن الأطفال يميلون إلى العناد مع الأم أكثر من الأب رغبة منهم في الحصول على الحب والحنان واستدرار العطف لذلك فإن البحث عن أسباب هذا السلوك وعن الغاية منه يساعد كثيرا على العلاج. قد يكون السبب أحياناً هو جلب انتباه الوالدين. و قد يكون الأمر نوعاً من الرغبة في إظهار الشخصية وإبراز عنصر الاستقلال عن الوالدين، وقد تكون الغيرة من أحد الأخوة سبباً في ذلك فشعور الطفل بأن حقه مهضوم يجعله يسعى إلى مقاومة أوامر الوالدين كنوع من المطالبة بهذا الحق. وقد يكون السبب ضيقاً يساور الطفل نتيجة التدخل المستمر في شؤونه الخاصة اليومية.. لنحاول دائما قبل ان نعطي الأوامر بأسلوب لطيف ان نقدم للطفل شيئاً يحبه مثل قطعة حلوى أو لعبة صغيرة مع إظهار بعض الحنان كالتربيت على الكتف و الاحتضان. ولتكن الأوامر غير متشددة أو متسلطة مع إتاحة المجال للمناقشة،.ولنحرص على عدم إعطاء مجموعة من الأوامر في نفس الوقت.وتجنب أن تكون المهمة التي سيقوم بها الطفل تحرمه من حاجة أخرى يريد إشباعها، أو تتعارض مع ميوله ورغباته. ولنحاول مابين وقت وآخر ان نكافئ الطفل على قيامه بالأمر المطلوب و البعد قدر المستطاع عن العقاب اللفظي أو البدني كوسيلة لتعديل هذا السلوك. ولماذا لا نركز على شرح مفهوم طاعة الوالدين من منظور ديني للطفل مع توضيح الأجر الرباني الذي يترتب على هذه الطاعة.وكذلك ضرب النماذج والقصص المسلية الداعمة لهذا السلوك. فإن كان سبب عناد الطفل هو تحقيق حاجة يريدها حينها فيجب علينا تعويد الطفل على طلب حاجاته شفهياً والحوار من أجل الوصول لها، دون اللجوء إلى العناد أو البكاء والغضب.