شدد الدكتور فاروق الباز، مدير أبحاث الفضاء في بوسطن بالولاياتالمتحدةالأمريكية على ضرورة التواصل والحوار بين المفكرين والمثقفين والعلماء والإعلاميين العرب ونظرائهم في الولاياتالمتحدة لتصحيح الفكرة السلبية السائدة لدى الكثير هناك عن العرب والمسلمين والإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2000. وأضاف: إنه لا بد أن تتولى الدول العربية إرسال وفود على قدر عال من الحوار والثقافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للتحاور مع الرأي العام هناك لإخراج الإسلام والعرب من النظرة الخاطئة التي أصبح ينظر بها الغرب إليهم. وشدد الباز على ضرورة أن يزداد الاهتمام بذلك في الوقت الحاضر.. لأن هناك عدم معرفة لدى الغرب بالعرب وبالدين الإسلامي، والحضارة الإسلامية، والسبب في هذا يعود لنا نحن.. وليس للغرب.. لأننا لم نستطع أن نوصل إليهم المعنى الحقيقي لديننا ولحضارتنا. وقال الدكتور الباز: المؤسف أنه لا يوجد ترجمة للقرآن الكريم.. أو كتاب يتحدث عن الإسلام والحضارة الإسلامية قام بها عربي.. أو أنجزها إنسان عربي .. فجميع الترجمات للقرآن والكتب التي تتحدث عن الإسلام قام بها أشخاص لغتهم ليست العربية في الأصل إما أن يكونوا من المسلمين من غير العرب.. أو من بعض الأمريكان الذين تعلموا اللغة العربية ودرسوا الحضارة الإسلامية وكتبوا عنها.. ولهذا تأتي هذه الترجمات والكتب بعيدة كل البعد عن الروح الحقيقية للإسلام ولسماحته وقيمة حضارته في الإنسانية جمعاء. وبيَّن الدكتور الباز أن هناك عجزاً كبيراً مع الأسف في الكتب التي تتحدث عن العرب والإسلام باللغة الإنجليزية.. ولا يوجد كتاب عن القضية الفلسطينية مترجم عن طريق شخص عربي. وأكد الدكتور الباز إنه بعد أحداث 11 سبتمبر تفرغ لمدة عامين ونصف من أجل تصحيح النظرة لدى الناس في أمريكا التي أفرزتها تلك الأحداث للإسلام والمسلمين والعرب.. وبقيت أحاضر وأتحدث لوسائل الإعلام هناك على مدى عامين ونصف من تلك الأحداث للتأكيد أن تلك الأحداث التي قام بها مجموعة من المتأثرين بفكر بن لادن.. ودعواته الضالة لا يمثلون الإسلام .. ولا يمثلون أخلاق المسلمين.. وإنما هم مرض خبيث في الجسد الإسلامي والعربي لا يمت بصلة من بعيد أو قريب للإسلام والمسلمين.. وأخلاق وسماحة الدين الإسلامي الذي يدعو إلى المحبة والسلام. وقال: إنه أتاح للكثير من الطلبة العرب والمسلمين في أمريكا التحدث للطلاب الأمريكان حتى يوضحوا لهم إن الإرهاب لا علاقة له بالإسلام. إطلاقاً.. ومعتنقوه بعيدون كل البعد عن الدين الإسلامي. وأكد الدكتور الباز على أهمية أن تعمل الجاليات العربية التي تحمل الجنسية الأمريكية على تفعيل الحوار مع الآخر حتى يستطيعوا أن يصححوا الكثير من المفاهيم عن مجتمعاتنا العربية لدى الآخرين.