لربما لم يكتب أحد من زملاء الكلمة الرياضية عن واقعنا الضعيف على مستوى التمثيل الرياضي في المشهد الدولي كما كتبت، أقول ربما لأنني على ثقة بأنني من أوائل من فتحوا هذا الملف قبل سنوات إن لم أكن أولهم، فقد كنت أتألم وأنا أرى أشقاءنا الخليجيين يجتاحون المناصب القارية والدولية زرافات ووحداناً في كل الاتحادات واللجان بينما يكتفي السعوديون بالفتات من بقايا هذه الكعكة أو تلك، بل أحيانا لا يتاح لهم حتى ما يخلفونه على الطاولات! ذلك الواقع المؤلم جعلني غير متحمس للأخبار التي تسربت حول عزم "أصحاب القرار" على ترشيح أحد الكوادر السعودية للمنافسة في انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي المقبلة إلى درجة أنني شككت في صدقية الخبر، مستنداً في ذلك على قناعتي بضعف الموقف السعودي في المشهد الدولي على غير صعيد، وسوء آليات اتخاذ القرار؛ خصوصاً في أمر بهذا المستوى، فضلاً عن غياب الديناميكية للدخول به إلى حير التنفيذ. الآن يبدو الموقف مختلفاً خصوصاً بعد إفراج الأمير نواف عن الحقيقة بتأكيده لترشيح المدلج وتأييده الشخصي له، وهو ما أكده احمد عيد بصفته رئيساً لاتحاد الكرة، وقد سمعت – شخصياً- من الأمير أن قرار ترشيح المدلج ليس قراراً رياضياً وحسب بل أكبر من ذلك، وهو ما يعني حتمية أن نقف جميعنا كرياضيين وغير رياضيين خلف مرشحنا لتسهيل جلوسه على أكبر كرسي يتحكم في قرار الكرة في القارة الصفراء. المنطق والواقع يقولان بأن المدلج قبل أن يخطو خطوة واحدة في طريقه لأروقة الاتحاد الآسيوي وهو يحمل ورقة ترشيحه، يحتاج إلى تدجيج نفسه بالعدة والعتاد، إن مالياً أو لوجستياً، فهو مقبل على معركة انتخابية شرسة، سواء أفرغ له المرشحان الخليجيان الشيخ سلمان بن إبراهيم ويوسف السركال الساحة – كما هو منتظر- ليواجه مرشح شرق القارة أم أصرا على المضي في قرار ترشحهما، ولن يستطيع الدخول في هذه المعركة ما لم نقف جميعاً خلفه كل من موقعه؛ خصوصاً الإعلام الرياضي السعودي. صحيح أن لكل منا موقفه بل وقناعاته تجاه الدكتور حافظ؛ لاسيما من جهة عمله السابق في اتحاد الكرة ولجانه، وكذلك في رابطة المحترفين، وما ترتب على ذلك من مناكفات إعلامية، ولعلي أحد من تبنى مواقف واضحة في هذا السياق أراها مبررة؛ لكن لا ينبغي أن نخلط الأوراق بحيث يمنعنا ذلك من الاصطفاف معه بصفته مرشحا للكرة السعودية في أكبر منصب كروي في القارة، وأن لا ننظر إليه على أنه ترشيح شخصي. في حالة المدلج الراهنة ينبغي أن تحضر ثقافة الاختلاف لدينا، بحيث نسمو على التفاصيل الصغيرة، وذلك بأن نتوحد على الخطوط العريضة، ونتقاطع عند المصلحة الوطنية، والتي تتجسد في حتمية عبور الكوادر الوطنية المؤهلة لمثل هذه المناصب الدولية الكبرى كاستحقاق لا كفزعة، والمدلج في حضوره الرياضي المحلي والدولي، وكذلك في حضوره الأكاديمي ليس أقل ممن يتداعون لهذه المناصب من شرق القارة وغربها. إزاء ذلك ينبغي أن يكون شعارنا كرياضيين وبمختلف شرائحنا "كلنا حافظ" من الآن وحتى نكحّل أعيننا برؤية أحد كوادرنا الوطنية وهو يجلس على الكرسي الأكبر والأسخن في القارة الآسيوية، ويقيني أن ذلك سيكون محرضاً لجلوس أكثر من كادر مؤهل على كراسي مثله وأكبر في اتحادات ولجان قارية ودولية؛ خصوصاً إذا ما نجحنا في الأخذ بيد المدلج نحو تعليق الجرس.