صدر للدكتور الراحل عفيف فرّاج "القمع السياسي وتجلياته في نماذج مختارة من الرواية العربية الحديثة"، لدى "دار الآداب"، ترجمة عائدة خداج أبي فراج وطارق عفيف أبي فراج، هو السادس له بعد غيابه. يقع في بابين، الأول في سبعة فصول، والثاني في خمسة. من الروايات النماذج، "العسكري الأسود" ليوسف ادريس، "الزيني بركات" لجمال الغيطاني، "تلك الرائحة ونجمة اغسطس" لصنع الله ابرهيم، "رياح الخماسين" لغالب هلسا، "انتَ منذ اليوم" لتيسير سبول، "القلعة الخامسة" لفاضل العزاوي، "الف ليلة وليلتان" لهاني الراهب، "السفينة" لجبرا ابرهيم جبرا، "الأشجار واغتيال مرزوق" و"شرق المتوسط" لعبدالرحمن منيف، "رجال في الشمس" لغسان كنفاني. ويعلق الناقد سعود المولى على الكتاب بأنه يقتبس فقرات من روايات ليوسف ادريس ونجيب محفوظ وجمال الغيطاني وصنع الله ابراهيم وصلاح حافظ، من مصر، وتيسير سبول وفاضل الغزاوي من الأردن، وحنا مينا وحيدر حيدر وهاني الراهب من سوريا، وجبرا ابراهيم جبرا وغالب طعمه فرمان وعبد الرحمن مجيد الربيعي وبرهان الخطيب وعبد الرحمن منيف من العراق، وغسان كنفاني ويحيى يخلف من فلسطين، وحليم بركات من لبنان. أما قيمة القمع السياسي فنادرة أو لا وجود لها تقريباً في الرواية اللبنانية، لكن المجتمع اللبناني يعاني معضلة الهوية الوطنية الثقافية، فالديموقراطية اللبنانية قامت على التوازن الطائفي، ثم ان الانقسام الديني الثقافي والوطني حول الهوية الوطنية قد تعرض لنقد عنيف في عدد من الروايات، ومنها «أنا أحيا» لليلى بعلبكي، و«طواحين بيروت» لتوفيق يوسف عواد و«بيروت 1975» لغادة السمان. ويختم عفيف فراج: لم يكن القمع السياسي يوما ميزة حصرية لبلد أو دين أو عرق أو منطقة جغرافية معينة. انه شر مارسته كل الامبراطوريات والوجه السلبي لكل السياسات الامبريالية. وباختصار هو معضلة عالمية وليست شرقية فقط.