مما لا شك فيه أن الإعلام له دور حيوي ومهم في رقي الأمم وتعزيز النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والمحافظة على المبادئ والقيم الوطنية، وفي تمثيل ثقافة المجتمع بكل مستوياته، وأيضاً فإن للإعلام دورا كبيرا في تثقيف المواطن بحقوقه وواجباته الوطنية وإظهار الوجه المشرق للوطن ونقد القصور وكشف الفساد وتسليط الضوء عليه وإيصال صوت المواطن البسيط المطالب بحقوقه المشروعة إلى طاولة صانع القرار في البلد، وهذا هو الواجب على كل إعلامي من حيث المبدأ الوطني والمهني. والإعلامي الذي يتبنى قضايا المواطنين ومطالبهم ويستمع إليهم ويعد التقارير المفصلة عنهم ثم يقوم بإيصالها ومناقشتها مع المسئولين والجهات ذات الاختصاص ويتابعها حتى يتحقق الهدف المنشود من ذلك هو إعلامي يستحق الشكر من الجميع. ومن هنا تبنى أحد رجال الأعمال الشيخ مسعد بن سمار رئيس مجلس إدارة قناة المرقاب الفضائية مشكوراً فكرة أنشاء (جائزة وطنية للإعلاميين) برعاية شخصية ودعم مباشر منه ورصد مبلغ نصف مليون لهذه الجائزة أيماناً منه بالمسئولية الاجتماعية تجاه المجتمع. فهذه الجائزة المولودة الجديدة التي أطلت شمسها علينا في عامها الأول تعتبر الجائزة الأولى في نوعها في إعلام المملكة، مبشرة بتنافس شريف بين الإعلاميين في هذا البلد الكريم. وقد أُطلقت هذه الجائزة في يوم الخميس الموافق 21 من شهر صفر من هذا العام وبرعاية من معالي وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وبحضور معالي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ عبدالرحمن الهزاع نيابة عن معالي الوزير، ولأهمية هذه الجائزة الوطنية فإنه يقوم عليها في الهيئة الإشرافية نخبة من كبار الخبراء والمسئولين في المجال الإعلامي في المملكة، يتقدمهم معالي رئيس الإذاعة والتلفزيون رئيساً، وعضوية كل من سعادة رئيس فرع الثقافة والإعلام في منطقة مكةالمكرمة، وسعادة رئيس تحرير جريدة اليوم، وسعادة مدير المكتب الإقليمي لقناة العربية، وتشمل قطاعات الإعلام المختلفة من الصحافة والمطبوعات الالكترونية والتلفزيونية والإذاعية. وتهدف هذه الجائزة إلى التنافس الشريف بين الإعلاميين السعوديين في جميع مجالات الإعلام لتقديم العمل الإعلامي المميز الذي يحصن شباب الوطن من أفكار الغلو والتشدد والتطرف والأفكار الهدامة الدخيلة على مجتمعنا المحافظ وتعزيز القيم الإسلامية والمبادئ الوطنية والتفاف شباب الوطن حول قيادتهم وولاة أمرهم وعلمائهم ضد كل متربص بأمن وطننا الغالي من الحاسدين الحاقدين، وإيضاح خطر المظاهر السلوكية السيئة وخطورتها على الفرد والمجتمع، وكذلك من الأهداف المهمة لهذه الجائزة اكتشاف المواهب الإعلامية الشابة وتطويرها وفتح المجال أمامها وتبني أفكارها في قطاعات الإعلام المختلفة والقيام بدور الاجتماعي لهذه المهنة ألإنسانية في المقام ألأول. وأخيراً نشيد بهذه الجائزة والقائمين عليها وشكر خاص لصاحب الفكرة وراعيها الرسمي على هذه البادرة الوطنية وقد سبقتها مبادرات وطنية في مجالات أخرى ونتمنى من رجال الأعمال في هذا الوطن الغالي الذي أعطاهم كل التسهيلات في تطوير ونمو أعمالهم أن يدركون واجبهم الوطني والإحساس بالمسئولية الاجتماعية تجاه المجتمع، وتبني أفكار ومبادرات وطنية تخدم شريحة الشباب وتنمي أفكارهم وتحصنها في ظل الثورة التقنية والانفتاح الإعلامي على العالم، وإطلاعهم على كل جديد من دون ضوابط وقيود. حفظ الله مليكنا الغالي وأدام على بلادنا الأمن والرخاء والاستقرار وتحياتي للجميع.