قتل ثلاثون شخصا على الاقل واصيب حوالى 70 اخرين بجروح في هجوم بسيارة مفخخة تبعه هجوم انتحاريين مسلحين على مبنى قيادة الشرطة وسط مدينة كركوك المتنازع عليها، حسبما افاد ضابط عراقي رفيع. واوضح العميد ناطح محمد صابر مدير عام الدفاع المدني في المدينة ان "ثلاثين شخصا على الاقل قتلوا واصيب 70 اخرون بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة تبعه هجوم مسلح على مبنى قيادة الشرطة". وأفاد شهود من عناصر الشرطة ان الانتحاري الذي اقتحم البوابة الرئيسية كان يستقل سيارة مطلية بنفس طلاء سيارات الشرطة. وبعد التفجير الذي تسبب باضرار بالغة بالمباني والمحال التجارية القريبة من المدخل الرئيسي، اقتحم ثلاثة مسلحون يرتدون احزمة ناسفة متنكرين بزي الشرطة في محاولة للوصول الى المدخل الرئيسي للبناية. وقال العميد صابر ان المسلحين كانوا يحملون قنابل يدوية واسلحة خفيفة واشتبكوا مع الشرطة عند الباب الرئيسي وقتلوا جميعهم قبل ان يفجروا انفسهم. ويبدو ان اسلوب الهجوم مطابق لعمليات سابقة نفذها تنظيم القاعدة ضد مراكز امنية في بغداد والانبار وصلاح الدين وحتى كركوك ذاتها، بهدف السيطرة على المبنى المستهدف والحاق اكبر ضرر ممكن فيه. وبحسب مراسل فرانس برس فان عددا كبيرا من السيارات المدنية احترقت فيما انتشرت اشلاء الضحايا وغطت الدماء مساحات واسعة في موقع الانفجار. واثار التفجير الهلع والخوف بين المواطنين الذين وصل عدد منهم بحثا عن اقرباء لهم وسط الركام الذي خلفه الانفجار. وقال كوسترت حسن كريم وهو شاهد عيان "كنت قريبا عندما وقع الانفجار، وشاهدت مركبة تقف عند نقطة تفتيش للمدخل". وتابع "وفي لحظات انفجرت المركبة اثناء قيام الحراس بفحصها" مضيفا "كان تفجير مروع ورأيت الجثث ملقاة في كل مكان". وتشهد كركوك اعمال عنف متكررة، ففي 16 يناير الماضي قتل 53 واصيب 190 اخرون في هجومين احدهما انتحاري بسيارة مفخخة. وتقع مدينة كركوك الغنية بالنفط على بعد 240 كلم شمال بغداد، وهي قلب المناطق المتنازع التي يطالب الاكراد بضمها الى اقليمهم، الامر الذي ترفضه بغداد بشدة. ويعتقد دبلوماسيون ومسؤولون ان النزاع حول هذه المناطق هو اخطر تهديد لاستقرار العراق على المدى البعيد. الى ذلك، قتل اثنان من عناصر الصحوة في هجومين منفصلين شمال بغداد. وقال مصدر في وزارة الداخلية ان "مسلحين مجهولين اغتالوا باسلحة مزودة بكواتم للصوت منعم لطيف، احد عناصر الصحوة ومختار احد احياء منطقة الطارمية (45 كلم شمال بغداد)". واكد مصدر طبي في مستشفى الطارمية تلقي جثة لطيف الذي فارق الحياة داخل سيارته. وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) قال مصدر في الصحوة ان "عنصرا في الصحوة قتل برصاص قناص في حي الكاطون، وسط بعقوبة". كما اصيب ثلاثة اشخاص بجروح بانفجار عبوة ناسفة امام منزل عائلة شيعية في حي الكاطون، وفقا لضابط في الشرطة برتبة رائد. بدوره، اكد مصدر طبي في مستشفى بعقوبة تلقي جثة عنصر الصحوة ومعالجة الجرحى الثلاثة. وتتزامن اعتداءات اليوم، مع توتر في الاوضاع السياسية في البلاد اثر استمرار الاعتصامات والتظاهرات منذ اكثر من اربعين يوما، ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.