كان يعمل مع والده في «منجرة صغيرة» مساحتها لا تتجاوز (200م2) في «شارع الخبيب»، ثم تطور العمل بدخول شركاء لهم، ليتم إنشاء «مصنع بلاط».. لم يتوقفوا، واصلوا النجاحات تلو الأخرى حتى اقتحموا مجال المقاولات.. أسسوا مؤسسة صغيرة متخصصة في مقاولات شبكات المياه والصرف الصحي بمدينة بريدة، ثم تم تنويع النشاط إلى المقاولات الإنشائية. «أحمد بن عبدالله الصايغ» -رئيس مجلس إدارة الصايغ للتجارة والمقاولات- وافق على نصيحة والده بإكمال دراسته الجامعية في بريطانيا، بعد أن كان ينوي إكمالها في أمريكا، حيث كان يرغب والده أن تكون انطلاقة المؤسسة مبنية على أسس علمية في مجال الإدارة، معتبراً هذا القرار من أهم الأمور التي أثرت في حياته وتطلعاته المستقبلية، حيث وجد نفسه في المسار الصحيح. ونظراً لظروف والده الصحية، تم تحويل المؤسسة إلى شركة عائلية مقفلة عام 1421ه، وتم تكوين مجلس إدارة برئاسته، فيما تم تعيين أخيه «محمد» رئيساً تنفيذياً للشركة، وأخيه «خالد» مديراً لمشروعات الشركة في منطقة القصيم، ليبلغ إجمالي أعمال الشركة حتى اليوم بحدود ثلاثة مليارات ريال. «الرياض» تستقصي بدايات ونجاحات رجل الأعمال «أحمد الصايغ». درس لن أنساه حينما تجاهلت أهمية أحد العقود واستغل ثغراته أحد الأشخاص قانونياً منجرة صغيرة عن البدايات قال "أحمد الصايغ": إن جميع مشاهد طفولته كان في ذلك الزمن الجميل كما يحلو للبعض أن يسميه، مضيفاً أنه عندما كان صغيراً كان لوالده "منجرة صغيرة" في "شارع الخبيب" مساحتها لا تتجاوز (200م2)، أسسها عام 1966م، ذاكراً أن والده كان مستأجرا موقع تلك الورشة بمبلغ (10) ريالات في السنة، وكان يعمل معه في ذلك الوقت نجارون سعوديون هم "عبدالله السعدون" وعمي "عبدالرحمن الصايغ" و"صالح الشدوخي" فقط، وكان على رأسهم والده -رحمه الله- وكذلك صديقه وشريكه في تلك الورشة العم "حمد العُمري"، مشيراً إلى أن الورشة كانت مكان قضاء وقت فراغه، وقريباً منها كان ملعبه، مؤكداً أنه في تلك الفترة ونظراً لانشغال والده بالنجارة كان يكلفه رغم صغر سنّه بشراء لوازم البيت من "سوق الجردة" كل يومين، حيث لا يوجد لدينا "ثلاجة" لحفظ الخضار أو الأطعمة، بل لم يكن يوجد لدينا سوى "قربة" ماء معلقة بسقف "عريش" البيت، وتحتها يوضع "الحبحب" مغطى ب"خيشة" يتقاطر عليها ماء القربة ثم تبرد مع أول نسمة هواء. قال لي صديق والدي: «ابتعد عن النرفزة أثناء العمل وإلاّ ستدفع الثمن من صحتك»! وأضاف أن ثمن مشتريات الخضار واللحمة جميعها لا يتجاوز ثلاثة ريالات، حيث كان سعر كيلوا اللحمة بريال، وكوم "الحبحب" بنصف ريال ومثل ذلك بقية الخضار، مبيناً أنه كان يبقي أربعة قروش استأجر بها حمارا لنقل هذه الأشياء إلى المنزل -غرب المنجرة-، وأحياناً يحاول أن يُبقي نصف ريال من أجل نقلها على "عربانة" يجرها الحمار لكي يركب بجانب صاحبها، وهو ما يُشعر من خلاله بقمّة السعادة. لا بد من زيادة نسبة التعليم المهني من المرحلة الثانوية حتى يتوافق مع احتياجات السوق مصنع بلاط وأوضح "الصايغ" أنه عندما يصل إلى منزلهم المتواضع والصغير جداً بمساحة لا تتجاوز (150م2) ومستأجر ب(20) ريالا، وهو عبارة عن مجلس صغير للرجال وغرفة واحدة كنا ننام فيها جميعاً، كذلك يوجد دورة مياه واحدة ومطبخ لا يوجد فيه سوى قليل من الحطب أو من بقايا مخلفات المنجرة، إضافةً إلى عريش أُستقطع جزء منه لبقرتنا الحلوب، مضيفاً أنه لم تكن هذه هي المهمة الوحيدة له، بل كان لي موعد آخر بعد صلاة الفجر، حيث أقف في الطابور عند الخباز "مهيوب" في "شارع الخبيب"، وعند شروق الشمس يذهب إلى سوق "الصنانيع"، لكي يُحضر حزمة من العلف على كتفي للبقرة التي تشاركنا السكن في المنزل، مبيناً أنه استمر الوضع على هذا الحال، وعندما كبر قليلاً اشترى له الوالد "سيكل" مقاس (24)، وكان بالنسبة له بمثابة سيارة، ذاكراً أنه كان يستخدمه للذهاب إلى موقع المنجرة الجديد مقابل "جفر الحمد" -البلدية حالياً- لافتاً إلى أنه تطور عمل الوالد مع شركاء آخرين من خلال إنشاء "مصنع البلاط" بجوار المنجرة الجديدة، وهم العم "حمد العُمري" -أطال الله عمره- و"محمد المحيميد" و"حمد الصقعبي" -رحمهما الله- موضحاً أنه استمرت هذه المنجرة ومصنع البلاط لأعوام قليلة ثم طويت صفحتهما، ليقلب والده نشاطه إلى مجال المقاولات. الصايغ متحدثاً للزميل منصور الجفن بداية فعلية وعن بداية العمل الفعلية، ذكر "الصايغ" أنه عمل مع والده في مؤسسة صغيرة متخصصة في مقاولات شبكات المياه والصرف الصحي بمدينة بريدة، حينما كان طالباً في المرحلة الثانوية 1973م، وعندما أنهى المرحلة الثانوية عام 1975م تقدم إلى الدراسة في أمريكا، وتم قبوله ضمن مجموعة من الزملاء، لكن والده أصرّ على تغيير وجهته الدراسية لتكون في بريطانيا وعلى حسابه الخاص، وقد تم ذلك حيث حصل على "توفل" اللغة الإنجليزية هناك، وأكمل دورة متخصصة في إدارة الأعمال، مبيناً أنه عاد بعد ذلك من بريطانيا عام 1978م، ثم عمل مع أبيه كمدير للمؤسسة؛ لأن والده -رحمه الله- يرى أنه لا بد أن تكون انطلاقة المؤسسة مبنية على أسس علمية في مجال الإدارة، وهو ما جعله يُغيّر مساره الدراسي من أمريكا إلى دراسة الإدارة في بريطانيا لإعدادي لهذه المهمة، معتبراً هذا القرار من والده من أهم الأمور التي أثرت في حياته وتطلعاته المستقبلية، حيث وجد نفسه في المسار الصحيح. الصايغ مع الأمير فيصل بن بندر أمير القصيم وأضاف: من خلال هذا التنظيم الذي كان يقوده والده داخل المؤسسة تم تنويع النشاط إلى المقاولات الإنشائية، حيث حصلت المؤسسة على عقد لتنفيذ سوق الخضار الرئيسي بمدينة بريدة بمبلغ تجاوز (13) مليون ريال، ثم عقود لتنفيذ أعمال شبكات المياه والصرف الصحي في عدد من مدن وقرى منطقة القصيم بمبلغ قارب (60) مليون ريال، بعد ذلك ارتفعت قيمة العقود لتصل إلى (250) مليون ريال لإنشاء شبكات مياه وصرف صحي بمدينة بريدة، مع تشغيل وصيانة محطة معالجة المياه الرئيسية ببريدة، إضافةً إلى مشروعات صيانة وتشغيل لشبكات المياه والصرف في الرس والمذنب والبكيرية والبدائع، وقد استمرت المؤسسة في تنفيذ العديد من المشروعات المماثلة. .. وهنا مع م. عبدالله الحصين وزير المياه والكهرباء شركة عائلية وذكر "الصايغ" أنه نظراً لتطور نشاط الشركة واتساعه، ونظراً لظروف والده الصحية، تم تحويل المؤسسة إلى شركة عائلية مقفلة عام 1421ه، وتم تكوين مجلس إدارة برئاسته، فيما تم تعيين أخيه "محمد" رئيساً تنفيذياً للشركة، وأخيه "خالد" مديراً لمشروعات الشركة في منطقة القصيم، مضيفاً أنه بلغ إجمالي أعمال الشركة حتى اليوم بحدود ثلاثة مليارات ريال، مبيناً أنه من الطبيعي في خضم هذه الحياة العملية والإنجازات أن يكون هناك أشياء كثيرة قد تغيرت، وفي مقدمة ذلك التغير الجذري من حياة يغلب عليها طابع التقشف إلى ما نحن فيه الآن من خير ونعمة كبيرة بفضل الله تعالى، ثم بفضل ما تنعم به بلادنا من خير وأمن ورخاء، مشيراً إلى أنه في أحد الأيام كان منفعلاً ومتابعاً للعمل، بل ومشدود الأعصاب في مكالمة هاتفية مع أحد العاملين في الشركة، وبعد إنهاء المكالمة كان معه في المكتب أحد أصدقاء والده من كبار السن، حيث قال له: "حاول التغلب على مصاعب العمل بعيداً عن النرفزة، وإلاّ ستدفع ثمن ذلك من صحتك"، مؤكداً أنه بالفعل ثبت أن الشد العصبي والنرفزة والمتابعة والإجهاد الزائد تسببت في إصابته بالضغط والسكري. مشروع تابع لشركة الصايغ للمقاولات الإنشائية وأضاف أنه مازال يتذكر عدم إعطائه أحد العقود التي أبرمتها المؤسسة في بداياتها مع أحد الأشخاص الأهمية الكافية نتيجة الثقة الزائدة، مما دفع هذا الشخص إلى استغلال الثغرات في العقد لصالحه وتقديم شكوى غير مبررة، موضحاً أن هذا الموقف يُعد درساً بليغ ودافعاً لأن تكون جميع الأعمال والعقود مدروسة ومعروضة على مختصين في القطاع القانوني والمالي والإداري والتنفيذي، كما أن هذا الموقف يعده من المكاسب التي خرج بها في حياته العملية. عادات وتقاليد وحول نظرته إلى واقع المجتمع من خلال عدة اتجاهات يأتي في مقدمتها العادات والتقاليد والتعليم والصحة والعمل والانفتاح والتعصب، أوضح "الصايغ" أن الإجابة عن هذا التساؤلات تحتاج إلى مؤتمرات وندوات؛ لأنك اخترت محاكاة أشياء أساسية لبناء المجتمع والمحافظة عليه، حيث تلعب العادات والتقاليد دوراً أساسياً في المجتمع، فمنها المحمود ومنها المذموم، وهي مثل "شعرة معاوية" أو ك "عملة ذات وجهين" قد تستخدم لخدمة المجتمع وقد تضر به وتتعارض مع مقاصد الدين، مضيفاً أنه على سبيل المثال الكرم صفة محمودة وقد يصل إلى الإسراف المنهي عنه شرعاً، وقس على ذلك كثيراً مثل النظرة الثقافية المتدنية تجاه العمل الحر، مضيفاً أنه من حيث التقاليد فقد غزتنا التقاليد الغربية من خلال الإعلام المفتوح، فلك أن ترى التقليعات في لبس أبنائنا وتصرفات الأسر غير المحمودة، متمنياً أن لا نكون كما "لو دخلوا جحر ضباً لدخلناه"! مبيناً أنه ليس كل موروث من الأجداد محمود، فقد يكون مخالفا للشرع أو لطبيعة الإنسانية، مؤكداً على أنه ليس مع من يردد الخصوصية المطلقة، فنحن مجتمع يعيش في عالم والتأثر وارد، لكن ليس بالصورة التي تخدش الدين والحياء، أو تأثر على العلاقات والضبط الاجتماعي، لكن علينا أن نؤمن أن العالم قرية صغيرة. تعليم مهني وشدّد "الصايغ" على أهمية زيادة نسبة التعليم المهني من المرحلة الثانوية، حيث يستطيع سوق العمل استيعاب جميع مخرجات التعليم المهني التي تتفق مع طموحاته، متمنياً أن يُركّز التعليم على مسائل الوطنية، مع الاهتمام والمحافظة على مقدرات وممتلكات الوطن، كما أود أن يكون للحوار أيضاً فرصة كبيرة بالتعليم العام، مع البُعد عن التلقين، إضافةً إلى أهمية نشر ثقافة الانتقاء من أجل الوطن، ناصحاً بوجود مساحة كبيرة للمعاملة الحسنة في تعليمنا العام، خاصةً وكما قيل "الدين المعاملة"، مؤكداً أن المناهج الحالية قوية، لكن تحتاج إلى كوادر مؤهلة ومدربة لتوصيلها إلى أبنائنا؛ لأن المدرس الخصوصي أصبح له ميزانية خاصة عند كثير من الأسر، مقترحاً أن يكون هناك عشرة أيام في السنة إجبارية لإعادة تأهيل المعلم تحسب له في العلاوة والترقية، وتهتم في طرح أساليب التعليم الحديثة والمناهج الجديدة، وهذا معمول به في الدول المتقدمة؛ لأن المعلم هو الوسيلة التي به ترقى الأمم، ولا ننسى أهمية وجود مدارس ذات بيئة صحية ممكن أن تُعمرها البنوك بقروض ميسرة على الدولة وفق شروط خاصة. عمل حر وعن الصحة في المملكة، قال "الصايغ": أتمنى أن يكون هناك سرير لكل عشرين مواطناً، وأن تكون الكوادر الصحية من الشباب والشابات، مضيفاً أن وزير الصحة لديه رؤية وطموحات يسعى إلى تحقيقها وهذا هو الوقت المناسب، في ظل ميزانيات الدولة الضخمة، مبيناً أنه لو كان مسؤولاً عن الصحة لأقام مضمار جري في كل حي بتنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية لخفض ميزانية الصحة؛ لأن الرياضة راية مشرقة على جباه الأصحاء، إضافة إلى ضرورة فرض أهمية التحليل الشامل السنوي على كل مواطن. وفيما يتعلق بالعمل ذكر أنه مؤمن إيمانا مطلقا بالسعودة، متسائلاً: متى يعي أبناؤنا أهمية العمل الحر؟ ومن يستطيع من أبنائنا في ظل ثقافة المجتمع الحالية تجاه الحرف المهنية أن يعمل مسلّك مجاري أو سائق معدة حفر؟ مُشدداً على أهمية تمييز صاحب القرار بين المهن عندما تناقش السعودة، ناصحاً بتسهيل تراخيص العمل للسعوديين وفق صيغة اتفاقية بينها وبين وزارة الشؤون البلدية والقروية، حيث أن كثرة الشروط على تصاريح فتح الأنشطة حد من طموح بعض الشباب الراغب بالعمل، كما أنه من المهم التفريق بين المؤسسات والشركات الوهمية والحقيقية. انفتاح محمود وتحدث "الصايغ" عن الانفتاح قائلاً: هناك انفتاح غير محمود يسيء لديننا ومجتمعنا، وهناك انفتاح يضيف لنا الكثير، فلولا الانفتاح على العالم لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن من تطور في البنية التحتية للبلد، وتطور في جميع المجالات على المستوى الاجتماعي والصحي والثقافي، مضيفاً أن المجتمعات المغلقة هي مجتمعات جامدة، بل بالعكس العالم الآن مفتوح على مصرعيه، مشدداً على أهمية تعليم أبنائنا كيفية غربلة هذا السيل الجارف دون المساس بالثوابت الدينية والمقاصد الثقافية الصالحة، مع إدراك أهمية الشفافية مع أبنائنا. وعن التعصب أشار إلى أنه السهم المسموم الذي يضرب في خاصرة أي شخص أو فريق أو مجتمع، مضيفاً أنه ما أن دخل التعصب إلى فئة على فئة أخرى حتى دب في المجتمع المنافسة غير المحمودة، فعلى سبيل المثال لا الحصر التعصب الكروي الذي وصل إلى مرحلة التشكيك بالذمم والسب والشتم والتناحر بين الجماهير، لدرجة أن هناك عبارات ومصطلحات تطلق لا تليق بمجتمع إسلامي، مؤكداً أنه ضد التعصب مهما كان لونه وطعمه، فنحن أمة وسط في كل شيء، ناصحاً ببحث أسبابه أو مصادره لكي نوقفها لأن شرها عظيم. وفيما يتعلق ببرامج المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال، أوضح أنها أمر يحث عليه الدين بالدرجة الأولى؛ لأن من أعطي هذا الخير للتاجر هو الوطن بعد توفيق الله، وعليه مسؤولية تجاهه بتبني مشروعات خيرية وتدريبية لأبناء الوطن، ولنا في تجار الغرب وأمريكا أسوة فيما يخص ذلك، حيث قدم الكثير منهم المشروعات تلو المشروعات لأوطانهم، علماً أن هناك تجارا في بلادنا قدموا الكثير، فلهم منا الدعاء لهم بالبركة بالمال وصلاح النية والذرية. «العيب الاجتماعي» مصدر «البطالة»! أوضح "أحمد الصايغ" أنه عندما تتوفر الإرادة والقرار المبني على الدراسة والتخطيط السليم مع توفر الإمكانات بكافة أشكالها سوف يكون من السهل التغلب على كل المعوقات وتجاوزها، مضيفاً أن أهم تلك التحديات التي تواجه الشباب هو الحاجز النفسي المنبعث من المفاهيم الثقافية تجاه العمل الحر، خاصةً الأعمال الحرفية أو الأعمال الصغيرة التي تمثل نسبة كبيرة من العمل التجاري، وهي مصدر رزق لا شك فيه كبير. وشدّد على أهمية دور وسائل الإعلام من صحف ومجلات واعلام مرئي ومسموع، عبر الوقوف تجاه تلك المفاهيم الخاطئة، من خلال الاستشهاد بالأنبياء والرسل والسلف الصالح، الذين لهم الأثر على الإنسانية، وكانوا يمارسون الأعمال الحرفية، إضافةً إلى تشجيع وتدريب الشباب بمجالات منتهية بالتوظيف لإحلال السعودة. وذكر أنه من التحديات التي تواجه الشباب السكن حيث يجد كثير منهم نفسه في مأزق حيال الإيجار أو التملك، وهنا لا بد من حوار الشباب من خلال وسائل الإعلام بالتملك أو الإيجار وفق إمكاناتهم المادية، مع العمل على نشر ثقافة إيجاد المساكن الاقتصادية التي تتناسب مع دخول الشباب، ناصحاً ملاك العقار دراسة دخول المستفيدين والعمل على بناء مجمعات مساكن اقتصادية وإقراضها عن طريق البنوك. وأشار إلى أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه الشباب ومنها "البطالة"، التي لن يتغلبوا عليها إلاّ من خلال تغيير مفاهيمهم تجاه سوق العمل، والتخلي عن التفكير بوظيفة الكرسي المريح مقابل دخل مرتفع، مُشدداً على أهمية وجود منافسة كبيرة بين العاملين سواء في القطاع الحكومي أو سوق العمل على أساس الجودة، مع العلم أن هناك جهودا على استحياء بدأت تظهر لتطبيق معايير الجودة، سواءً على العاملين، أو المنتج، أو آلية العمل في السوق، أو القطاع الحكومي أو الخاص. «العمل الحر» يحارب التستر قال "أحمد الصايغ": إن من أسباب النجاح في العمل بالنسبة له هي الجدية والنزاهة والأمانة وتحديد الأهداف، إضافةً إلى قياس ما تحقق في كل عام، مضيفاً أن العدل بين العاملين مهم في نجاح رجل الأعمال، مبيناً أن من أهم أسباب نجاح رجل الأعمال الحرص على إخراج حق الله من زكاة وصدقة، وإدراك أنه لولا توفيق الله لما تحقق له أي نجاح. وشدّد على أهمية الهروب عن العواطف في العمل حتى مع الأبناء، ناصحاً الشباب بالاتجاه إلى العمل الحر، فتسعة أعشار الرزق بالتجارة، مبيناً أن سوق العمل مفتوح لجميع فئات التجار، كما أن على الشباب عليهم التغلب على فكرة وظيفة الكرسي. وتأسف على تستر البعض على العمالة الأجنبية، مضيفاً أنه يعيش بين جنبات هذا الوطن أكثر من ثمانية ملايين عامل وافد، ولو استطعنا أن نسد ولو نصف هذه النسبة من الشباب لكفى، ناصحاً التجار بتسهيل العمل لأبنائنا، مشيراً إلى أن العمالة تأتي إلى المملكة وليس معها سوى ما تلبسه، وتخرج ويدها تقبض على ثروة تغنيها وأسرتها وقريتها بأكملها. وأوضح أنه من الحلول المساعدة على التغيير للأفضل نشر ثقافة العمل الحر، خاصةً الأعمال الحرفية بين الشباب والشابات، إضافةً إلى زيادة جرعة التعليم المهني المنتهي بالتوظيف، والسعي بكل السبل إلى تقليص نسبة العمالة، كما أنه على المواطن أن يعي دورة في الكشف عن التستر التجاري، ومساعدة هيئة مكافحة الفساد في الكشف عن الأمور السلبية بكل أنواعها، إلى جانب فرض السعودة في المحلات التجارية، حتى لو كان مقابل كل أجنبي مواطن ولو بالإحلال التدريجي.