أعرب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة عن عظيم شكره وتقديره لوالد المقتول مهمل محمد الحارثي وجميع أهل المقتول وأسرته لعفوهم عن قاتل ابنهم وهو قريبهم القاتل فايز محمد الحارثي وتنازلهم لوجه الله سعياً منهم لتوثيق روابط الأسرة واعادة الوئام إلى الأشقاء وأبنائهم معربا سموه الكريم عن شكره لكل من ساهم في هذا العمل الخيري من أعضاء لجان الاصلاح ومشايخ القبائل وكل من كان له دور في هذا الصدد، داعياً الله أن يجزي الجميع خير الجزاء على عملهم الصالح. ومن جانبه أعرب معالي محافظ الطائف ورئيس لجنة اصلاح ذات البين عن تقديره وشكره لأسرة الحارثي لعفوهم عن قاتل ابنهم لوجهه تعالى وعلى عملهم النبيل الذي قصدوا به وجهه تعالى مؤكدا معاليه ان ذلك ليس بمستغرب من أبناء هذا المجتمع السعودي النبيل الذي تربطهم أواصر الدين والمحبة والقرابة وقال ان مثل هذه الأعمال الصالحة تعكس الوجه الناصع للمجتمع السعودي المسلم ونبل هذا الشعب وكرمه وتسامحه وعفوه عند المقدرة مثمنين الجهود التي بذلت من قبل أعضاء لجان الاصلاح والمشايخ ومساعيهم في هذا العمل الخير داعين العلي القدير أن يجزي الجميع الخير والمثوبة.وفيما يلي تفاصيل قصة عفو الحارثي عن شقيقه قاتل ابنه - كما يلي: بتوفيق الله وقدرته ومشيئته ثم بوجاهة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة اصلاح ذات البين والعفو بمكةالمكرمة ومعالي محافظ الطائف ورئيس لجنة اصلاح ذات البين بالطائف الأستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر عفا مواطن بالطائف عن شقيقه قاتل ابنه قبل 11 عاماً. وفي تفاصيل قصة القاتل التي حدثت في جنوبالطائف واهتزت بسببها قرية «مثان» مسرحية الجريمة الواقعة على بعد 120 كيلومترا عن الطائف واحدى قرى ميسان بالحارث. وعلى اثر خلاف مالي بين القاتل فايز محمد الحارثي وابن أخيه المقتول عبدالله مهمل الحارثي أدى ذلك إلى مشادة كلامية تطورت إلى استخدام السلاح حيث اطلق القاتل عدة طلقات من بندقيته «الرشاش» أودت بحياة القتيل «ابن أخيه» وتوصلت الجهات الأمنية بمنطقة ميسان إلى القاتل بعد ساعات من وقوع الجريمة حيث اعترف الجاني بجريمته مبديا ندمه لما حدث منه بقتل ابن اخيه الذي كان الشيطان وراء هذه الجريمة النكراء بين الأقرباء حيث أودع السجن منذ وقوع الجريمة قبل 11 عاما وخلال هذه الفترة ظلت مساعي الخير متواصلة للوصول إلى اصلاح هذه الفجوة الكبيرة والكارثة التي وقعت بين الأشقاء وأبنائهم، وحيث ان هذه الجريمة وقعت بين أبناء الأسرة الواحدة ويترتب عليها الكثير من العواقب الوخيمة فيما لو استمرت القطيعة لا قدر الله الا ان ادراك صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة اصلاح ذات البين والعفو بمنطقة مكةالمكرمة وحبه لفعل الخير تمشيا مع التوجيهات الكريمة من ولاة الأمر حفظهم الله لكل ما من شأنه العفو واصلاح ذات البين حيث وجه سموه الكريم لجان اصلاح ذات البين بمكةالمكرمة ومحافظة الطائف ونتيجة لمساعي تلك اللجان وبتوفيق الله ثم بمتابعة حثيثة لرئيس لجنة اصلاح ذات البين بمحافظة الطائف الأستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر توصلت اللجنة إلى الحصول على العفو من والد المقتول مهمل محمد الحارثي 75 عاماً حيث عقدت لجنة صلح في قرية مثان بالحارث حضرها كل من الشيخ عبدالله حماد العصيمي عضو لجنة إصلاح ذات البين بمكةالمكرمةوالطائف والشيخ عبدالله الغريبي وعدد من أعيان ومشايخ بالحارث منهم الشيخ سفر عائض الحارثي وبعد مداولات كثيرة واسداء النصح والارشاد والتوجيه إلى أقارب المقتول وبحضور أبناء القاتل وهم نشمي 15 عاما وسفر 12 عاما وعلي 11 عاما انزل الله رحمته في قلب عمهم والد المقتول مهمل وانهمرت عيناه بالبكاء وسط ذهول الحضور حيث اطلق كلمة العفو على قاتل ابنه لوجه الله تعالى وتضرع الجميع له بالدعاء بقبول هذا العمل وأن يجعله خالصاً لوجه الله، كما ذرفت أعين أبناء المقتول بالبكاء دموع فرح وحزن بتلك البشرى التي لا تقدر بثمن وبذلك الموقف الشهم من عملهم مما حدا بهم إلى الارتماء في جوف عمهم مقبلين يديه ووجهه ورأسه والدموع تذرف من أعينهم وهكذا انتهت تلك الجلسة بكتابة تنازل الصلح والعفو بشهادة الحضور تمهيدا لتوثيقه شرعا وانهاء بقية الاجراءات المتعلقة بذلك. من جانبه قال الشيخ سفر بن عائض الحارثي: في البداية نحمد الله عز وجل ان وفقنا إلى الوصول إلى العفو عن فائز، مؤكدا ان مساعي الخير كانت منذ وقوع الحادثة حيث انها أسرة كبيرة متماسكة وكاد أن يقع بها شرخ كبير في علاقتهم الأسرية بوقوع هذه الجريمة لولا تدخل الأميرعبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، مشيراً إلى ان اللجنة استخدمت عدة أساليب منها التهدئة والنصح والارشاد والتذكير بصلة القرابة والرحم وأجر العفو في مثل هذه الحالة. ويقول عائض بن محمد الحارثي أخ القاتل وعم القتيل: ان بداية القضية كانت بسبب اختلاف حول مبلغ مالي تطور إلى مشادة كلامية استخدم فيها القاتل السلاح حيث اطلق من بندقيته الرشاش عدة طلقات أودت بحياة «عبدالله» وفي اليوم ذاته وبعد أن باشرت الجهات الأمنية الحادثة اتضح ان القاتل هو أخونا «فايز» علماً اننا لم نكن نعلم عن أي خلاف سابق بينهما فأصبنا بذهول كبير من عظم الحادثة مؤكداً ان القاتل أبدى أسفه وندمه من تلك اللحظة وانها ساعة سيطر عليه فيها الشيطان. ومنذ ذلك الحين لم انقطع ولم أمل السعي بين العائلتين في طلب العفو من والد المقتول واستمرت هذه المساعي الخيّرة التي كانت تسير بخطى حثيثة ومتابعة جادة من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز - يحفظه الله - ومعالي محافظ الطائف الأستاذ فهد بن معمر وعدد كبير من المشائخ والمصلحين الذين سعوا في الاصلاح وتكللت هذه الجهود ولله الحمد بالتوفيق. وعن لحظة العفو قال عائض: هي لحظة لا توصف سيما عندما ضج المكان بالتكبير والتهليل عندما عفا والد القتيل عن القائل وعبر الحارثي عن عظيم شكره وتقديره لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز ولمعالي محافظ الطائف الأستاذ فهد بن معمر ولكل من ساهم في حل هذه القضية من محبي الخير وفاعليه، كما شكر أخاه «مهمل» الذي عفا عن القاتل وأسهم بذلك في لم شمل وشتات الأسرة بعد أن كادت هذه القضية تتسبب في شتاتها وفرقتها داعياً المولى عز وجل ان يكتب له الأجر ويجزل له المثوبة وأن يحفظه من كل مكروه، مؤكداً ان خروج أخيه «فايز» من السجن سيشكل له حياة جديدة وسيكون كأنه مولود من جديد الأمر الذي سيجعله عضوا فاعلا صالحاً في مجتمعه. أما القاتل فايز محمد الحارثي فقال: لقد عشت الندم منذ اللحظة الأولى ولم يفارقني منظر ذلك الموقف الذي نزع فيه الشيطان بيني وبين ابن أخي واليوم حينما أعلن شقيقي مهمل عن عفوه عني فقد غمرني بجميل لم ولن أنساه وسأعيش حياتي كلها مديناً لشقيقي بهذا الجميل وهذا النبل وهذا الكرم واحمل هذا الجميل أمانة في عنقي وعنق أبنائي جميعاً ما حيينا.. وأسأل الله أن يجعل هذا العمل في موازين حياة شقيقي وزوجته لعفوهم عني وتنازلهم لوجه الله تعالى.