اختار مدرب المنتخب السعودي الأسباني لوبيز كارلو 28 لاعباً لمعسكر "الأخضر" الإعدادي لمباراة منتخب الصين يوم الأربعاء المقبل ضمن الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا 2015م، ولأن المدة التي تفصلنا عن مباراة الصين قصيرة (أقل من أسبوع) فإن عدد اللاعبين الذين اختارهم لوبيز يعتبر كبيراً كونه لا مجال لتجربة اللاعبين أو خلق الانسجام بينهم لا سيما وأن المباراة ستقام في الدمام وهو الأمر الذي لا يستدعي ضم عدد كبير من اللاعبين احتياطاً لأي إصابات. التشكيلة التي اختارها الأسباني لوبيز تثير عدداً لا محدوداً من علامات الاستفهام والتعجب، أتحدث بالتحديد عن اختياراته لعدد من الأسماء واستبعاده لأخرى فالمدرب الجديد استبعد أحد أفضل المدافعين السعوديين في المرحلة الحالية مدافع الاتحاد أسامة المولد الذي يعد المدافع السعودي رقم واحد سواء مع فريقه أو خلال مشاركاته مع المنتخب السعودي، حقيقة لا أجد مبرراً لاستبعاد المولد من المنتخب خصوصاً في ظل وجود أسماء مستوياتها أقل منه بمراحل كمدافع النصر عمر هوساوي على سبيل المثال ومدافع الاتحاد أحمد عسيري، حتى مدافع الأهلي أسامة هوساوي الذي كان هو المدافع الأبرز في المواسم الماضية تراجع مستواه اخيراً بشكل ملحوظ نتيجة ابتعاده عن أجواء المباريات خلال فترة احترافه في اندرلخت البلجيكي، ومن المفاجآت التي فاجأنا بها الأسباني لوبيز تجاهله مدافع الفتح المميز بدر النخلي وهو المدافع الذي ساهم بشكل فعّال في تصدر الفتح دوري "زين" السعودي للمحترفين. ويُحسب للمدرب لوبيز استدعاءه مدافع الشباب حسن معاذ بعد أن استبعده المدرب الهولندي ريكارد في الاونة الأخيرة، في المقابل يعتبر مدافع النصر خالد الغامدي جديراً بارتداء شعار الأخضر السعودي قياساً على مستوياته المميزة في هذا الموسم بيد أن لوبيز كان له رأي مغاير، أما استدعاء لاعب لولي تانو البرتغالي عبدالله عطيف للأخضر السعودي فهو قرار يحسب للمدرب (وإن وجد معارضة من بعض النقاد والمحللين) كونه يعرف إمكانيات عطيف جيداً خلال فترة إشرافه عليه مع منتخبنا الشاب، وبمناسبة الحديث عن البرتغال اتساءل عن سبب عدم استدعاء لوبيز للاعب بيرا مار البرتغالي صالح الشهري الذي فرض اسمه على البرتغاليين وبات أحد الأوراق الرابحة في فريقه؟ في كرة القدم لغة الأرقام عادة تكون هي الفيصل في أي مقارنة ووحدها هي اللغة التي لا يمكن أن تكذب أو تُزيف، فمقياس المهاجم الناجح هو عدد أهدافه ومعدله التهديفي إلا أن مدرب الأخضر السعودي لوبيز يبدو أن مقياسه مختلف إذ برز ذلك خلال اختياراته لمهاجمي منتخبنا، فليس من المعقول أن تستبعد هداف دوري "زين" بالنسبة للمهاجمين السعوديين من تشكيلتك وتضعه خارج حساباتك، الحديث عن ياسر القحطاني الذي يقف على هرم المهاجمين السعوديين في قائمة هدافي الدوري برصيد تسعة أهداف (اثنان منها من ركلتي جزاء)، وليس من المنطق والعقل أن تستبعد مهاجماً بحجم وبإمكانيات محمد السهلاوي الذي يعتبر رابع الهدافين السعوديين، الأدهى والأمر بل لا أبالغ إن وصفته ب "الكارثة" أن يكون استبعاد ياسر القحطاني ومحمد السهلاوي يقابله ضم المهاجم نايف هزازي الذي لم يسجل مع فريقه في هذا الموسم سوى هدف يتيم خلال الدقائق ال 919 التي شارك فيها مع فريقه في دوري "زين"، بل أن آخر مباراة لعبها مع فريقه كانت قبل أكثر من شهر ليس كذلك فحسب بل أن الاتحاديين اشتكوا كثيراً من عدم انضباطية هزازي في الفترة الأخيرة وغياباته المتكررة عن التدريبات وسفره الدائم إلى دبي، والسؤال الذي يطرح نفسه بأي منطق اختار لوبيز هزازي وفضله على القحطاني والسهلاوي؟ وإن كان لوبيز مقتنعا بإمكانيات هزازي "زمان" فأين إدارة المنتخب عن اللاعب وهو غير المنضبط مع ناديه؟ لأن ارتداءه شعار الأخضر السعودي يعتبر تكريماً له على غياباته وسفره للخارج بدون عذر وهو مايتنافى مع الاحتراف الذي نطالب بتطبيقه من أجل تطوير رياضتنا. تركي الغامدي * قناعات المدرب الأسباني لوبيز التي أظهرتها لنا التشكيلة الأولية لمباراتي الصين وأندونيسيا لا تبشر بالخير ولا يمكن أن تزرع في نفوسنا التفاؤل الذي يطالب به المسؤول بل أن الواقع يؤكد بأن نتائج منتخبنا في الفترة الماضية لن تتغير بهكذا فكر وهكذا قناعات، وكل ما نخشاه أن لا نجد لنا مقعداً بين منتخبات التي ستتواجد في استراليا لخوض نهائيات أمم آسيا 2015م. مكةالمكرمة *