اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء ان وزارتها تنوي من الان وصاعدا ان ترد عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي على "دعاية" القاعدة والمجموعات الاسلامية الاخرى. وقالت كلينتون التي ستترك منصبها خلال عدة ايام، خلال جلسة استماع في الكونغرس الاميركي حول اعتداء بنغازي، ان وزارة الخارجية بدأت تشكيل "هيكليتين للتصدي للتطرف" الذي يبث عبر الانترنت خصوصا عبر تويتر. واضافت ان "وسائل الاعلام الاجتماعية مفيدة بشكل كبير". واوضحت ان "خلية عملانية داخل وزارة الخارجية بدأت بمحاولة الرد على القاعدة وعلى دعايات جهادية اخرى". وقالت ايضا انه في حال نشر اسلاميون متطرفون مثلا "شريط فيديو يظهر الى اي درجة ان الاميركيين هم مرعبون سوف نبث شريط فيدو يظهر الى اي مدى هم (المتطرفون) مرعبون" وذلك للتصدي لغموض المجموعات الاسلامية المتطرفة "عبر القنوات الاعلامية التي يتواصلون من خلالها مع الناس". واجرت كلينتون مقاربة تاريخية مع "التصدي للشيوعية الدولية والاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة" عندما "كنا نتصل مع عشاق الحرية خلف الستار الحديدي عبر وسائل الاعلام". واضافت ان "التحدي مشابه حتى وان كان العالم مختلفا". وكانت كلينتون خلال فترة وجودها على رأس وزارة الخارجية الاميركية مدافعة كبيرة عن حريات الانترنت. وكانت كلينتون دافعت بقوة الاربعاء امام الكونغرس عن ادارتها للهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي في ايلول/سبتمبر محذرة من التطرف في شمال افريقيا. وقضت كلينتون قبل ايام قليلة من ترك منصبها لخلفها جون كيري وهي في ذروة شعبيتها، ساعات طويلة امام لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي الشيوخ ثم النواب في جلسات استماع سادها توتر شديد ولقيت تغطية اعلامية مكثفة. وكانت كلينتون انفعالية في كلامها فكبتت دموعها احيانا وثار غضبها احيانا اخرى ولا سيما عند التحدث عن مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة اميركيين اخرين في الهجوم الذي شنته مجموعة من المسلحين في 11 ايلول/سبتمبر على القنصلية الاميركية في بنغازي الليبية. وردت غاضبة على السناتور رون جونسون الذي كان يسألها مرارا وتكرارا لماذا ربطت ادارة الرئيس باراك اوباما الهجوم في بادئ الامر بتظاهرات احتجاج ضد شريط فيديو معاد للاسلام على الانترنت. وقالت وهي تضرب بقبضتها على الطاولة "كان لدينا اربعة قتلى اميركيين، ذلك كان الواقع. أكان ذلك بسبب تظاهرة ام لان بعض الاشخاص خرجوا ذات ليلة وقرروا قتل اميركيين؟ هل ان ذلك سيحدث فرقا؟" وتابعت"من واجبنا ايها السناتور ان نوضح ما الذي جرى ونبذل كل ما في وسعنا لمنع تكراره في المستقبل". وحضت على استخلاص العبر من الهجوم في مواجهة مشهد سياسي يشهد تغيرات سريعة في اعقاب الربيع العربي. وقالت ان هجوم "بنغازي لم يحصل من العدم" محذرة من مخاطر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وتابعت "ان الثورات العربية بلبلت ميزان القوى في المنطقة برمتها". وقالت"بعد بنغازي كثفنا حملتنا الدبلوماسية لتشديد الضغط على تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي ومجموعات ارهابية اخرى في المنطقة".