شاهدتُ على قناة ديسكفري تجربة لرؤية مناطق الدماغ أثناء عملها (بالألوان).. وبالصدفة لاحظ أحد العلماء ان بعض المناطق تتحول الى اللون الأحمر (بدل الأزرق) حين يكذب الشخص أو يدعي عكس ما يعلم ويفعل.. وهذه التقنية تعني إمكانية فضح الكاذب من الصادق وأخذ شهادة المتهم (منه ضد نفسه).. فما أن يشك رجال الأمن في احد الأشخاص حتى يحيلوه الى قسم الأعصاب حيث يصور دماغه اثناء توجيه الأسئلة اليه. وحين يُسئل مثلا: هل قتلت "فلاناً" سيضيء دماغه باللون الأحمر ويشهد عليه حتى لو أجاب بالنفي !! .. ويعتقد الدكتور فرانك اوجدين (من مركز فانكوفر للدراسات التكنولوجية) ان بصمة الدماغ - كما يطلق عليها - ستحل محل البصمات العادية خلال عشرين عاما من الآن .. وحين تكتمل عناصرها - وتقبل في المحاكم - ستكون أحدث إضافة الى قائمة طويلة من "البصمات" التي تشهد ضدنا.. فبصمة الاصابع قد تكون الأكثر قدماً وشهرة ولكنها ليست الوحيدة التى تميزنا عن غيرنا؛ فنحن في الحقيقة نملك أكثر من 34 بصمة مؤكدة - ناهيك عن آلاف الاثباتات الناتجة عن الجمع بين ثلاثة او أربعة منها.. خذ على سبيل المثال: * البصمة الوراثية (او الحمض النووي D.N.A) الذي يمكن استخراجه من أي عينة جسدية ؛ كالجلد والشعر والظفر وسوائل الجسم.. * والبصمة الخاصة بحدقة العين التي لاتقل قوة عن الأصابع في إثبات تفردنا عن الآخرين. * ونبرة الصوت التي لايمكن ان تتشابه بين شخصين ويمكن تمييزها ورسمها كخطوط بيانيه! * كما يشكل صيوان الاذن بتدرجاته وانحناءاته بصمة قوية لاتحتاج لتقنية أو تحضير (وهي بالمناسبة البصمة التي كشفت كذب المرأة التى ادعت أنها أناستازيا الوريثة الوحيدة لآخر القياصرة الروس).. * وهيكل الوجه وتضاريس الجمجمة يمكن اعتمادهما كبصمة قوية لاتخطئ ؛ فلكل منا استدارة وانحناءات وتعرجات تتناسب وتترابط بطريقة لايمكن أن تتشابه مع الآخرين!! * ولكل إنسان أيضا رائحة فريدة تعد بمثابة بصمة يمكن لأجهزة الشم الآلية مقارنتها مع عشرات الروائح المخزنة بذاكرتها!! * وفي حالة تحلل الجسم واحتراقه بالكامل تبقى "الاسنان" البصمة الوحيدة لتحديد الهوية.. فقوس الفك وترتيب الاسنان ومستويات نموها تشكل بصمة فريدة (أكدت هوية الجثة المحترقة لأدولف هتلر)!! * وظاهر اليد يضم توزيعا فريدا للشرايين والعروق بحيث تشكل بصمة يستحيل تزويرها/ ويمكن التعرف عليها بوضعها فوق جهاز تصوير ليزري!! * حتى حين نمشي نفعل ذلك بطريقة فريدة لانشبه فيها احداً .. وهذه الظاهرة يمكن ان تستغل لاثبات هوية المجرم فيما لو تم (مثلا) تصويره برحدى كاميرات المراقبة!! * أضف لهذا كله هناك بصمة اللعاب وشعر الرأس وخط اليد وتضاريس الجمجمة وأخاديد اللسان ورؤوس المفاصل وصور العظام وطريقة قضم الطعام... التي قد تبرز كبصمة إثبات في ظرف استثنائي.. * أما الأغرب من هذا كله فهي البصمة الحرارية التي يمكن تصويرها بكاميرات خاصة (حتى بعد مغادرتك للموقع) وبالتالي تأكيد تواجدك من عدمه في هذا المكان أو ذاك .. ولا تستغرب كثيرا؛ فجميعنا يترك بعده نسخة حرارية يشعر بسخونتها من يجلس بعدنا على الكنبة