ستحدد الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية في الدور الاول من كأس الامم الافريقية التاسعة والعشرين لكرة القدم المقامة في جنوب افريقيا الى حد كبير مصير المنتخبات الاربعة وبالاخص لقاء غانا مع مالي. ويشهد ملعب نيلسون مانديلا باي في دوربان اليوم لقاء مصيريا آخر بالنسبة الى طرفيه على حد سواء الكونغو الديمقراطية والنيجر، فالاولى محتاجة الى الفوز الذي سيرفع رصيدها الى اربع نقاط بعد تعادلها مع غانا 2-2 ويضعها على السكة الصحيحة قبل المواجهة الاخيرة والحاسمة مع مالي، والثانية ربما تخرج خالية الوفاض بعد ان تكون منيت بهزيمتها الثانية على التوالي بعد الاولى في الجولة الاولى على يد مالي بالذات صفر-1. سيكون اللقاء مفصليا بين غانا ومالي، المنتخبين المتقاربين في التصنيفين الافريقي (4 مقابل 3) والعالمي (26 مقابل 25)، لكن المبارة الافتتاحية لكل منهما لا تؤكد ذلك اذ بدا الفارق بعيدا في المستوى ويميل لمصلحة غانا باشراف المدرب المحلي كواسي ابياه الذي عزا النتيجة الى اخطاء تكتيكية ارتكبها لاعبوه ادت الى التعادل بعد ان تقدموا 2-صفر. وبعيدا عن كل ذلك، سيكون ملعب نيلسون مانديلا باي (45 الف متفرج) هو الفاصل وخلافا لنظرائه، اقتصد مدرب المنتخب الغاني المرشح الاوفر حظا لحجز احد البطاقتين الى ربع النهائي، في الكلام احتراما للمنتخبات الاخرى راميا المسؤولية على لاعبيه. وقدم لاعبو غانا وفي مقدمهم جيان اساموا وكوادوو اسامواه، لاعبا العين الاماراتي ويوفنتوس الايطالي، وكريستيان اتسو وايمانويل اغييمانغ بادو مع لاعبي الكونغو الديموقراطية افضل عرض حتى الان. ويجب الا ينسى كل من المنتخبين انهما وقعا قبل عام في مجموعة واحدة ففازت غانا في الدور الاول 2-صفر، وثأرت مالي في مباراة المركز الثالث بالنتيجة ذاتها، ويتعين ايضا على جيان ان يتذكر انه يواجه الحارس مامادو ساماسا الذي صد له ركلة جزاء وصارت مالي بفضله ثالثة البطولة السابقة، والذي تعمق في اختصاصه بعد ان صد ركلة جزاء لمنتخب النيجر في الجولة الاولى. وكان منتخب "الفهود" يحسب له الف حساب في اواخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي حين احرز اللقب الافريقي مرتين (1968 و1974) وتأهل مرة واحدة الى نهائيات مونديال 1974 في المانيا (الغربية). وتملك الكونغو الديمقراطية كثيرا من العناصر التي تصنع الفوز خصوصا القائد تريزور مبوتو وديوميرسي مبوكاني صاحبي الهدفين في اللقاء الاول، وتريزور لوالوا لومانا وسيدريك ماكيادي. وعلى المقلب الاخر لم يقدم "غزلان المينا" النيجرين ما يشد الانتباه اليهم في المباراة الاولى، ولا يزالوا يتحسرون على الخسارة امام مالي علما بان منتخب بلاده تأهل الى النهائيات للمرة الثانية على التوالي وفي تاريخه وخرج من النسخة السابقة في غينيا الاستوائية والغابون قبل عام من الدور الاول بعد ان تلقى 3 هزائم.