فاصلة : « ليس ثمة شيء صعب جداً بالنسبة الى الشباب » - حكمة يونانية - توقفت عند هذه العبارة «وطني لم يدعمني» وقد وردتني في رسالة عبر بريدي الإليكتروني من الأخ أحمد بن عيسى الحسينان مؤسس منتدى المسنين http://www.mosneen.net/forum/ الشاب يعمل في المجال الاجتماعي مايقرب من 12 عاما ولأنه يعشق كبار السن والمسنين أنشأ موقعا يحث الشباب والفتيات بالاهتمام بآبائهم وأمهاتهم وأجدادهم وجداتهم الكبار وهو الموقع الوحيد عربيا . يقول : (سافرت لبعض مدن المملكة لتجميع المادة العلمية ووجدت القليل من المؤسسات والدوائر الحكومية التي تهتم بكبار السن .. مثل وزارة الشؤون، وزارة الصحة، إدارة التقاعد والمعاشات والأمانة العامة لمجلس التعاون وغيرها، وبعدها سافرت إلى بعض دول الخليج ووجدت دعما معنويا رائعا وبعدها سافرت الى بعض الدول العربية ووجدت تعاوناً مضنيا من الكثير، ولا أقول خسرت من جيبي الخاص المال، ولكني أقول إن وطني لم يقف معي ولم يدعم مشروعي هذا مالياً .. أنا من طبعي غني النفس ولا أحب الاستجداء من أحد هكذا كانت تربيتي ولله الحمد). في ظل تهميشنا لعمل أمثال أحمد أتت موقعه دعوى رسمية من المجلس الأعلى للأسرة في دولة قطر للمشاركة في المؤتمر الأول للمسنين العالمي في قطر. أما نحن فحين نعد مؤتمراً فان الأولوية للأكاديميين وذوي المناصب العليا للتنظير فقط أما الشباب أصحاب التجارب المميزة فلا يعتد بهم . يقول احمد: (وفي المؤتمر جاءني مندوب وكالة عالمية وعرض عليّ شراء الموقع بمبلغ 40 ألف دولار أمريكي على أن يكون لهم حق الامتياز في كل شيء ويكون دوري الإشراف من داخل الخليج فقط والترحيب بالأعضاء الجدد وكتابة بعض المواضيع عن المسنين في الخليج العربي .. عندها جاءني إحباط كبير جدا بهذا الطلب .. نعم أنا دفعت على الموقع أكثر من 42 ألف ريال، ولكن رفضت ذلك العرض في سبيل أن يكون هذا الموقع هو أحد أبنائي أُعنى بشأن رعايته والاهتمام به ..) هذا هو أحمد واحد من آلاف الشباب الطموح لدينا والذين لم تستطع مؤسساتنا المعنية الوصول إليهم .. جميل ما نقرأ عبر الصحف عن نشاطات مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين ولكن ماذا عن الطموحين والمبتكرين ألا يمكن أن نساعدهم؟ هل الاهتمام فقط بذوي القدرات الخارقة عقليا ؟! تذكرت حينها مقالة الزميل ثامر الصيخان في جريدة الحياة حيث كتب عن رسالة وصلته من شاب يدعى «عبدالرحمن الطرابزوني»... وهو طالب سعودي في جامعة MIT... حصل أخيراً على جائزة رابطة الطلاب العرب في الجامعة، إضافة إلى عضوية «مجلس المستقبل» وهو مجلس استشاري لشركة مايكروسوفت، ناهيك عن أنه طالب متفوق في جامعة يتخرج فيها عباقرة العالم، ومع ذلك تجاهلته وسائلنا المسموعة والمرئية والمقروءة. احمد وعبد الرحمن ليسا وحدهما المهمشين من قبل إعلامنا، هناك الكثير فقط أرجو من الشباب أن يظلوا يصرخون في آذاننا دوماً بأننا مقصرون تجاههم عسى أن يزول الصمم يوماً ما .