"بتزوج بنية تجديد شبابي".. عبارة يتخذها كثيراً من كبار السن المتزوجين ذريعة للزواج مثنى وثلاث ورباع، دون النظر إلى ما قد يترتب على هذا الزواج من ضرورة توفر القدرة الجسمية، وما يتبعها من تكاليف مادية قد يكون غير قادر عليها، إضافة إلى تربية الأطفال والاهتمام بهم، بينما يكون الزواج لدى آخرين مثلهم، حباً في الظهور أمام المجتمع بمظهر آخر يوحي أنهم مازالوا نشيطين وفي شبابهم، ويرجع ذلك إلى عوامل نفسية افتقدوها من زوجاتهم الأول مع التقدم في السن واهتمام بحياة الأبناء أكثر من الزوج. تقارب عمري وأيّد "سمير الخشرمي" -إعلامي- زواج كبار السن، حيث إن الزواج مهم للذكر والأنثى على حد سواء، وفي أي عمر ابتداء من مرحلة البلوغ فما فوق، إذ يكون الرجل محتاجاً أكثر إلى رعاية أكبر خاصة عند كِبر عمره وعجز زوجته أو فقدها، وحاجته إلى الرعاية وبالتالي يكون الزواج مبرراً؛ شريطة أن يتزوج بامرأة قريبة من سنه، وذلك حتى يكون هناك تناسب في السن يعطي قرباً من ناحية فكرية ونفسية أكبر، معارضاً زواج كبار السن من أجل الوجاهة، أو حتى يبرهن للآخرين أنه لا يزال بنشاطه وقوته أو أن الزواج يُجدّد حياته. واتفقت معه "أم أيمن" مبينةً أن الزواج في أي سن له مبرراته، وقد يكون بعضها واضحا أمام الناس، وقد لا يتضح، إلاّ أن الأهم هو أن يتأكد الرجل من كفاءته لهذه المهمة غير السهلة من جميع الجوانب. زواج كبير السن من فتاة تصغره بالعمر عقوداً ينتهي إلى عدم توافق مطالب غريبة وذكر "زاهر بن ظافر الشهري" أن الرجل كلما كبر في العمر ازدادت مطالبه بشكل غريب، وربما تصل إلى زواج لا يؤيده من حوله، واصفاً زواج المسنين ب"ترزز وكبر"، مبيناً أن معظم أعذار المسنين نحو الإقدام على الزواج مرة أخرى تعتبر أعذارا وهمية وغير دقيقة مثل أن الزوجة الأولى لا تهتم به، أو مشغولة عنه بأبنائها، دون وجود أعذار منطقية -غالباً-، فضلاً عن عدم حفظ المعروف للزوجة الأولى بعد كل هذه السنين، مبيناً أن الزواج ليس مجرد امرأة تهتم بالرجل الذي يجب أن يكون مسؤولاً عن تربية الأبناء، ولديه مسؤوليات كاملة تجاه زوجته يجب أن ينفذها كما يجب. قدرة مالية وصحية وشدّد "محمد العمر" على أن الدين لم يحرم الزواج بسبب كبر العمر، مبيناً أنه يؤيده شريطة أن يكون الرجل مقتدراً مالياً وصحياً، إلى جانب أن لا يكون فيه ظلم على الزوجة الأولى، والأهم من ذلك كل التراضي بين الطرفين بدون بيع أو شراء أو تغرير بأحدهم لصالج الثاني، لافتاً أن الناس مختلفون عن بعضهم البعض من ناحية القوة والاستعداد البدني والنفسي. ولا ترى "هيفاء الشهري" بأساً في زواج الرجل بامرأة قريبة من عمره، خصوصاً إذا أصبح وحيداً أو توفيت زوجته، فإن ذلك شيءٌ مرحّب به، ولكن أسوأ ما يحدث هو أن يتزوج بفتاة صغيرة في العمر، وتكون بينهما فجوة كبيرة تسبب لها تعاسة وإحباطا. أبناء زوجوا آباءهم بحثاً عن من «يونسه» ويراعيه ويقضي احتياجاته.. روح شباب وأشارت "أم أحمد" إلى أن زواج كبير السن يعتمد على طبيعة الرجل وأسلوب حياته، مبينة أن هناك كثيرا من النساء سعدن بالزواج من كبير السن، بعد أن ذقن الأمرين مع الشباب، مستشهدة بقصة إحدى صديقاتها التي كانت مطلقة من شاب ثم تزوجت بعد ذلك من رجل خمسيني لتكون هي الثانية، حيث روت لها صديقتها التجربتين التي مرت بهما، وخلاصة تجربتها الأولى أن طليقها الأول شاب وقريب من سنها لكنه بعقل "شايب" ولم تجد معه السعادة، أما زوجها الثاني فهو رجل في بداية الخمسينات لكنه شاب في الشكل والجوهر ووجدت معه المودة والرحمة وصارت ترى فيه الزوج والأخ والأب، إلى جانب أنه يعدل بين الزوجتين، ويمتلك ذكاء تواصليا، مبينة أن رجل بهذه الصفات يسهم في نجاح زواجه، وتجديد شبابه، في حين لو كان عكس ذلك فالأفضل له أن لا يدخل تجربة ليس أهلاً لها؛ لأنه سيشقي نفسه قبل أن يشقي غيره. رفيقة العمر وترى "أمل" أن زواج كبار السن يزيد من شيخوختهم ولا ينقص منها؛ لأنه سينجب ويربي ويُدرّس ويهتم بأطفاله بين مدارسهم وإذا تعبوا ذهب بهم إلى المستشفى حتى تصبح عبارة "يا ليل ما أطولك" ملازمة له، داعية كبير السن أن يهتم برفيقة العمر، وأن يجدد حياته وشبابه معها. تجديد النفسية وبين "عبدالله العمير أن الزواج لا يجدد الشباب، فما ذهب من العمر مضى ولن يعود، ولكن يمكن القول أنه يجدد نفسية الشخص، وهذا ممكن إذا كان الرجل مقتدراً صحياً ثم مالياً، إلى جانب أن يكون فارق السن قليلاً، بحيث لا يتزوج رجل في الستين من امرأة عشرينية؛ لأن هذا الزواج غير متوافق بكل المقاييس، مشيراً إلى الرغبة في الزواج موجودة لدى كثير من الرجال، حتى لو لم يجاهروا بها، فبعضهم يتمنى الزواج ثانية وثالثة وربما رابعة إذا كانت صحته بخير وأموره المالية جيدة، منوّهاً بعض الرجال في الخمسين والستين من أعمارهم ربما يكونون أكثر قدرة وعطاء من الرجال الذين في الثلاثينيات من أعمارهم، وقد يكون الزواج من الثانية فيه خير أيضاً للأولى؛ لكسر الجمود العاطفي بعد هذا العمر المديد، ولابد من فهم طبيعة الرجل التي خلقها الله -عز وجل- مختلفة عن طبيعة المرأة. عدل الزوج وترفض "كوثر" فكرة زواج كبير السن دون مبرر واضح، مطالبة إياه بأن يُقدّر تضحية المرأة وصبرها معه لسنوات طويلة بدلاً أن يكافئها بزوجة أخرى في نهاية عمرها، لافتةً أن أهم ما في الزواج هو العدل، فإذا كان الرجل لن يستطيع عمله بشكل وافٍ فيجب أن يرتقي بنفسه وفكره، وأن يشغل أوقات فراغه بما يفيده؛ لأن الفراغ يتسبب في توارد هذه الأفكار. عِشرة «أم العيال» ما تهون إلاّ على «الكاش» و«الهياط» و«أبو عيون زايغة».. تعدد مشروط ودعا "عبدالرحمن اللامي" إلى التعامل مع هذا الأمر من منطلق الواقع وليس المثالية أو استمالة الآخرين بكلام وهمي، مبيناً أن أي شيء في هذه الدنيا يجب أن يكون مستمداً من شرع الله -سبحانه-، حيث أُحل التعدد ولكنه ربط التعدد بشرط العدل، منوّهاً أن ليس كل رجل مؤهل للتعدد، فمن كان كذلك لا يجب عليه تعميم الموضوع، وليس من حقه انتقاد من يعدّد، ذاكراً أن الحياة مدرسة، فيها من عدّد زوجاته وهو سعيد، وفيها من عدّد وهو تعيس، وفيها من أفرد وهو تعيس، ويوجد من لم يتزوج أصلاً لعدم المقدرة، مبيناً أن كل القرارات ترجع للرجل، فمتى انطبقت شروط التعدد بالقدرة والعدل فليس من حق أحد أن يسلبه ما يريد، والإسلام فتح باب التعدد في الزوجات؛ لكي لا يقع الرجل بالمحرمات، وكذلك حتى تجد المرأة رجلاً يتزوجها ويعفها. منعطف العمر الأخير يتطلب وعياً أكبر تجاه ثمن أي قرار يمكن اتخاذه قرب الزوجة من زوجها المسن لا يجعله يفتح نافذة للتفكير بامرأة أخرى تهتم به أكثر