اكدت دمشق امس تجاوبها مع «اي مبادرة اقليمية او دولية» لحل الازمة بالحوار، وذلك غداة اعلان الموفد الدولي الخاص الاخضر الابراهيمي عن وجود مقترح للحل قد يحظى بموافقة الجميع. في الوقت نفسه، يتخذ النزاع في سوريا شكلا اكثر وحشية يوما بعد يوم مع تزايد عمليات القتل الجماعية هنا وهناك، واستمرار العمليات العسكرية الواسعة على وتيرتها التصعيدية حاصدة مزيدا من الضحايا كل يوم. واعلن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في خطاب القاه في مجلس الشعب السوري أمس الاثنين ان الحكومة تعمل «على دعم مشروع المصالحة الوطنية وتتجاوب مع اي مبادرة اقليمية او دولية من شأنها حل الازمة الراهنة بالحوار والطرق السلمية ومنع التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية واعتبار ما يجري في سوريا شأنا سوريا يحله السوريون بأنفسهم دون ضغوط او املاءات خارجية». واكد الحلقي ان بلاده تمضي نحو «اللحظة التاريخية التي تعلن انتصارها على اعدائها لترسم معالم سوريا المنشودة ولتعيد بناء نظام عالمي جديد يعزز مفهوم السيادة الوطنية وتعزز مفهوم القانون الدولي». ميدانيا،عثر مساء الاحد على عشرات الجثث التي تحمل آثار تعذيب وتشويه في حي برزة في شمال دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وقال المرصد ان «حوالى ثلاثين جثة مجهولة الهوية كانت ملقاة في حي برزة البلد في منطقة الانشاءات العسكرية وعليها آثار تعذيب ولم يتم التعرف عليهم حتى اللحظة». عنصر من الجيش الحر يقف الى جانب ابنته في حي العزة بحلب (رويترز) واوضح انه بعد ساعتين على رؤيتها من عدد كبير من الشهود والمصادر، «قامت قوات النظام بسحبها»، مشيرا الى انه لا يعرف ان كانت تعود الى مدنيين او مقاتلين. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية من جهتها ان الجثث «مقطوعة الرأس ومنكل بأصحابها للغاية لدرجة انه لم يتم التعرف عليهم». واتهمت «الشبيحة» الموالين للنظام ب»اعدامهم ميدانيا». ويصعب التحقق من صحة هذه المعلومات في ظل اعمال العنف الجارية في سوريا. وواصلت قوات النظام امس قصف مناطق في ريف دمشق، مع استمرار وصول تعزيزات لهذه القوات الى مدينة داريا التي تدور فيها معارك عنيفة وتحاول القوات النظامية السيطرة عليها بشكل كامل بعد ان نجحت اخيرا باقتحامها. وقتل 19 شخصا في اعمال عنف في سوريا امس، غداة مقتل 160 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاحد، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته، على شبكة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا. اقتصاديا، ذكر المكتب السوري المركزي للاحصاء على موقعه الالكتروني ان التضخم السنوي في شهر ايلول/سبتمبر 2012 بلغ 48,1 بالمئة بالمقارنة مع ايلول/سبتمبر 2011، و8 في المئة بالمقارنة مع اب/اغسطس 2012. وعزا المكتب سبب ذلك الى ارتفاع اسعار المجموعة الرئيسية (الاغذية والمشروبات غير الكحولية) واسعار الخبز والحبوب واللحوم والالبان، وكذلك مجموعة السكن والمياه والكهرباء والغاز وانواع الوقود وسلع اخرى. وشهد سعر صرف الدولار بالنسبة لليرة السورية ارتفاعا ملحوظا خلال الايام الماضية اذ بلغ سعر صرفه الرسمي الاثنين 77,74 ليرة سورية (كان يبلغ في الفترة نفسها من العام الماضي نحو 55 ليرة) وفي السوق الموازية (السوداء) نحو 93، بحسب ما افاد احد الصرافين.