يحتاج مرضى السرطان في المملكة الذين يقدر عددهم 12 ألف مصاب إلى الإيمان والرضاء بالقضاء والقدر وتفهم أسرة المريض لهذا النوع من الأمراض لما يسببه من آثار نفسية محبطة نظراً لصعوبة علاجه وندرة شفائه وتسببه في وفاة نسبة كبيرة من المصابين به في انحاء العالم بالرغم من التقدم الطبي والاكتشافات العلمية التي أثبتت انه مرض صامت يأخذ دوره الوراثي في تكرار الاصابة به لأجيال في الأسرة، وكما اطلق عليه الأطباء بالسرطان لتشابه أوعيته الدموية المنتفخة حول الورم في العضو المصاب بأطراف سرطان البحر. ولقد ظهرت في جميع دول العالم الجمعيات والهيئات التي تعنى بالمصابين وأسرهم وتقدم لهم البرامج النفسية والأسرية والاجتماعية للتعايش مع المرض، وتربط المرضى الإيمان بالله والصبر والتفاؤل وتحمل تبعات العلاج التي قد تطول لسنوات. يعاني المصابون به من ارتفاع تكلفة علاجه لصعوبة تشخيصه التي تحتاج إلى مراكز أورام طبية متقدمة وعلى مستوى عال من الكوادر المؤهلة.. برنامج (مكافحة السرطان) في وزارة الصحة ذكر في إحصائياته إلى أن 74% من متوسط أعمار السعوديين من الرجال والنساء تتراوح ما بين 50 - 60 عاما، وأن أعلى معدل لسكان المصابين به في مدينة الرياض وأكثر أنواعه انتشارا (سرطان الثدي والقولون والمستقيم) لذا كُثر الدجالون والسحرة ومدعو الطب الشعبي وأخذهم خيالهم الشيطاني إلى ادعاء أدوية تشفي من أمراض السرطان ويستغلون حاجة الضعفاء الباحثين عن العافية في إطلاق سمومهم بطرق مختلفة لترويج هذه الأدوية، ولا تخلو محلات العطارة ومحلات بيع العسل والمواقع الالكترونية في الوصول إلى الناس بطرق ملتوية يتكسبون من مرضى يتعلقون بأشعة الشمس. وفي الفترة الاخيرة لم نعد نسمع الدعاء بالشفاء والعافية لمرضى السرطان في أن نشاركهم همومهم ونقتسم معهم الفرح والتفاؤل، إنما أصبحنا على العكس نقرأ ونسمع في شبكات التواصل التراشق والدعاء بين الناس أن يصيبهم الله بمرض السرطان وخاصة الحانقين والمختلفين في فكرهم مع الآخرين، فكل من يرفض آراءهم فليس منهم، بالرغم من ان وجهات النظر في القضايا المجتمعية الاختلاف فيها طبيعي ولكن الأصعب املاء فكرك على الآخرين بالقوة، وإلا فإن الطامة الكبرى ستحل عليك وتصاب بوابل من الدعاء المتداول في وسائل التواصل بمرض بالسرطان كنوع من العقوبة وتكرار الدعاء في صلواتهم وخلواتهم وفي أماكن العبادة.. وتناسوا قول المصطفى صلى الله عليه: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).. فأيهما أحق على المسلمين فيما بينهم ان يدعوا على الأصحاء بالمرض، أم يدعوا للمرضى بالعافية؟