ضمن برامج مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، للاحتفاء بها في يومها العالمي، اختتم المركز يوم أمس الأول حلقته النقاشية التي اقامها ليومين بعنوان (المواقع الحاسوبية الخادمة للغة العربية: منهجيتها وأسلوب عرضها، والعقبات التي تواجهها) بمشاركة عدد من المتخصصين الأكاديميين والتقنيين والمهتمين باللغة العربية بشكل عام من الطلاب والإعلاميين من داخل المملكة وخارجها، لمناقشة موضوعات الحلقة وتوصيف المشكلة ووضع الحلول ورصد الوسائل المناسبة والتوصيات المهمة لاقتراحها على مختلف الجهات والمؤسسات المعنية. وفي هذا السياق صرح الأمين العام للمركز الدكتور عبدالله الوشمي، بأن الحلقة تأتي ضمن سلسلة متتالية من الحلقات النوعية المتخصصة التي وجه بها معالي وزير التعليم العالي المشرف العام على المركز الدكتور خالد العنقري، وجاءت بدعم ومتابعة من معاليه ومعالي نائبه، حيث يطمح المركز من خلالها إلى تدوين توصيات متخصصة لتطوير مواقع ومنتديات وحسابات الجهات الرسمية وغير الرسمية الخادمة للغة العربية ودعمها، إلى جانب تطوير مواقع ومنتديات وحسابات الجهات غير المعنية باللغة العربية فيما يخص اللغة العربية ودعمها في هذا السياق، ولوضع توصيات وبرامج مناسبة لتأسيس المواقع والمنتديات والحسابات الخادمة للغة العربية، وخصائصها الفنية، ومواصفات القائمين عليها. وقال الوشمي: وضع المركز بتوجيه معالي الوزير عدداً من المبادرات المهمة لدعم المواقع الحاسوبية الخادمة للغة العربية، وقد جاء انعقاد هذه الحلقة لعرض هذه المسارات على الخبراء والمختصين فيها، وذلك بهدف تكوين مسارات الدعم الرسمي والمعنوي، وتحقيق المشروعية والمصداقية، حيث أعلن المركز عن البدء في إعداد قاعدة البيانات الخاصة بالمواقع الحاسوبية الخادمة للغة العربية، وإطلاق جائزة متخصصة لخدمة اللغة والتقنية، وبحث مسارات الدعم التي يمكن أن يقدمها المركز للمواقع المتخصصة، وخاصة تأسيس القوالب المعتمدة، والعناية بالكتاب الإلكتروني، وبرامج التدقيق، وبرامج الهواتف المحمولة، ومبادرات الأفراد، وتأسيس وحدة حاسوبيات متخصصة في المركز. وقد جاءت الحلقة النقاشية في خمس جلسات متتالية، افتتحت بكلمة لسعادة رئيس المجلس د. محمد الهدلق بالحديث عن المركز وتطلعاته وآليات العمل فيه، ثم انعقدت الجلسة الأولى، التي كانت حوارا مفتوحا حول المواقع الخادمة للغة العربية، حيث ركز المشاركون على أهمية قيام المركز بدور قيادي وإشرافي وتنسيقي للجهود المعنية باللغة العربية في جميع المواقع، وضرورة عقد حلقات النقاش المتخصصة لبحث مشاكل التقنية واللغة العربية، وتوطين مهارات المعرفة الحاسوبية فيما يخص اللغة العربية، وطالب الحضور بأن يتم اعتماد المركز جهة إشرافية وداعمة لهذا المجال. وفي ورقة قدمها د.عبدالرزاق الصاعدي مؤسس "مجمع اللغة العربية الافتراضي" على موقع تويتر بعنوان (وسائل التواصل الاجتماعي الخادمة للغة العربية: العقبات والتوصيات) قدم لها بوجود محاولات فردية لخدمة اللغة العربية من خلال حسابات متنوعة في مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة تويتر والفيس بوك، يقودها متخصصون معروفون أو محبون للغة.. مستعرضا خصائص تلك المواقع، وما تتميز به من سهولة استخدامها والوصول إليها، إضافة لتملكها عددا من عناصر الجذب لعموم الناس. كما تطرق د.الصاعدي في ورقته إلى العوائق والمشكلات التي تواجه هذه الحسابات، موضحا أنها تفتقر إلى التنظيم ووضوح الرسالة، وافتقارها إلى العمل المؤسسي المنظم، إضافة لكونها -على الأغلب- حسابات يديرها أفراد غير متفرغين، على سبيل الهواية وليس الاحتراف، وعزوف الأكاديميين المتخصصين في اللغة عن هذه المواقع، وعدد من العوائق التي تشكل عقبة في مسير هذه الحسابات. وختم المحاضر ورقته بعدد من التوصيات بحصر الحسابات اللغوية الجادة، ودعمها بوسائل الدعم المتاحة من قبل المؤسسات المعنية، وتكوين رابطة رسمية للحسابات اللغوية والأدبية على مواقع التواصل الاجتماعي يتولاها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، وحث وتحفيز الأكاديميين في المؤسسات التعليمية على الانخراط في النشاط اللغوي التفاعلي في تلك الحسابات.. متسائلا الصاعدي عن إمكانية أن يكون لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية دور ريادي في تجميع الجهود المتناثرة واحتوائها، وإيجاد عدد من السبل بتبني عدد من الأفكار في سبيل خدمة المواقع الحاسوبية الخادمة للغة العربية.