لو كنت مقدماً لأحد البرامج الرياضية لقررت على الهواء الاعتزال حفاظا على كرامتي وعدم تشويه تاريخي الاعلامي فما يحدث من (خراب لمفهوم النقاش) لايمت للاعلام المتحضر والحوار القيّم بصلة، فيه تجاوزات غير معقولة وصراخ يسد النفس وحركات تكسر الخاطر، حتى يظن المتابع انه وسط دور بعض المرضى النفسيين اعاذنا الله والجميع، والكارثة التي لم يدركها الكثير، ولكن معوكس فاهمها ان بعض البرامج والقنوات بسبب افلاسها المهني تلجأ الى "ضيوف الصراخ" الذين لايحشمون انفسهم عن القول البذيء والعبارات الهابطة، والتلوّن المكشوف والاغرب من ذلك ان بعض الضيوف "المسخنين" يدعي المثالية ويتباهى بثقافته ويتفاخر بمكانته ولم يعلم انه مجرد "مهرج" لايمكن مشاهدته الا من قبل من يريد الضحك والتمعن في نوعية طرح من ابتلي بهم الاعلام. قالها "ابو العواكيس" اكثر من مرة ان الفرق بين بعض برامجنا وبعض البرامج في الدول المجاورة ان المذيع لديهم يسأل لجر الضيف للاجابة المقنعة والمفيدة ثم يجيب الضيف من دون تكلف، اما لدينا فالمذيع هو الذي يسأل ويجيب ويرفع يديه ويبرم جسمه ويلف رقبته ويظهر الكبك والخاتم والساعة ومن ثم يترك الصراخ ل"اكثر من مسخن"، والحقيقة انني صرت اخشى على ذوقي وذوق "حبيبة ابو العواكيس ام العيال" والسبب هذه البرامج الهابطة التي لاتقدم معلومة ولاتنشر فكراً ولاتنمي ثقافة ولاتشارك في بناء الرياضة والانسان، مجرد تهريج وضياع للوقت، والمصيبة ان بعض القنوات تصر على ان لها الريادة في المهنية من دون ان تعرف انها رائدة في التعصب حتى صرنا نخشى على اطفالنا من مشاهدتها بسبب التعدي على الذوق العام والتجاوز على عباد الله من دون رادع لهؤلاء المتجاوزين الذين وجدوا طرق الصراخ والسب والشتم ممهدة ومعبدة امامهم، يا هؤلاء استفيدوا من طارق التويجري في النقاش ومنصور البدر في ايصال المعلومة ورجاء الله السلمي في طرح الاسئلة واثراء البرامج، وخالد جاسم في ادارة الحوار، ومصطفى الآغاء في روح النكتة وخفة الدم والضربات الاعلامية القوية، ويعقوب السعدي في الإثارة المباحة وقوة المصادر وبعض الاعلاميين الاكفاء الذين يفتخر بهم الوسط الاعلامي ولم يهبطوا عليه بالبراشوت وقانون الواسطة، قدروا قيمة الاعلام والمتلقي، ونأوا بانفسكم عن الانزلاق بالقول البذيء، صدقوني ان قيمة حلقاتهم واقوالكم تذهب هبأ منثورا مجرد مغادرتهم الاستوديو ولن يرددها الا من يريد استعادة شريط الضحك والتأسف على حالكم وحال الاعلام الذي يبدو ان الكثير فهمه بصورة خاطئة.. اللهم اني بلغت اللهم فاشهد. من يعاقب العمري ومسعد؟ كالعادة ستمر حركة الحكم عبدالرحمن العمري ولاعب الاهلي محمد مسعد مرور الكرام لأن الاعلام صمت عنها، واعتبرها تصرفاً عادياً عكس حوادث اخرى اقل منها خطورة نهض بعض الاعلاميين ضدها بلا هوادة، ماحدث تصرف مشين من الاثنين، ومالم تتحرك لجنة الانضباط ولجنة الحكام فهذا يعني ان العقوبات لاتزال تتخذ حسب المزاج والاهواء وان "اتحاد عيد" لايفرق بين التصرفات المشينة والاخطاء العادية.