قرأت على صفحة محليات بجريدة الرياض الغراء بالعدد16252 في 9 صفر الجاري وزارة العدل تتجه إلى إطلاق نظام المصالحة قريباً وهذا يقودنا بقوة لتفعيل دورإصلاح ذات البين من قبل العُقلاء والمحكمين هذا النظام كان موجودا في الماضي خارج أسوار المحاكم ويتم الصُلح بين المتخاصمين في الأسواق الشعبية حيث كانت هي مُلتقى القبائل الاجتماعي والثقافي والإعلامي والسياسي وكانت قضايا المُضاربات والزوجية على قائمة القضايا وأذكر أن من أولئك المحكمين تسلموا القضاء وبرعوا في الأحكام دون حصولهم على مؤهلات علمية وعلى سبيل المثال الشيخ حسين با سندوة رحمه الله من أبناء القنفذة عُين مساعداً لرئيس المحاكم. وخلافه كُثر كانت القضايا لاتطفو على السطح عندما تظهر مشكلة يتجه المدعي والمدعى عليه للمحكمين ويقبلون بالحكم أيا كان فالصلح هو سيد الأحكام وكانوا يحكمون حتى بالإيمان المُغلظة ولم يعرف الناس أبواب الدوائر الحكومية أولا لقلتها حيث لايوجد بالبلدة إلا مركز للإمارة والشرطة ومحكمة في القنفذة وعورة الطريق تعيق المتخاصمين من الوصول إليها وكان منزل شيخ القبيلة ومنازل المحكمين هي أحد مواقع الصُلح وإلى قريب كانت المحاكم تستعين بالأمناء وخاصة دعاوى المساقي والأراضي والزوجية لأن أهل البلد على دراية كافية بكل خصومة ومعرفة جوانب الخطأ والصواب فيها بخلاف القضية عندما تُنظر لدى القاضي تُعطى مُتسعا للمغالطات وشهادات الشهود وكانوا بالرغم من أمُيتهم منهم المساح البارع حيث كانت الذراع والمعاد هي السائد في المساحة والحبل ومنهم المقرش لجراح المضاربات ويعرفون الموضحة والدامية وخلافها من الجروح لتثمينها في حال طلب صاحب الدم العوض بالمال إذا أُسُتحسن اختيار المحكمين من ذوي الخبرة والكفاءة وأقول الخبرة لها دور كبير، وخاصة من يُمارس أعمال الخير والصلح فإن القضايا سوف تخف عن كاهل القضاة التي كانت تشغلهم وسهل حلها لدى أهل الخير بالتوفيق، يامعالي وزير العدل فالتطوير المضطرد في هذا الجهاز الهام ملموس والقادم التقني والتطوير أفضل إن شاء الله. *شيخ النواشرة بمحافظة القنفذة وتوابعها عضو اللجنة الثقافية الأدبية بالمحافظة