جملة القول إن هيئة التحكيم والاختيار رأت أن الملك عبدالله بذل جهودا كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي. وأعماله أثرت ولا زالت تؤثر في مجرى الأحداث في كثير من الأماكن. وهو قائد محنك وعملي دفع بعمليات الإصلاح الاجتماعي والإنساني في بلاده اختارت مجلة فوربس الأمريكية Forbes Magazine خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ضمن قائمة أقوى الشخصيات العالمية تأثيراً لعام 2012م من بين واحد وسبعين شخصية، ووضعته في المرتبة الأولى عربياً والمرتبة السابعة عالميا. وهذا التبوء العالمي الرابع للملك عبدالله على التوالي منذ عام 200 تأسست مجلة فوربس عام 1917م على يد مهاجر أسكتلندي اسمه: بري تشارلز فوربس Berri Charles Forbes. وتطبع المجلة في أكثر من بلد وبلغات عددها سبع لغات منها العربية. وهي مجلة شهرية تعنى بإحصاء الثروات الشخصية لأثرياء العالم. لهذا يقوم مراسلوها ومحللو البيانات المالية بمراقبة المؤسسات والشركات المالية حول العالم، ويقومون برصد أرصدة الأغنياء وإحصائها. وكذلك رصد المنجزات التي حققها الأفراد داخل مجتمعاتهم. والمجلة تحظى باحترام كبير، كونها غير مسيّسة، وتطبق معايير صارمة في اختيار شخصياتها. كيف اختير الملك عبدالله ضمن القائمة ومن ثم احتل المركز السابع ضمن قائمة الفائزين؟ يبلغ عدد الشخصيات واحدا وسبعين شخصية عالمية في عالم السياسة والمال والدين وغيرها. إجابة السؤال من شقين: الأول آلية اختيار الشخصية الفائزة. والشق الآخر حيثيات الترشيح. لما علمت من الأخبار بفوز الملك عبدالله للمرة الرابعة اطلعت على العدد العربي لمجلة فوربس، وعرفت أن الفوز ليس سهلاً، ويبدأ الترشيح بقيام موظف كبير في المجلة بتقديم مقترحه مرفقاً بنبذه عن السيرة الذاتية للمرشح. في حالة الملك عبدالله كان السيد ميشال نور المدير التنفيذي لمجلة فوربس هو من اقترح دخول الملك عبدالله في قوائم التنافس. بعد ذلك يقوم المختصون بمراقبة وقراءة برامج الملك وأدائه المحلي والعالمي، ويضعون أمام كل منجز مؤثر نقاطا احصائية matrix points. ثم يقومون بتجميع تلك النقاط ومقارنتها بعاملين إحصائيين: عدد سكان المملكة وعدد سكان العالم (يبلغ عدد سكان العالم في وقت المراقبة حوالي ستة بلايين ونصف البليون نسمة) وينتج عن العملية الحسابية نسبة مئوية. تلك النسبة تُرصد لمقارنتها مع نسب أخرى يفوز بها مرشحونن أُخر. وتلك النسبة متحركة بسبب مؤثرين: الأول أن المتابعة والرصد يستمران حتى شهر ديسمبر، فقد تكبر وقد تصغر بحسب ما يُضاف إليها من نقاط على مدار العام. والمؤثر الآخر النقاط التي يحصدها المنافسون الآخرون فقد تتراجع النسبة في ترتيبها الحسابي وليس الإحصائي، فمثلاً قد تكون النسبة في المرتبة الأولى وتتراجع إلى الخامسة بسبب صعود نسب مرشحين آخرين. جاء الملك عبدالله بعد شخصيات عالمية وهم: الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومالك شركة مايكروسفوت بيل غيتس، والبابا بيندكس السادس عشر، وبن بيرنانك رئيس الخزانة الفيدرالية. بهذا يكون الملك عبدالله الشخصية الأولى عربيا والأولى على قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية. أما حيثيات الترشيح ومن ثم الفوز فقد قرأت في المجلة أعمالاً كثيرة شكلت ملفات على طاولة محللي البيانات، وكلها يملكها الملك عبدالله ويقوم بتفعيلها بطريقة جعلته ذا نفوذ محلي وعالمي. ويأتي على رأس تلك الملفات: الإنجازات السياسية ومنها: خدمته للإسلام والمسلمين بحيث أضحى رمزا لمليار ونصف المليار مسلم. ومنها مبادرة السلام التي أقرتها قمة بيروت العربية، وتأسيس هيئة البيعة ضمن إصلاحات سياسية داخلية واسعة،، ودوره الايجابي في الصراعات الإقليمية في العراق ولبنان وفلسطين. ومحاربة التطرف والإرهاب بكل قوة وعزيمة. أما الإنجازات الاقتصادية فهي كثيرة منها: تأسيس مركز الملك عبدالله المالي، والحفاظ على استقرار السوق النفطي، ما جعل تحفيز السوق العالمي مواتياً لنمو واستقرار مستدامين. ودعم الطفرة الاقتصادية، ومحافظته على استمرارها ما انعكس ايجابيا لصالح المواطن السعودي، ومساعداته المالية الكبيرة لدول العالم الثالث الفقيرة أو الدول التي اجتاحتها كوارث طبيعية أو سياسية. لهذا اختيرت المملكة عضوا في مجموعة العشرين بدءاً من اجتماع المجموعة في لندن. أما الإنجازات الدينية والثقافية فهي كثيرة أيضا ومنها: تبني توسعة الحرمين الشريفين بكلفة وصلت 80 مليار ريال، وهي توسعة غير مسبوقة في التاريخ. واعتماد برامج مالية كبيرة لصالح تطوير التعليم والقضاء، وإنشاء جامعات إقليمية كثيرة، وإنشاء جامعة عالمية (جامعة كوست) ومبادرات غير مسبوقة مثل: حوار الأديان والثقافات الذي أقام له مقراً دائماً في فيينا. بجانب أنه صاحب فكرة وراعي الحوار الوطني المحلي. وجملة القول إن هيئة التحكيم والاختيار رأت أن الملك عبدالله بذل جهودا كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي. وأعماله أثرت ولا زالت تؤثر في مجرى الأحداث في كثير من الأماكن. وهو قائد محنك وعملي دفع بعمليات الإصلاح الاجتماعي والإنساني في بلاده. واستطاع أن يحتفظ بعلاقات جيدة مع الآخرين. وعلى المستوى الشخصي رأت المجلة أن الملك عبدالله يتصف بمنقبة عظيمة وهي: الصدق العفوي ما قربه إلى شعبه، وهو يتلاحم معهم في صورة معبرة ومتميّزة. فهنيئاً لك يا خادم الحرمين.