كرحم الأم التي تحتضن جنينها فترة من الزمن لتخرجه إلى هذا العالم كياناً يسعى في مناكب الأرض ويأكل من رزقها، هي تلكم حال أكاديمية الطفل في برنامج أرامكو السعودية الثقافي الذي تقيمه في متنزه الملك عبدالله البيئي في محافظة الاحساء، حيث يسعى الطفل بين أركان وردهات هذه الأكاديمية لينال نصيبه من العلوم تارة والتطبيق أخرى، ليخرج بها إلى الخارج ليجد نفسه وقد أصبح شخصاً آخر يملك مهارات وعلوم تعينه على التصرف في حياته اليومية. الأم تسلم طفلها إلى أيادٍ من المتطوعين والمتطوعات المنظمين لفعاليات هذه الأكاديمية، ليقضوا زهاء خمسين دقيقة بعيدين عن أحضان أمهاتهم ليخرجوا بعدها من رحم الأكاديمية وقد اكتسبوا مهارات وعلوم جعلت منهم يعتمدون على ذواتهم. خطوات الدخول إلى الأكاديمية وتعلم الاعتماد على النفس يبدأ حين تسلم الأمهات فلذات أكبادهن إلى المشرفات، وحينها يقتحم الأطفال عالم المعرفة الجديد معتمدين على أنفسهم. يتحدث عبدالله الحواس مشرف الأكاديمية التي وصفها بالفريدة في عالمها فهي تحرص على خلق جيل واعٍ من الأطفال، حيث يُؤخذ بيد الأطفال كمجموعات إلى تسعة أركان، هي "البيئة" ويتعلم خلالها كيفية الحفاظ على بيئته، ثم يدلف إلى ركن "لا يطيح" الذي تحرص من خلاله الهيئة العامة للسياحة والآثار على تعليم الأطفال أهمية الحفاظ على تراثهم الوطني الغني، ينتقل بعدها إلى ركن "طوّر مدينتك" لإيصال رسالة للطفل في كيفية تطوير المدينة أو القرية التي يقطنها، وكيف يفكر في إدخال التقنية في المباني الحديثة. ويستطرد الحواس: ".. ولكون موضوع الصحة ولا سيما صحة الأسنان أمر في غاية الأهمية بالنسبة للأطفال فقد خصص ركن للصحة يتعلم فيه الطفل كيف ينظف أسنانه والطرق السليمة لذلك حماية من التسوس، ثم ينتقل إلى ركن يعنى بالتنقيب عن المواهب واستثمارها عبر ركن "المستثمر الذكي" الذي يبحث طرق استكشاف المواهب منذ الصغر، يزور بعدها ركن "الدّكان" الذي يدرب الطفل عملياً كيف يحسن التصرف في المال حين الدخول إلى البقالة أو المتجر، يؤخذ بعدها الطفل إلى ركن "الإطفائي الصغير" وهو عبارة عن ورشة صغيرة للتعرف على الحرائق بأنواعها ومسبباتها المختلفة وكيفية إطفائها ويتدرب على استخدام طفاية الحريق، ثم يتدرب عملياً بأسلوب بسيط على إيصال دائرة كهربائية، والتعامل مع الغاز، ويتعرف على المواد الخطرة وطرق الحماية منها والطرق المثلى في التعامل معها، ويختم محطته في ركن "الإعلامي الصغير" الذي تقوم عليه جامعة الملك فيصل ممثلة في إدارة العلاقات العامة والإعلام الفضائي". وبحسب الحواس فالأكاديمية تستقبل يومياً نحو 700 طفل وهي قابلة لاستيعاب 1000 طفل يومياً، ويشير إلى أن الطفل يقضي في كل من الأركان من 5 – 7 دقائق، ولم يخفِ مشرف الأكاديمية افتخاره بتفاعل وإنصات وحب الأطفال في الاحساء وحرصهم على التعلم والاعتماد على ذواتهم، معتبراً أن ما يتحقق في الأكاديمية هو أبرز أهداف برنامج أرامكو في نسخته الأولى في الاحساء. صغار يتعلمون كيفية الحفاظ على البيئة ركن «لا يطيح» مدينة المستقبل والطاقة محاكاة للواقع