أعلن الرؤساء الثلاثة مصطفى بن جعفر والمنصف المرزوقي وحمادي الجبالي في جلسة بالمجلس التأسيسي عن إستراتيجية تونسية لمقاومة الفساد بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمقاومة الفساد. وأكدت الرئاسات على الثقة في قدرة تونس على مقاومة الفساد والتوقي منه مستقبلا بفضل توفر الإرادة السياسية لتحقيق ذلك. وأشار رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي إلى أن مظاهر الفساد مازالت متفاقمة ولم تتراجع في مختلف المؤسسات بتونس قائلا ان الفساد موجود حيثما اجتمع المال والسلطة والبشر مما يستوجب وجود مؤسسة وطنية مستقلة تمنح لها كل الصلاحيات للقيام بمهامها بالإضافة إلى "ترسانة" من التشريعات تفرض الشفافية على كل فاعل سياسي واجتماعي واقتصادي في البلاد مبرزا ضرورة السعي أيضا إلى تكوين خبرة تقنية تكتسب بفضل تكوين جامعي في هذا المجال أسوة بالعديد من البلدان. ومن جهته، أكد رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر أن بعث هيئة لمقاومة الفساد له دور إيجابي على نمو الاقتصاد الوطني وتحسين عيش الشعب ومستقبل أبناء تونس إذا ما تم تواصل السهر على تنفيذه وتجسيده في أرض الواقع، مبيّنا أن الفساد انتشر بالبلاد في ظل النظام البائد وسيطرة شبكاته "الأخطبوطية" على المؤسسات ومراكز القرار "بوعي تام وبطريقة ممنهجة". أما رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي فقد شدد على أن مكافحة الفساد الذي ضرب جل القطاعات والمجالات ووقف عقبة أمام التنمية وبناء الديمقراطية مما يستوجب العمل بمسؤولية مشتركة تؤدي فيها الأسرة والمؤسسات التربوية دورا محوريا لإرساء ثقافة النزاهة واليقظة المستمرة وتكريسها. وقد قاطع عدد من نواب المجلس الوطني التأسيسي هذه الجلسة عند تناول رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي الكلمة احتجاجا على عدم استجابة رئيس الحكومة لطلب نواب المجلس التأسيسي بالحضور للمجلس لمساءلته حول الأحداث الأليمة التي شهدتها ولاية سليانة واستعملت فيها قوات الأمن رصاص الرش ضد المحتجين مما تسبب في فقدان بصر بعضهم.