واصلت فرنسا تشديد الاجراءات الامنية في جميع أنحاء الأراضي الفرنسية برا وبحرا وجوا بعد أن رفعت درجة التأهب الامني على سلم خطة (فيجيبيرات) الأمنية الى اللون الأحمر فيما أدانت جميع المساجد الفرنسية في خطب الجمعة الهجمات الإرهابية التي ضربت لندن بوصفها هجمات تتعارض مع الروح السمحة للإسلام كما تتعارض مع مصالح الجاليات الإسلامية الكبيرة في أوروبا. وفور تعرض لندن لسلسلة من التفجيرات الارهابية يوم 6 يوليو الماضي بادر الرئيس الفرنسي جاك شيراك من جلين ايجلز حيث كان يشارك في قمة مجموعة الثماني الصناعية الكبرى بتوجيه تعليمات الى رئيس حكومته دومنيك دوفيلبان لاتخاذ الاجراءات الأمنية المناسبة من أجل تأمين سلامة الفرنسيين من مخاطر أية هجمات إرهابية محتملة. وسارع دوفيلبان بتنفيذ هذه التوجيهات برفع درجة التأهب الأمني على سلم خطة فيجيبيرات من اللون البرتقالي الى اللون الأحمر وهو اللون قبل الأخير على سلم فيجيبيرات التي تتكون من أربعة ألوان أخرها القرمزي الذي لا يطبق الا عندما تتعرض فرنسا لهجمات أو لتفجيرات أو تكون على وشك التعرض لهذه الهجمات. والمعروف أن فرنسا كانت قد وضعت خطة فيجيبيرات فور وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 على نيويورك وواشنطن ثم رفعت درجتها من اللون الأصفر الى اللون البرتقالي عقب تعرض مدريد لتفجيرات مارس 2004 وهو اللون المطبق منذ ذلك الحين في فرنسا. وقام رئيس الوزراء الفرنسي دومنيك دوفيلبان بتشكيل لجنة طوارىء وزارية مصغرة تتكون من وزير الخارجية فيليب دوست بلازي ووزيرة الدفاع ميشال أليو ماري ووزير الداخلية نيكولا ساركوزي. وأولت الحكومة الفرنسية اهتماما بتعزيز الاجراءات الامنية في باريس حيث تم نشر 2000 رجل من الشرطة والدرك والقوات المسلحة بهدف تشديد عمليات المراقبة وعمليات الردع لمنع تعرض سلامة المواطنين لأي ضرر. وأكد مصدر مقرب من دوفيلبان أن التفجيرات التي تعرضت لها لندن بعد تلك التي تعرضت لها مدريد أثبتت أن الارهابيين يستطيعون جيدا تحديد أهدافهم ثم توجيه الضربات الى هذه الأهداف ليس فقط بالمتفجرات البدائية المصنعة يدويا ولكن أيضا بواسطة متفجرات شديدة القوة مثلما كشف أمس بريان باديك الرجل الثالث في سكوتلاند يارد.