لو أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز حصل على أولوية عربية فقط عبر تقييم «فوربس» الذي نشرته «الرياض» يوم أمس لما اعتبرنا في الأولوية تميزاً خاصاً.. لأن التميز الخاص في فكر وآراء وممارسات الملك عبدالله هو أكبر بكثير من طبيعة أوضاع العالم العربي.. حيث نجد حالياً أن القائد العاقل - إذا توفر - ليس هو من يطلق مشاريع تطوير متميزة ويصل إلى زمالات عالمية متنوعة ويطرح عبر فكره وسائل اتصال عقائدية وفكرية وإنسانية مع شعوب عالمية عديدة وذات خصوصيات تطوير.. بل يكفي أن يكون قد تمكن من عزل شعبه عن التأثر بعدوى الخلافات.. عدوى الصراعات.. ديموقراطية تبادل الاقتتال.. من الصعوبة بمكان أن تطبق صفات التميز العالمي على زعامة عربية بل وحتى إسلامية في ظل طبيعة الأوضاع الراهنة.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. بصفاته الخاصة.. بقدراته الخاصة.. بفكره الخاص.. هو من تجاوز كل سلبيات واقع العالم الثالث، ومن داخله توجد عضوية العالم العربي.. هنا أجزم أن للملك عبدالله ميزة ثالثة غير انفراده بالتطوير وواقع السلام داخل عالمه العربي.. وغير ما سجل باسمه من منجزات تعامل فكر ووجاهات رأي مع دول العالم المتقدم.. الميزة الثالثة فيها انفراد عن كل صفات من وصلوا إلى الوجاهة في تقييم «فوربس» في الزمالة العالمية وتأتي بأن الرجل العظيم عبدالله بن عبدالعزيز لم يأتِ إلى الواجهة العالمية التي تحتفظ قياداتها بنسب سكانية لا تقل عن السبعين مليوناً ومراحل تعليم مبكرة بما في ذلك حرية فكر الثقافات قبل أكثر من قرن ونصف القرن ومستويات اقتصادية لها عمر امتداد لا يقل عن المئة عام.. نحمد الله.. أننا ونحن من بدأنا نقل أوضاعنا من بداوة قديمة التواجد ومن انكماش عزلة اجتماعية ومن بساطة مفاهيم إلى أولوية وعي وتطوير بدأت بوجود الملك عبدالعزيز رحمه الله وهي الآن في ذروة التألق وجزالة الخصوصية وطنياً وتلاقي كل اتجاهات الفكر أو رغبات المصالح فيما لا يعطل مسار تطورنا ولا يفتح فرصة إهدار ضد واقع تميّز نموّنا.. حيث الملك عبدالله بن عبدالعزيز تمكن من فرض التحديث اجتماعياً وعلمياً ودينياً.. وتلك مهمة خروج رائعة ممّا يحتجز العالم العربي من واقع تخلّف في ناحية، وواقع صراعات من ناحية أخرى يطلقها واقع التخلف..