قد تصعب قراءة رواية «أوجاع التطواف» للكاتب الأردني ممدوح أبو دلهوم دون التساؤل عن تلك المرونة البعيدة المدى التي أعطيت لمفهوم الكتابة الروائية في هذه الأيام وما سمي «النص المفتوح» من مجالات لتداخل فنون كتابية مختلفة. حمل الكتاب وصفاً في أعلى غلافه بأنه «رواية» في الصفحة الخاصة بالعنوان الداخلي حمل بالإضافة إلى تعبير رواية وصفاً آخر ورد تحت «أوضاع التطواف» هو «مونولوجية روائية». إلا أن قراءة الكتاب قد تؤدي إلى تساؤل القارئ عن كل ذلك فيما ورد فيه يحمل مجموعة تشابه بفنون وأساليب عديدة ليست من الفن الروائي بالتحديد بل هي اقرب إلى أن تجعل منه كتابة شعرية وسياسية ساخرة ومؤلمة وتعيد طرح سؤال هو: هل اتسعت مظلة الفن الروائي إلى هذا الحد. فالكتاب حيث يروي يكاد يروي عن كل شيء تقريباً أو عن أشياء كثيرة دون إطار قصصي ينتظم هذه الأشياء التي تطل كسرد مرة وكشعر مرات أخرى أو كتعليق وتحليل سياسيين يرتديان «قبعة الغموض» التي لا تتحول إلى قبعة إخفاء كلي ونهائي. وقد يصح القول إن ما يجمع مواده قد يكون حرارة تشبه حرارة الانفعال في الشعر. وقد صدر الكتاب ذو الصفحات المئة والخمس عشرة المتوسطة القطع عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» وهو الكتاب العاشر لممدوح أبو دلهوم منذ سنة 1972 وجاء بعد تسعة كتب أخرى بينها روايات ومجموعات قصصية ودراسات سياسية ونقدية أدبية.